أشارت دراسة جديدة قام بها البنك الدولي، أن منح النساء الشابات أموالاً بصورة منتظمة ولو قليلة يمكن أن يقلل من لجوئهن إلى العلاقات الجنسية مع الرجال الأكبر سناً، مما يقلل بالتالي من خطر إصابتهن بفيروس نقص المناعة البشري.
فقد أشار المسح الذي قامت به الدراسة في مقاطعة زومبا جنوب شرق ملاوي، إلى ارتفاع نسبة الفقر وكذلك معدل الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري – حيث تبلغ نسبة الإصابة 22 بالمائة مقارنة مع 12 بالمائة على المستوى القومي – إلا أن الدراسة وجدت أن 18 شهراً من استخدام استراتيجية التحويلات النقدية، مع أو بدون شروط قد عملت على خفض احتمال إصابة عينة البحث بفيروس نقص المناعة البشري بنسبة 60%.
وفي هذا السياق، قال الدكتور ديفيد ويلسون، المدير الذي تم تعيينه حديثاً لبرنامج البنك الدولي لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري والإيدز في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/ بلاس نيوز: "أشارت الدراسة إلى أن الفتيات ذوات الدخل المحدود ... قد لايخفضن من عدد شركائهن في الجنس، إلا أنهن يخترن شركاء أكثر أماناً أو قريبين لأعمارهن وربما تكون علاقاتهن أساسها الارتباط العاطفي بدلا من الاحتياج المادي".
شارك ما يقرب من 4000 شابة تتراوح أعمارهن مابين 13 و 22 عاماً في دراسة عن "التعليم والدخل ومخاطر فيروس نقص المناعة البشري" وتلقى بعضهن حوالي 10 دولارات كل شهر نظير المشاركة في الدراسة، في حين تم دفع مصاريف الدراسة للبعض الآخر.
وكانت هذه هي الدراسة الأولى من نوعها على هذا النطاق الواسع التي تثبت أن التحويلات النقدية يمكن أن يكون لها تأثير واضح على الحد من انتشار حالات الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري، حيث لم يشر لهذا الموضوع سوى في دراسات صغيرة ومتناثرة من قبل. وعلق ويلسون قائلاً: "تشير هذه الدراسة إلا أن التحويلات النقدية بالفعل تمنح المرأة قدراً من المساعدة".
وأظهرت الدراسة أيضا أن النساء اللواتي تلقين بعض من التحويلات النقدية -- سواء لأنفسهن أوأسرهن أو في صورة رسوم مدرسية --- انخفضت معدلات إصابتهن بمرض هربس الذي يصيب الأعضاء التناسلية بنسبة 75 بالمائة.
وأرجع الباحثون أسباب انخفاض الإصابة بفيروس نقص المناعة البشري والهربس إلى تأخير البدء في النشاط الجنسي وانخفاض النشاط الجنسي بصفة عامة بالإضافة إلى اختيار الشركاء الأصغر سنا من الذكور الذين يكونون أقل عرضة للأمراض المنتقلة جنسياً، على الرغم من ان عمليات التحويل هذه لم تسهم في زيادة استخدام الواقيات.
أروني المال
وتدعم النتائج التي توصلت إليها هذه الدراسة دراسة أخرى أجراها البنك الدولي في تنزانيا، حيث دفعت مبالغ متفاوتة القيمة لأكثر من 2000 شاب وشابة إذا ثبت بالفحص خلوهم من عدد من الأمراض المنتقلة جنسياً، بإستثناء فيروس نقص المناعة البشري.
وفي غضون سنة، هبط معدل الإصابة بالأمراض المنتقلة جنسياً بين أولئك الذين تلقوا 20 دولاراً كمكافأة لنتائج الاختبار السلبية بنسبة 25 بالمائة، وبقي المعدل على حاله عند من تلقوا 10 دولارات فقط.
ومن جهته علَق ويلسون على الموضوع فائلاً: "يجب أن يكون الحافز مناسباً -- فإذا كان الحافز قليلاً جداً، قد لانحصل على النتائج المرجوة، وإذا كان كبيراً جداً قد لا نتمكن من الحفاظ على استمرارية المشروع"
ويقول من ينتقدون هذا الأسلوب أن التحويلات النقدية للوقاية من فيروس نقص المناعة البشري حتى وإن كانت قليلة جداً تحول دون استمرارية هذه الاستراتيجية في البلدان الفقيرة، وأشار ويلسون إلى نجاح فكرة التحويلات النقدية الوطنية هذه على نطاق واسع في دول مثل المكسيك والبرازيل وجنوب أفريقيا، لكنه أقر بأن البلدان ذات الدخل المنخفض ستحتاج على الارجح لمساعدة دولية لتمويل برامج مماثلة.
وقال لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)/ بلاس نيوز: "إن فكرة التحويلات النقدية لاتقتصر فقط على الحد من أمراض فيروس نقص المناعة البشري – بل هي وسيلة لتحسين النتائج الصحية الأخرى ومستويات محو الأمية بالإضافة إلى تنظيم الأسرة والحد من الفقر بين الأجيال".
واختتم ويلسون بقوله "أحد النتائج المرجوة للمؤتمر الدولي للإيدز عام 2010 هو الاعتراف باحتياجنا لاساليب مختلفة للتعامل مع فيروس نقص المناعة البشري". فليس الأمر في مقارنة التحويلات النقدية بالبرامج التي تعتمد على تغيير السلوك فنحن بحاجة لأساليب مختلفة ومتنوعة."
llg/ks/he-foa/kkh