هربت فطومة أحمد، 20 عاماً وأم لطفلين، في شهر مايو/أيار من الاقتتال الدائر في العاصمة مقديشو، وهي تعيش الآن مع حوالي 400 أسرة نازحة في قرية بوربيشارو التي تبعد حوالي 20 كلم عن مقديشو.
وتسكن فطومة مع طفليها، البالغين من العمر سنتين وثلاث سنوات، في خيمة لا تزيد مساحتها عن متر ونصف طولاً ومتر واحد عرضاً، مصنوعة من الأقمشة البالية والبلاستيك ومنصوبة تحت الشمس الحارقة على ساحل المحيط الهندي.
وكانت فطومة، حتى شهر مايو/أيار، تعيش مع أسرتها في منطقة هوريوا شمال مقديشو، والتي تعتبر من أخطر المناطق في العاصمة الصومالية، إذ تكثر فيها المواجهات بين المتمردين وقوات الحكومة المدعومة من قبل إثيوبيا.
وتحكي فطومة قصتها قائلة: كان لدينا منزل صغير في هوريوا، وكان زوجي يعمل ليعيل الأسرة، ولكننا اضطررنا إلى الرحيل عندما أصبح الوضع في منتهى الخطورة.
لم يهدأ القتال ليوم واحد. قُتِل العديد من الناس من حيّنا بسبب القصف والرصاص. كان من المستحيل القيام بأي شيء، فبمجرد أن يخرج الشخص من بيته يتعرض لإطلاق النار، وقد يقتل حتى إن لم يغادر بيته.
وفي أحد الأيام، تسبب تبادل عنيف لإطلاق النار بالقرب منا في تدمير بيت أحد أصدقائنا، فقررنا أن نغادر قبل فوات الأوان. قدمنا إلى هنا مع عدد من جيراننا ولم نأخذ معنا سوى القليل مما تمكنا من حمله فوق ظهورنا.
ننام الآن جميعاً في هذه الخيمة الصغيرة، التي لا تقينا حتى من المطر. لا نملك أي شيء ونعيش على ما يستطيع زوجي إحضاره عندما يجد عملاً في المدينة. فهو يذهب إلى المدينة يومياً للبحث عن عمل بالرغم من خطورة ذلك.
يتقاضى زوجي بعض النقود أحياناً عندما يساعد الناس في حمل أغراضهم. ولكنه عادة ما يعود فارغ اليدين بسبب سوء الوضع الأمني أو لأن قوات الحكومة قد أقفلت المنطقة. ونعتبر أنفسنا محظوظين جداً عندما نحصل على وجبة واحدة في اليوم.
إنني قلقة جداً على طفليَّ، فهما يزدادان ضعفاً ويعانيان من السعال. أتمنى أن أعود إلى دياري ولكني أعرف أن ذلك غير ممكن الآن بسبب الاقتتال الدائر هناك.لا أدري ما الذي فعلناه لنستحق كل هذا. أشعر كأن الله يعاقبنا لذنب اقترفناه، وأصلي لأن يتوقف كل هذا ونحظى بالسلام مجدداً ونعود لنحيى حياتنا.
"