1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: أطفال يولدون عند حواجز أمنية

Israeli soldiers search a Palestinian's car at the Hawera checkpoint outside the town of Nablus in the West Bank Kobi Wolf/IRIN
Israeli soldiers search a Palestinian's car at the Hawera checkpoint outside the town of Nablus in the West Bank

تعمل دورية "ذي لانست" الطبية البريطانية على مدار ثلاث سنوات حتى الآن مع الباحثين والمتخصصين الفلسطينيين في المجال الصحي من أجل توثيق آثار العيش تحت ضغوط نفسية والتعامل مع العجز والصعوبات الاقتصادية والقيود المفروضة على الحركة والتوترات السياسية والخوف من الهجوم الخارجي على الفلسطينيين. وقد قامت الدورية الطبية بنشر آخر النتائج التي توصلت إليها.

وتعتبر القيود المفروضة على الحركة في الأرض الفلسطينية المحتلة مصدر إزعاج يومي. وبصرف النظر عن عمليات التفتيش المملة والمهينة عند الحواجز الأمنية، لا يعرف السكان أبداً على وجه اليقين كم من الوقت ستستغرق رحلاتهم أو ما إذا كانوا بالفعل سيتمكنون من القيام بتلك الرحلات. لكن في الحالات الطبية الطارئة يمكن أن تكون تلك القيود مسألة حياة أو موت.

وفي العام الماضي، وصف المتعاونون مع"ذي لانست" بشكل واضح رعب النساء اللائي كن ينتظرن الولادة أثناء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة في أوائل عام 2009. فقد كن يدركن أنهن قد يحتجن إلى رعاية طبية عاجلة في الوقت الذي كن فيه محاصرات في منازلهن أثناء تلك الهجمات. وقد قام باحثة أخرى تعمل مع "ذي لانست" هذا العام بدراسة ما يحدث للنساء اللائي يجيئهن المخاض بالفعل وهن محتجزات عند الحواجز الأمنية في الأرض الفلسطينية المحتلة.

وقد قدرت هاله شعيبي، من جامعة آن أربر بالولايات المتحدة، أثناء فترة دراستها (من عام 2000 إلى 2007) أن 10 بالمائة من النساء الفلسطينيات الحوامل قد تم تأخيرهن عند الحواجز الأمنية أثناء انتقالهن إلى المستشفى للولادة. وكانت إحدى نتائج هذا التأخير زيادة كبيرة في عدد الولادات التي تتم في المنازل حيث تفضل النساء تجنب رحلات الطرق أثناء الولادة خشية عدم التمكن من الوصول إلى المستشفى في الوقت المناسب.

وقد بنيت مخاوفهن على أسس متينة، فتقول شعيبي أن 69 طفلاً ولدوا عند الحواجز الأمنية خلال فترة السبع سنوات تلك. كما توفي 35 طفلاً وخمسة أمهات، وهي نتيجة تعتبرها الباحثة جريمة ضد الإنسانية.

وعندما قامت مجموعة "ذي لانست" بعقد اجتماعها الأول في مارس 2009، كانت غزة لا تزال تعاني من الهجمات الإسرائيلية المعروفة باسم عملية "الرصاص المصبوب" التي أدت إلى مقتل ما يزيد عن 1,000 شخص. وفي النشرة الأخيرة، قام الباحثون بالعودة إلى تلك الفترة وقاموا بالمزيد من التحليل للدراسة المتعلقة بآثار الهجمات على السكان المدنيين.

وقد شهدت تلك الفترة تعطلاً كبيراً للحياة الطبيعية، فقد اضطر 45 بالمائة ممن شملتهم الدراسة إلى ترك منازلهم والانتقال للعيش مع أناس آخرين لمدة 24 ساعة على الأقل، بينما قام 48 بالمائة ممن شملتهم الدراسة باستقبال أشخاص آخرين في منازلهم، كما تعرضت 48 بالمائة من المنازل للأضرار. بالإضافة إلى ذلك، عانى الجميع تقريباً من انقطاع الكهرباء في جميع الأوقات أو بعضها، وعانى كثيرون أيضاً من تعطل الخدمات الأخرى مثل الهاتف والإمداد بالمياه وجمع القمامة.

الآثار النفسية

ومن ناحية الآثار النفسية، ذكر أكثر من 80 بالمائة أن فرداً من أفراد الأسرة يعاني من البكاء أو الصراخ أو الكوابيس. كما أن التقارير عن المعاناة من فقدان الشهية كانت شائعة. ولكن على الرغم من أن غزة تعتبر منطقة صغيرة نسبياً، إلا أن التأثيرات اختلفت بشكل كبير وفقاً للمكان الذي يعيش فيه الأشخاص الذين شملتهم الدراسة. ففي محافظات غزة وشمال غزة كان السكان أكثر تأثراً، بينما كان السكان أقل تأثراً في رفح وخان يونس (بالقرب من الحدود مع مصر).

كما تناولت دراسة أخرى الشعور بانعدام الأمن الذي دام حتى بعد انتهاء الهجمات بستة أشهر. وكانت بعض النتائج متوقعة كمعاناة النساء من درجات أعلى من العصبية وعدم الأمان مقارنة بالرجال. كما وُجد أن المجموعات الأقل إحساساً بانعدام الأمن كانت المجموعات التي تلقت تعليماً أفضل والتي تتمتع بمستوى معيشة أفضل وكذلك كبار السن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاماً.

ولا ترتبط جميع الدراسات التي تم نشرها ارتباطاً مباشراً بالموقف السياسي الفلسطيني، لكنها تضمنت موضوعات أخرى منها التدخين بين المراهقين وعدد الصيادلة الذين يعملون بالأرض الفلسطينية المحتلة (وهو عدد مرتفع كما تبين من الدراسات) وكذلك استخدام المضادات الحيوية في مجال الطب البيطري.

وقد ركز ريتشارد هورتون، رئيس تحرير "ذي لانست" على أهمية تشجيع البحث الأكاديمي في جميع مجالات الصحة كجزء من عملية إعادة بناء المجتمع الفلسطيني وتعزيز مؤسساته الأكاديمية.

وقال ذكر ريتشارد أنه يرى اثنتين من الأولويات العاجلة: "الأولى هي أنه على الرغم من أن التعاون بين العلماء في غزة وزملائهم في الضفة الغربية أمر مشجع، لكن هناك حاجة إلى استثمار المزيد من الجهود لخلق تحالفات مثمرة بين المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية. والثانية أنه في الوقت الذي توجد فيه الكثير من القوة في مجال أبحاث الصحة العامة، هناك فجوة في العلوم الإكلينيكية. لذلك هناك حاجة إلى المزيد من الاهتمام لتعزيز البحث في العديد من المرافق الإكلينيكية الممتازة في المنطقة".

eb/cb-hk/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join