أفادت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة أن مئات الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات أصيبوا بجروح في جولة القتال الأخيرة التي وقعت في العاصمة الصومالية مقديشو، وهذا يمثل ما يقرب من نصف جميع حالات الإصابة في شهر مايو.
وفي بيان صحفي صدر في 31 مايو، ذكرت منظمة الصحة العالمية أن البيانات الحديثة أظهرت أن الأسباب الرئيسية للوفاة بين الأطفال دون سن الخامسة كانت الإصابة بالحروق وإصابات الصدر والنزيف الداخلي بسبب الجروح والشظايا الناجمة عن الانفجارات والرصاص.
كما ذكرت المنظمة أنه "من بين الإصابات الناتجة عن الأسلحة النارية والبالغ عددها 1,590 حالة في شهر مايو فقط، كانت 735 حالة أو 46 بالمائة من تلك الحالات لأطفال تقل أعمارهم عن خمسة أعوام مقارنة بـ 3.5 بالمائة في أبريل.
وذكرت مارثي إفيرارد، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالصومال أن "هذا هو أكبر عدد لأطفال مصابين يتم الإبلاغ عنه منذ بداية هذا العام".
وقد تصاعدت حدة القتال في مقديشو في الأسابيع الأخيرة بين القوات الحكومية المدعومة من قبل بعثة الاتحاد الإفريقي في الصومال من جهة وحركة الشباب من جهة أخرى وذلك في محاولة من القوات الحكومية لطرد المسلحين من أجزاء عديدة من المدينة التي كانت تحت سيطرتهم.
وفي الأسبوع الماضي، كان معظم القتال يدور حول بكارة، أكبر سوق مفتوح في الصومال، مع سعي القوات الحكومية للإطاحة بحركة الشباب من المنطقة.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أحمد ديني من مؤسسة "خط السلام"، وهي مؤسسة مجتمع مدني صومالية تهتم بقضايا الأطفال في البلاد، أن العدد قد يتزايد إذا "أخذنا في الاعتبار أن العديد من الأسر غير قادرة على الوصول إلى المستشفيات لذلك تترك أطفالها الجرحى بالمنزل وتحاول تقديم أفضل قدر ممكن من الرعاية لهم.
وأضاف ديني: " للأسف، في جميع الأحداث بمقديشو سواء كانت نزوح أم فقر أم عنف، فإن الأطفال هم الأكثر تضرراً".
وذكر أن جماعات المجتمع المدني قامت في العديد من المناسبات بمناشدة الأطراف المتنازعة لوقف قصف المناطق المأهولة بالسكان وتقليل الخسائر في صفوف المدنيين.
وأضاف ديني قائلاً: "نطلب منهم أيضاً السماح بالوصول إلى المستشفيات لهؤلاء الذين لا يستطيعون الوصول إليها، فلدينا تقارير عن أطفال يموتون بسبب عدم قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية".
وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن العاملين في المجال الصحي في مقديشو محملون بأعباء العمل لدرجة لا تمكنهم من معالجة العدد الكبير من جرحى الحرب، كما أنهم يفتقرون في الكثير من الأحيان إلى المعدات والوسائل اللازمة لتغطية جميع الحالات.
وقالت إفيرارد في بيان منظمة الصحة العالمية: "يصطدم تقديم الخدمات الصحية بعقبات كثيرة في الصومال منها ضعف النظام الصحي والبنية التحتية وعدم وجود عدد كاف من المنشآت الصحية بالإضافة إلى نقص العاملين الصحيين المؤهلين... ففي أي مكان تعمل فيه المرافق الصحية، فإنها غالباً ما تفتقر إلى الأدوية الأساسية والإمدادات والمعدات والدعم التشغيلي واللوجستي.
المزيد من الجرحى
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 31 مايو، قال عبد الرزاق حسن علي، مدير مستشفى بنادير للأطفال بمقديشو، أنه منذ بداية الشهر استقبل المستشفى المزيد والمزيد من الأطفال الجرحى. وأضاف علي قائلاً: "نحن نستقبل في المعدل ما بين 20 و30 طفلاً جريحاً في اليوم.
وفى تصريح سابق له ذكر علي أن المستشفى كان يستقبل حوالي 10 أطفال جرحى يومياً.
وأضاف ديني أن "الفرق بين القتال الأخير والصراع السابق هو أن الأخير أكثر استدامة ودون تهاون. في السابق كان لدينا قتال عنيف لكنه كان يتوقف بعد أيام قليلة، ولكن يصر كل طرف على الاستمرار في المواجهة".
ah/mw-hk/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions