يبدو أن المقاتلين الفلسطينيين في مدينة نابلس في الضفة الغربية أصبحوا بين مطرقة الجيش الإسرائيلي وسندان السلطة الفلسطينية بإدارة رئيس الوزراء المكلف سلام فياض والتي أخذت على عاتقها مهمة ملاحقة المقاتلين وتعقب الخارجين عن القانون.
وتقول قوات الأمن الفلسطيني أنها تلاحق الأسلحة غير المرخصة" وسوء استخدام السلاح، وبأنها ستتعامل مع جميع الفصائل بالتساوي في محاولة منها لوضع حد لحالة "الفوضى" المنتشرة في البلاد. وعلى ضوء ذلك، قامت السلطة باعتقال أعضاء تابعين لمجموعات فلسطينية ومن بينها الحركة الإسلامية حماس.
وقد شهد مخيم عين بيت الماء للاجئين في مدينة نابلس مواجهات بين أفراد الشرطة الفلسطينية ومسلحين تابعين للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. وقبل تلك المواجهة بأقل من 36 ساعة، كان الجيش الإسرائيلي قد قام بعملية ليلية في المخيم عينه فيما يبدو أنها ملاحقة لنفس الحركة.
وقال أفراد عائلة حميدان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن 20 جندياً داهموا منزلهم الساعة الثالثة فجراً وطردوهم خارجه، مضيفين أن أحد أقاربهم كان من المسلحين ولكنه لا يسكن معهم.
وعن تلك الحادثة قال عادل البالغ من العمر 44 عاماً: "لقد أيقظوناالقنابل الصوتية التي رموا بها بالقرب من باب المنزل".
وأضاف بينما كان يشير إلى الأبواب المكسرة والملابس التي بعثرها الجنود على الأرض: "لقد قلبوا جميع الخزائن والرفوف رأساً على عقب".
ولم يسلم حتى مطبخ العائلة المتهالك الذي رفعت على رفوفه بعض المساعدات الغذائية من الأونروا، فقد تحطم فرنه وثلاجته خلال العملية العسكرية، وإصلاحهما خارج عن قدرة العائلة وفقاً لعادل، الذي قال أيضاً بأن دخله قليل جداً.
أما علي حميدان، 12 عاماً، فقال لشبكة (إيرين) أن الجنود الإسرائيليين اصطحبوه إلى غرفة مستقلة وقاموا باستجوابه لعشر دقائق بالعبرية، وهي لغة لا يفهمها.
ولكن الجيش الإسرائيلي قال أن العملية كانت عملية اعتقال اعتيادية إذ يعتقد الإسرائيليون أن نابلس هي "عاصمة الإرهاب" في الضفة الغربية وهم يعلنون باستمرار عن اكتشاف معامل لتصنيع القنابل في المدينة.
تحسن الوضع الأمني
الصورة: شبتاي جولد/إيرين |
تنساب المياه من الخزانات التي حطمها الجيش الإسرائيلي في عملياته في مخيم عين بين الماء |
كما سمحت إسرائيل للمركبات المدرعة الخاصة بالشرطة الفلسطينية بدخول نابلس في الوقت الذي تحدثت فيه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن تسليم بنادق من نوع (أيه كي – 47) لمسؤولي فرض القانون.
ويرى المراقبون أن السلطة الفلسطينية تحاول من جهة استجماع قوتها في الضفة الغربية لمنع أي استحواذ على السلطة من قبل حماس كما حدث في غزة قبل خمسة أشهر، ومن جهة أخرى تثبت للإسرائيليين بأنها تستطيع السيطرة على الوضع الأمني. بالإضافة إلى ذلك، تسعى السلطة لأن تثبت للفلسطينيين بأنها تستطيع أن تحقق مكاسب سياسية تتضمن انسحاب نهائي للقوات الإسرائيلية من المدن، وفقاً للمحللين.
ولكن سكان مخيم بيت عين الماء يقولون بأن التوغلات الإسرائيلية تبقى مستمرة وتحدث كل ليلة تقريباً.
تدمير المنازل
وقد تلقى السكان مساعدات نقدية من الأمم المتحدة لإصلاح الدمار الذي تسببت به التوغلات التي حدثت في يونيو/حزيران، غير أن البعض ما زالوا ينتظرون المساعدة لإصلاح الأبواب والجداران والنوافذ المحطمة منذ شهر سبتمبر/أيلول. ويتم تغطية بعض الفتحات بأغطية من البلاستيك وهي لا تكفي للوقاية من البرد مع انخفاض درجات الحرارة في الشتاء.
"