عززت مجموعات المتمردين التي تقاتل حكومة جنوب السودان صفوفها من خلال التجنيد القسري للجنوبيين الذين يعيشون في الخرطوم طبقاً لما ذكره مسؤول كبير في جوبا نصب نفسه زعيماً للمتمردين وهرب من التجنيد الإجباري في العاصمة السودانية.
ورغم أن حدة التجنيد القسري المزعوم يبدو أنها قد هدأت منذ سلسلة عمليات اختطاف في نهاية ديسمبر، قال برنابا ماريال بنيامين وزير الإعلام في جنوب السودان والمتحدث الرسمي باسم الحكومة أن التجنيد القسري مازال يحدث بشكل متقطع.
ففي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال بنيامين أن التجنيد القسري "يحدث من وقت لآخر وبصورة عشوائية. فليس هناك تواريخ محددة للقيام بذلك. وحتى عندما تقل معدلاته- أي لا يحدث لمدة يومين أو ثلاثة- تسمع مرة ثانية بعد أسبوع أو ما إلى ذلك بالبدء في التجنيد القسري مجدداً".
واتهم بنيامين "سلطات الأمن الوطني في جمهورية السودان بتشجيع جماعات الميليشيات الموجودة في الخرطوم على التجنيد القسري لبعض الطلاب الجنوبيين في جامعة الخرطوم" وإرسالهم إلى مخيمات التدريب "لتكون جزءا من مجموعات الميليشيات" التي تقاتل حكومة جوبا.
وعلى الرغم من أن السودان قد أنكر أي تورط له في هذا الأمر، إلا أن بنيامين أفاد أن وفداً حكومياً سافر من جوبا إلى الخرطوم في يناير "للمطالبة بإيقاف هذا النوع من الأنشطة . ولكن يبدو أن لا شيء قد توقف...وأعتقد أن هذا الأمر في الحقيقة يفسد مبدأ بناء العلاقات بين البلدين".
وفي هذا السياق، حكى سايمون* -البالغ من العمر 49 عام وهو جنوبي يعيش في الخرطوم- لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في نهاية ديسمبر عن هروبه الصعب من التجنيد. وجاء في حديثه: "كان هناك سبعة منا في وسط سوق كبير في الخرطوم في حوالي الساعة الثانية ظهراً. رأيت سبعة أشخاص يأتون إلينا. أثنان منهم كانا يحملان مسدسات تحت ستراتهما. قالوا لنا "تعالوا معنا" وأخذونا في شاحنة إلى منزل خالٍ في غرب أم درمان.
وأضاف سايمون "كان هناك خمسة سجناء آخرين. وقاموا بتقييد أقدامنا بالسلاسل ولم يتركوا لنا سوى وعاءً خال لنستخدمه كمرحاض. وأخبرونا أنهم يريدون أخذنا إلى الجنوب للقتال ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان الذي يعتبر الجيش النظامي لجنوب السودان.
وقال سايمون أنه يدين بحريته إلى مشغليه الذين دفعوا للخاطفين ما يعادل حوالي 1500 دولار لإطلاق سراحه.
ومن غير الواضح مدى عدد حالات الاختطاف التي تمت حتى الآن. إلا أن أحد عمال الإغاثة في الخرطوم قال في نهاية ديسمبر: "سمعنا من السفارات والتقارير الصحفية والمنظمات المحلية والمنظمات غير الحكومية أن حوالي 200-300 شخص من جنوب السودان تعرضوا للاختطاف في الخرطوم خلال الشهرين الماضيين. ولا يوجد أي رقم رسمي يشير إلى أعداد المختطفين بل هي مجرد تقارير غير رسمية".
وقال رجل يدعى وليام جويكانج تم تقديمه إلى شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) على أنه قائد المتمردين الجنوبيين أنه ساعد في التخطيط لعمليات الاختطاف.
وكان جويكانج قد قال لشبكة الأنباء الإنسانية في نهاية عام 2011: "نحن الآن نأخذ الطلاب. البعض يستجيب لنا دون مقاومة في حين نضطر لاستخدام القوة مع الآخرين...ونحن نأخذ فقط الرجال في المرحلة العمرية ما بين 20 و 30 عاماً".
وأضاف جويكانج أنه تم نقل المجندين إلى أحد مراكز التدريب الستة في ولايتي جونقلي والوحدة بجنوب السودان ولكنه نفى المطالبة بأية فدية أو أن حكومة الخرطوم لديها أي دور في عمليات التجنيد.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال ربيع عبد العاطي عبيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام السودانية، أن حكومته "ضد جميع الجرائم مثل الخطف. وإذا وقعت تلك الجرائم فإن الشرطة تعمل على تعقبها والقبض على المجرمين. ليس للأمر علاقة بالمسائل السياسية".
*: ليس اسمه الحقيقي
mg-hm/am/mw-hk/kk/amz
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions