عندما هز انفجار مميت حفل تخرج بالعاصمة الصومالية مقديش، في 3 ديسمبر أودى بحياة 23 شخصاً وتسبب في جرح عشرات آخرين، تحول هذا اليوم فجأة إلى يوم أسود حزين بالنسبة لمئات الأشخاص الذين قدموا للمشاركة في احتفال بهيج. وقد قامت الحكومة فوراً بتشكيل فريق للتحقيق في الحادث.
وكان هذا اليوم سيشهد تخرج عدد غير مسبوق من الطلبة من بينهم 23 طبيباً و16 متخصصاً في التربية والتعليم و13 مهندساً في علوم الكمبيوتر وتقنية المعلومات. ومن بين الطلبة الناجين، سخاء الدين أحمد، خريج الطب البالغ من العمر 23 عاماً، الذي وصف أحداث هذا اليوم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً:
"كنت أشعر بسعادة بالغة لتمكني من الحصول على شهادتي بعد ست سنوات من الكد والاجتهاد والمعاناة. كان ذلك أسعد أيام حياتي. وصلت إلى مكان الاحتفال في الساعة الثامنة صباحاً وكنت من أوائل الواصلين إلى المكان.
لا يمكن للمرء أن يتخيل كما عانينا وكافحنا واجتهدنا للحصول على شهاداتنا. مرت أيام لم نستطع خلالها الذهاب إلى الكلية بسبب الأوضاع الأمنية. كما كان علينا عبور الحواجز المنصوبة في الطرقات للوصول إلى الجامعة وغالباً ما كنا نتحدى الرصاص للوصول. ولذلك كان يوم التخرج يوماً مشحوناً بالعواطف بالنسبة لنا جميعاً.
ولكن عندما أوشكنا على استلام شهاداتنا، هز المكان انفجار عنيف. مرت علي دقيقة كنت فيها مشوشاً للغاية ولم أتمكن من إدراك ما يحصل. بعدها أدركت أن رجلي كانت تنزف دماً وعندما نظرت إلى مكان جلوس زملائي لم أر سوى الموت والدمار. لقد أودى الانفجار بحياة ستة طلاب كانوا على وشك التخرج والحصول على شهادات في علم الكمبيوتر. كما أودى الانفجار أيضاً بأحد أكثر الأساتذة المفضلين لدي.
وبذلك تحول هذا اليوم الذي كان من المفترض أن يشكل أسعد أيام حياتي إلى كابوس. إنه يوم لن أنساه ما حييت. لقد كنت من بين المحظوظين الذين لم يفتك بهم الانفجار. كنا قد اجتمعنا لنحتفل بإنجازاتنا ولكن أحدهم حول الاجتماع إلى مأساة رهيبة. نحن لا نهتم بالسياسة. كل ما نريده هو مساعدة ذوينا وأنفسنا.
كان من المخطط أن يقضي انفجار الخميس [3 ديسمبر] على كل أمل لنا في الحصول على مستقبل أفضل. ولكن الضالعين فيه لن ينجحوا. سألتحق بعملي في أحد مستشفيات مقديشو اليوم [7 ديسمبر].
لن يثنيني أحد عن عزمي في تحقيق طموحي والعمل في الطب ومساعدة الآخرين. وكلما ذهبت إلى المستشفى سأذكر دائماً أصدقائي وأساتذتي الذين لقوا حتفهم أثناء هذا الانفجار الغادر".
ah/mw – az/dvh
"