1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Myanmar

ميانمار: مساحة الحيز الإنساني في أعقاب نرجس

A young mother and her child at a displaced persons camp on the outskirts of Labutta, southern Myanmar. Thousands of people were displaced by Cyclone Nargis when it slammed into the Ayerwadyy delta in May 2008, leaving more than 138,000 dead or missing. Contributor/IRIN

بعد عامين من الدمار الذي خلفه إعصار نرجس الذي قدم فرصة نادرة لدخول المساعدة الدولية إلى ميانمار، يقول عمال الإغاثة أنهم لا زالوا يواجهون تحديات تشغيلية عديدة.

ففي إطار المجموعة الثلاثية الأساسية التي تضم رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) والأمم المتحدة وحكومة ميانمار، تم توفير الوصول الإنساني دون عوائق للمناطق التي تضررت من إعصار نرجس الذي ضرب البلاد يوم 2 مايو 2008، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 140,000 شخص وإلحاق أضرار بحوالي 2.4 مليون غيرهم.

وقد انعقدت الآمال على تمكن هذه التجربة من فسح المجال للوصول إلى أجزاء أخرى من البلاد التي هي بحاجة أيضاً إلى المعونة، غير أن الوضع لم يشهد تغييرات كبيرة، حسب العمال الإنسانيين.

وفي هذا السياق، أخبر بيشو براجولي، منسق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة في ميانمار، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "لقد تعلمنا الكثير وقطعنا شوطاً طويلاً. ولكننا لم نستفد بعد استفادة كاملة من الثقة التي تم زرعها. فهناك تحركات إيجابية ولكننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود في هذا المجال".

بعض التقدم

ويرى عمال الإغاثة أن تجربة نرجس ساعدت الحكومة على فهم أفضل لعمل المجتمع الدولي، حيث قال كريس كايي، ممثل برنامج الأغذية العالمي في ميانمار لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "هناك قضايا نستطيع الآن النظر فيها ومناقشتها مع الحكومة لم نكن حتى لنفكر في إمكانية ذلك قبل نرجس".

بدوره، أفاد قال أندرو كيركوود، المدير القطري لمنظمة إنقاذ الطفولة في ميانمار، أن "هناك اتجاه عام لبيئة عمل أفضل للمنظمات غير الحكومية في هذا البلد ويعود السبب إلى حد كبير إلى العمل الذي تمكن المجتمع الدولي من القيام به في أعقاب نرجس".

غير أن عمال الإغاثة يرون أن تلك الفترة التي تميزت بسهولة الوصول إلى المناطق المتضررة من الإعصار قد ولت، حيث أفاد كايي أن "إصدار التأشيرات لم يعد بالأمر البسيط والسريع، كما أن سلاسة العملية مختلفة تماماً الآن عما كانت عليه قبل عام. وهذا مؤسف".

كما تستعد ميانمار هذا العام لأول انتخابات منذ عقدين، مما أثر على بيئة العمل فيها. وفي الوقت الذي تقول فيه الأمم المتحدة أنها لم تشهد المزيد من القيود حتى الآن، تخشى المنظمات غير الحكومية الدولية فرض المزيد من القيود بما في ذلك تقييد سفر عمال الإغاثة الدوليين من منطقة إلى أخرى  داخل البلاد.

وفي هذا السياق، أفاد بيرك هيرزبروش، ضابط الاتصال في منتدى للمنظمات غير الحكومية الدولية، أنه "خلال التحضير للانتخابات في عام 2010، تطلب الحكومة أو الوزارات من المزيد من المنظمات غير الحكومية الدولية توضيحات حول أعداد موظفيها الدوليين وتحاول خفض عددهم".


إمكانية الوصول تختلف من منطقة إلى أخرى

وقال تييري دلبروف، رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في ميانمار، أنه "من الصعب للغاية بالنسبة لنا القول بأنه لا يتم منحنا إمكانية الوصول، فهذا ليس صحيح. وأن نقول أنه يتم منحنا إمكانية الوصول إلى كل مكان أمر مبالغ فيه أيضاً. والحقيقة هي أننا في مكان ما في الوسط".

فعلى سبيل المثال، تجد منظمات الإغاثة صعوبة كبرى في الوصول إلى الحدود الجنوبية الشرقية لميانمار المتضررة بالنزاع وترسل إلى هناك الموظفين المحليين فقط.

وعلق راميش شريسثا، ممثل منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) في ميانمار، على ذلك بقوله أن "إمكانية الوصول المتاحة تختلف من منظمة إلى أخرى. فبعض المنظمات تستطيع الوصول بشكل أفضل من غيرها، وذلك يعتمد على نطاق العمل وعلى نوعية الشراكات مع الوزارات".

كما تشكو المنظمات غير الحكومية الدولية من أن عدم القدرة على التنبؤ بمن يسمح له العمل في البلاد ومن لا يسمح له بذلك تجعل عملية التخطيط صعبة للغاية. فالحصول على التصريح المطلوب من الحكومة لإحضار موظف إنساني من الخارج قد يستغرق شهوراً، كما أن هناك تراكم مستمر لطلبات الحصول على التأشيرات.

وكي تتمكن إحدى المنظمات غير الحكومية الدولية من العمل في ميانمار، عليها التفاوض على مذكرة تفاهم مع الحكومة، وهو ما قد يستغرق عامين. وعلق ديلبروف على ذلك بقوله: "لا أحد يبدو قادراً على استيعاب الوضع بدقة لأنه يتطور ويتغير بمرور الزمن. فقد لا تكون لديك إمكانية للوصول اليوم ثم تصبح لديك غداً. ولكن المهم هو الاستمرار في مناصرة مسألة وصول المساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المحتاجين إليها".

وعلى الرغم من هذه الصعوبات، تقول منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية الدولية أنه يتم تصوير ميانمار بطريقة غير عادلة تجعلها تبدو كبلد لا يمكن لعمال الإغاثة العمل فيه بفعالية أو يجعلهم عرضة لتدخل الحكومة العسكرية. وعلق هيرزبروش على ذلك بقوله: "يمكنك فعلاً العمل هنا، وإن كان ذلك صعباً نوعاً ما وعلى الرغم من كل القيود التي نواجهها ... يمكننا جميعاً أن نبقى وأن نحافظ على مهمتنا الإنسانية هنا".

ويقول عمال الإغاثة الذين يعملون في ميانمار منذ عدة سنوات أن هناك الآن وكالات في كل إقليم ومقاطعة في البلاد على الرغم من الاختلافات في إمكانية الوصول.

وأشار كيركوود إلى منتصف التسعينيات عندما كانت المنظمات تعمل فقط في مناطق محدودة، مثل محيط يانغون. وأضاف قائلاً: "على مدى 15 عاماً أصبح هناك انفتاح كبير للأماكن التي يمكننا الوصول إليها".

ey/ds/mw-amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join