أحمد شيدي جاما، رجل في أواخر العقد السادس من عمره وهو زعيم أقلية الجابويو، إحدى الأقليات المهمشة في أرض الصومال. ويسكن جاما مع ما لا يقل عن 8,000 أسرة أخرى (48,000 شخص) في حي دامي في هرجيسا، عاصمة الجمهورية المعلنة ذاتياً.
وتتعرض الأقليات مثل عشائر الجابويو للتمييز، غالباً بسبب الأعمال التي يمتهنونها كصنع الأحذية أو صهر الحديد. كما يعمل معظم أفرادها كحلاقين، وهي مهنة لا يقبل أي شخص من قبيلة أخرى القيام بها. ولا يسمح لمثل هذه الأقليات بالزواج من أشخاص في المجتمع الصومالي على وسعه أو التعامل معهم بأي شكل من الأشكال، على الرغم من حقيقة أنهم صوماليون ومسلمون مثلهم.
وتحدث جاما لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن محنة الأقلية التي ينتمي إليها قائلاً:
أنا زعيم هذه الأقلية في حي دامي حيث يعيش ما لا يقل عن 8,000 أسرة، ولكن لا أحد يعلم بأننا هنا أو يهتم لوجودنا. وكأنهم [أي غالبية العشائر الصومالية] لا يروننا أو حتى يعلمون بوجودنا.
وإذا ارتكب أحد أبنائنا حماقة وتزوج من فتاة من مجتمع الأغلبية، فإنه يُقتل بالتأكيد وكذلك الفتاة التي تزوج بها.
نحن جميعاً صوماليون ومسلمون وأبناء لله ولا بد أن نكون سواسية. فعندما يموت المرء يحاسب على أعماله وليس على العشيرة التي ينحدر منها.
كما لا يوجد في مجتمعنا بأكمله أي مرفق لخدمات الرعاية الصحية للأم والطفل ولذلك تموت بعض نسائنا أثناء الولادة لأنهن لا يستطعن الحصول على الرعاية الصحية. وكما ترون، نحن لا نملك المال للذهاب إلى المستشفيات الخاصة.
إنها فترة الانتخابات [الرئاسية] هنا في الصومال [أجريت الانتخابات يوم 26 يونيو] ولم يرسل سوى حزب واحد مبعوثاً إلينا لكسب أصواتنا في الانتخابات. أما الآخرون فلا يهتمون لأمرنا لأننا عشيرة غير مهمة.
كما لا يوجد لدينا تمثيل في الحكومة أو البرلمان في الصومال. فلو كنا نتمتع بذلك لكنا على الأقل قد رفعنا شكاوى حول أوضاعنا ولكن من سيسمع لرجل عجوز من قبيلة الجابويو؟ عندما لا يكون لك تمثيل في أي مكان، فهذا يعني أنك غير موجود.
كل ما أريده من الحكومة الجديدة هو الاعتراف بوجودنا وبأننا جزء من هذا البلد وبأننا صوماليون ومسلمون.
نرجوكم أن تمنحونا حقنا، وأتمنى أن يفعل من سيفوز في الانتخابات شيئاً ويحل مشاكلنا. إنها أمنية ولكنني لا أتوقع أن يحدث الكثير من التغيير.
ah/mw –foa/dvh