1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

دون أزواجهن، النساء معرضات للخطر في مخيمات جنوب السودان

Refugee at Jamam camp, South Sudan
Hannah McNeish/IRIN
Refugee at Jamam camp, South Sudan (April 2012)

تجلس ماهاسا* (29 عاماً) وهي تحمل ابنها الأصغر بين ذراعيها وسط الغبار خارج الكوخ الذي بنته لنفسها. تعي الأم تماماً أنها معرّضة للخطر، كما تؤكد على أنها خائفة.

وماهاسا أم لأربعة أطفال وواحدة من العديد من النساء اللواتي فررن، دون صحبة أزواجهن، إلى مقاطعة مابان في ولاية أعالي النيل في جنوب السودان، هرباً من القتال في ولاية النيل الأزرق السودانية بين القوات الحكومية والحركة الشعبية لتحرير السودان-فرع الشمال. وقد بقي زوج ماهاسا في ولاية النيل الأزرق ليقاتل الى جانب المتمردين.

وتعيش ماهاسا الآن في مخيم دورو الذي يضم أكثر من 44,000 لاجئ. وتماماً مثل اللاجئات الأخريات، تواجه ماهاسا هناك تهديدات يومية من الاستغلال والتحرش والعنف والخوف المستمرالذي يجعلها كامرأة غير قادرة على إعالة أسرتها.

التحرش

وقد أدى القتال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، والذي امتد منذ يونيو 2011 وحتى الآن إلى نزوح أكثر من 112,000 شخص إلى جنوب السودان. وقال عمال الإغاثة أنهم شعروا بالإرهاق" خلال موسم الأمطار في النصف الثاني من عام 2012، عندما تدفّق عشرات الآلاف من اللاجئين، معظمهم من النساء والأطفال، عبر الحدود من ولاية النيل الأزرق. فسارعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون الاجئين وشركاؤها إلى تلبية الاحتياجات الأساسية للوافدين الجدد، الذين كانوا في البداية ينامون تحت الأشجار ويعيشون على الفاكهة والمياه الجوفية الراكدة.

والآن، وبعد مرور ستة أشهر، ما زال القتال مستمراً عبر الحدود، لكن معدل الوافدين انخفض وانتقلت وكالات الإغاثة من وضع الاستجابة لحالات الطوارئ إلى تلبية احتياجات اللاجئين الطويلة الأمد.

وأفاد ميرات مرادوف، مسؤول الحماية في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، أن أكثر من 80 بالمائة من اللاجئين هم من النساء والأطفال. وكانت المفوضية قد بدأت بالنظر في أوجه الضعف الخاصة بهذه الفئة، علماً أن عدداً كبيراً منهم يعتمد كلياً على الحصص الغذائية. وأضاف مرادوف أن "النساء الأرامل والحوامل بحاجة الى مساعدة كبيرة".

وبما أن المخيمات تنتشرعبر مناطق واسعة، يتعيّن على النساء السير في كثير من الأحيان مسافات طويلة جداً للوصول إلى نقاط توزيع الغذاء، ومن ثم حمل أكياس الحصص الغذائية الثقيلة والعودة بها. فتقطع ماهاسا مثلاً مسافة نصف ساعة في كل اتجاه لجمع الغذاء الذي تحتاجه لإطعام أطفالها.

ويقول عمال الإغاثة أنه خلال هذه الرحلات لجمع الحصص الغذائية، تكون النساء غير المتزوجات والكبيرات في السن الأكثر عرضة للاستغلال، وأحياناً يُجبرن على التخلي عن جزء من حصصهن الغذائية مقابل المساعدة على نقلها.

مع ذلك، ليس هذا ما تخشاه ماهاسا. فأحد أكثر الأمور صعوبة بالنسبة لها وللكثير من النساء هو جمع الحطب من الغابة المحيطة بالمخيم. وقالت ماهاسا أن هذا العمل ليس شاقاً فحسب، وإنما "خطير" لأنه غالباً ما يقوم بعض أفراد المجتمع المضيف بمضايقة النساء اللاجئات والتحرش بهن. وأوضحت بالقول: "يقومون بضربنا، حتى أنهم يأخذون منا فؤوسنا".

وتستمر حدة التوتر بين اللاجئين والمجتمع المضيف بالتصاعد، وخاصة على الموارد التي تصبح أكثر محدودية يوماً بعد يوم.

وقد عبرت مايبل*، وهي امرأة مسنة تسكن في المخيم، وابنتها الشابة تاليثا*، عن مخاوف مماثلة، وأكّدتا أن الرجال والنساء من المجتمع المضيف قاموا بضربهما بالعصي وطردهما بعيداً بينما كانتا تحاولان جمع الحطب. وقالت مايبل: "الطريقة الوحيدة للحصول على الحطب هو جمعه في الخفية لكي نحمي أنفسنا من المجتمع المضيف".

العنف الجنسي

وبات هذا الموضوع مصدر قلق متزايد بالنسبة لمسؤولي الحماية العاملين في مخيمات اللاجئين الأربعة في مقاطعة مابان. وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أحد مسؤولي الإغاثة العاملين في المخيمات أن جمع الحطب يعرض النساء لمخاطر عديدة متعلقة بالعنف الجنسي.

وفي تقرير صادر عن منظمة هيومن رايتس ووتش في 12 ديسمبر 2012، تم توثيق حالات من العنف الجنسي المماثل. وذكر التقرير أنه غالباً ما تقوم النساء في مخيم جمام- الذي يقع أيضاً في ولاية أعالي النيل – بالمشي لمدة ساعة ونصف في كل اتجاه بغية جمع الحطب.

وكان المجلس الدنمركي للاجئين قد أصدر تقييماً سريعاً حول العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي في دورو في أكتوبر 2012. ويذكر التقييم أن "النساء البالغات والفتيات المراهقات قد أبلغن عن حالات اغتصاب ومحاولات اغتصاب واعتداء جنسي وتحرش". كما وجد التقييم أنه لم يتم الإبلاغ عن العديد من حالات العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي بسبب الخوف من وصمة العار. وأوضح التقييم أنه لم يصل إلى مقدمي الرعاية الصحية في مخيم دورو أي تبليغ عن أية حادثة منذ بداية عام 2012.

إطلاق برامج الدعم

وفي محاولة للتغلب على المحرمات التي تمنع التحدث عن العنف الجنسي، نشرت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فريقاً خاصاً في مخيم دورو لمدة ثلاثة أشهر. وأفاد مرادوف أن مهمة هذا الفريق نشر المعلومات حول توفر رعاية ما بعد الاغتصاب والحصول على تحويلات للاستفادة من الخدمات الصحية القائمة.

وتسعى المفوضية إلى وضع برنامج لمكافحة العنف الجنسي والعنف القائم على النوع الاجتماعي مع مجموعات مختصة تقوم بتشجيع النساء على التحدث بشكل أكثر صراحة عن معاناتهن. مع ذلك، يشكل عدم توفر مترجمات عائقاً رئيسياً بالنسبة لهذا المشروع. لذلك، وإلى جانب المشاريع المدرة للدخل، بات التدريب اللغوي للنساء يحظى بالأولوية لعام 2013.

وأضاف مرادوف أن "هذا البرنامج هو جزء كبير من استراتيجية تسعى إلى الانتقال إلى عملية أكثر استدامة".

كما أطلقت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين "محادثات الكفاءة في استهلاك الوقود"، التي توفر التدريب للنساء في جميع المخيمات الأربعة في أعالي النيل – وهي دورو، جندراسا، جمام ويوسف باتيل. وتدور هذه المحادثات حول كيفية الحد من كمية الحطب التي يستخدمنها بنسبة تصل إلى 50 بالمائة. فهذا الحد من كمية الحطب المستخدمة قد يخفف من حدة التوتر مع المجتمع المضيف ويخفض عدد الرحلات التي يتوجب على النساء القيام بها بغية جمع الحطب، مما يخفف من إمكانية تعرضهن للعنف.

في الوقت نفسه، قال مرادوف من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن اللجنة الأميركية للاجئين تركّز على الاستشارات النفسية والاجتماعية، في حين تنظر المنظمة الدولية للمعوقين في أوضاع ذوي الاحتياجات الخاصة.

وتقول الوكالات الإنسانية الأخرى أنها في المراحل الأولية لإنشاء مشاريع مدرة للدخل للنساء، والتي تهدف إلى تعزيز الاستقلال الاقتصادي للأسر التي ترأسها النساء، بغية حمايتهن من الاستغلال.

مع ذلك، ما زالت ماهاسا تشعر بالقلق حيث قالت: "بلا زوجي، قد لا أتمكن من إعالة أولادي".

* أسماء العائلات غير مذكورة

nf-f/kr/rz-bb/dvh


"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join