على الرغم من خطة الطوارئ الوطنية لمكافحة شلل الأطفال التي أطلقتها الحكومة الباكستانية في يناير الماضي، أثار تأكيد إصابة طفل يبلغ من العمر عامين بشلل الأطفال في مقاطعة ديامير بمنطقة جيلجيت بالتيستان بشمال باكستان مخاوف من إمكانية انتشار المرض في المناطق التي كان يُعتقد سابقاً أنها خالية منه.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أكدت مؤخراً تلك الحالة، حيث قال جول أفريدي، المتحدث الرسمي باسم المنظمة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذه هي أول حالة شلل أطفال يتم الإبلاغ عنها من جيليت بالتيسيان بعد ما يزيد عن 12 عاماً. وكانت الحالة الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها عام 1998 من المقاطعة نفسها [ديامير]".
ونظراً لأن ديامير تقع خارج المناطق التي كان يعتقد سابقاً أنها متضررة من الفيروس، قامت منظمة الصحة العالمية بالبدء فوراً في عدد من تدابير التطعيم الإلزامية للمساعدة على "وقف انتشار فيروس شلل الأطفال في المنطقة والحد من انتشاره إلى المناطق المجاورة".
وقال أفريدي أن الطفل المصاب كان فتاة من عائلة تنتمي إلى مقاطعة مهمند في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية على طول الحدود الباكستانية الأفغانية، ولكن هذه العائلة استقرت في جيلجيت بالتيستان منذ أربعة أعوام. وأفاد أن "هناك تقارير تشير إلى أن الطفلة لم تحصل على جرعة التطعيم ضد شلل الأطفال التي تؤخذ عن طريق الفم بسبب رفض الأسرة لذلك".
وفي مارس، قال وارث بيج رئيس مجلس منطقة جيلجيت بالتيستان أن "المنطقة كانت خالية من شلل الأطفال طوال الثلاث عشرة سنة الماضية وبإذن الله سنحافظ على بقاء الإقليم خالياً من هذا المرض في المستقبل أيضاً". وجاء حديث بيج أثناء تدشينه حملة ضد شلل الأطفال لمدة ثلاثة أيام تستهدف أكثر من 200,000 طفل.
وقد أشارت العديد من التقارير إلى رفض الآباء تطعيم أبنائهم وخاصة في إقليم خيبر بختون خوا، حيث تزيد حملات المسلحين التي تعارض التطعيم الموقف تعقيداً.
وتعتبر باكستان واحدة من أربع دول في العالم لا يزال شلل الأطفال متوطناً فيها، حيث تم الإبلاغ عن 32 حالة في عام 2007. ولكن ذلك العدد ارتفع إلى 144 حالة عام 2010، طبقاً لما ذكرته المبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال- وبذلك يصبح عدد الحالات في باكستان الأعلى في العالم.
انتقال جغرافي واسع
وقد تم الإبلاغ عن 51 حالة هذا العام. وطبقاً للمبادرة العالمية لاستئصال شلل الأطفال، فإن ما يزيد من الصعوبات هو أن "العينات البيئية الايجابية الخمس الجديدة التي تم الإبلاغ عنها كانت من جميع أنحاء البلاد بما في ذلك حالات من كراتشي، وهو ما يزيد من تأكيد الانتقال الجغرافي الواسع النطاق لفيروس شلل الأطفال".
وعلى الرغم من أن المرض يقتصر بصورة أساسية على ثلاث مجموعات من المناطق وهي مدينة كراتشي ومجموعة من المراكز في إقليم بلوشستان ومراكز في المناطق القبلية التي تديرها الحكومة الاتحادية فإن هناك دليل على انتشار المرض عبر منطقة أوسع.
وقال أفريدي المتحدث الرسمي باسم منظمة الصحة العالمية أنه "سيتم إعطاء لقاح شلل الأطفال عن طريق الفم لجميع الأطفال المستهدفين في جيلجيت بالتيسيان أثناء حملة التطعيم ضد الكزاز والحصبة لحديثي الولادة التي تستمر من 4 إلى 9 يوليو. وأضاف أن الأطفال المستهدفين سيحصلون في جيلجيت بالتيستان على الجرعة الخامسة للتطعيم ضد شلل الأطفال عن طريق الفم أثناء حملة التطعيم الوطنية التي ستمتد خلال الفترة من 18 إلى 20 يوليو.
ويقول خبراء الصحة أن التقارير الإعلامية غير المسؤولة- مثل التقرير الذي ذكر أن رضيعاً عمره 16 يوماً توفى في إقليم البنجاب هذا الشهر بعد حصوله على قطرات لقاح شلل الأطفال منتهية الصلاحية- زادت من الخوف بين الآباء وشجعتهم على رفض اللقاح.
وقال حسن علي، وهو ممارس عام في لاهور أنه "لا يبدو على الأرجح أن اللقاح هو الذي تسبب في الوفاة ولكن الشائعات حول مثل تلك الحوادث تنتشر بسرعة".
وقال تشودري محمد أسلام، المدير العام للصحة في البنجاب في بيان أن "وفاة الطفل بسبب لقاح شلل الأطفال أمر مستحيل. فلقاح شلل الأطفال عبارة عن علاج عن طريق الفم في شكل سائل يبقى في الأمعاء في حين أن الأدوية الأخرى تعطى من خلال الأوردة أو المعدة لكي تختلط في الدم".
kh/eo/cb-hk/dvh
