1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: نساء سوات يخشين عودة طالبان

Life is still tough for the women of Swat, who live in fear of a Taliban comeback Abdul Majeed Goraya/IRIN

بالرغم من عودة فتيات سوات، شمال غرب باكستان، إلى مدارسهن وعودة معظم النساء اللواتي مُنِعن من العمل إلى أماكن عملهن إلا أن الناس في المنطقة لازالوا يشعرون بالخوف. وهو الخوف الذي تشرح سميرة بيبي، البالغة من العمر 20 عاما والتي تعمل في مصنع لمستحضرات التجميل بمينجورا، أسبابه قائلة: نحن خائفون من احتمال عودة طالبان والتعرض للاضطهاد من جديد. ففي كل حي من أحياء المنطقة هناك أناس لهم روابط مختلفة بالمتطرفين يراقبون أنشطتنا باستمرار".

ووفقا للجنة الوطنية المعنية بأوضاع المرأة، وهي لجنة تابعة للحكومة، كانت هناك ما بين 1,000 و1,200 امرأة تعمل في مختلف مصانع مينغورا قبل استيلاء طالبان على المنطقة عام 2009. ولا يزال عدد النساء اللواتي استأنفن عملهن بعد مغادرة طالبان للمنطقة غير معروف بعد.

وكان عشرات الآلاف من المدنيين قد نزحوا من وادي سوات خلال ربيع وصيف عام 2009 بسبب الاقتتال الدائر بين القوات الحكومية ومسلحي طالبان. غير أن معظمهم عاد إلى دياره بعد استعادة الجيش سيطرته على المنطقة في شهر يوليو.

ومن بين النساء اللواتي تحدثت إليهن شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، راضية خالد البالغة من العمر 35 عاما التي أفادت أنها تحرص على ارتداء برقعها الأزرق كل صباح قبل أن تصطحب بنتيها مشيا على الأقدام إلى المدرسة القريبة من بيتها حيث تعلم وتدرسان. وأوضحت راضية أنها لم تكن قد ارتدت البرقع من قبل حتى عام 2007 عندما أجبر مقاتلو طالبان المحليون جميع النساء على ارتداء الحجاب. وتصف علاقتها بالبرقع قائلة: "أشعر في قرارة نفسي بالرغبة في التخلي عنه، كما أن زوجي، وهو رجل مثقف، يريدني أيضا أن أتخلص منه. ولكنني أشعر بالخوف من القيام بذلك".

ويعم معظم أنحاء المنطقة شعور عميق بالخوف والصدمة. وهو ما جعل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين تعمل منذ نوفمبر 2009 على إنشاء مراكز للرعاية الاجتماعية تعرف باسم "بيت الصديق" و تهدف لتقديم الدعم والمشورة للمتضررين من النزاع.

وجاء في حديث سميرة بيبي: "عندما تعيش حالة حرب يلازمك الخوف لفترة طويلة"، وهو الخوف الذي لم يفارقها أو يفارق العديد غيرها في المنطقة. وأضافت موضحة: " لا تزال والدتي تخشى أن ترسل شقيقتي الصغرى إلى المدرسة بسبب الهجمات المتكررة على المدارس في جميع أنحاء المناطق القبلية. نحن نشاهد تقارير وسائل الإعلام عن ذلك بشكل شبه يومي تقريبا. لو كان الأمر بيد أمي لمنعتني أنا أيضا من العمل ولكننا في حاجة للمال الذي أجنيه من عملي".

التوتر

ترد تقارير من وادي سوات حول استمرار العملية الحكومية ضد المتطرفين مما يزيد من حدة التوتر في المنطقة. حيث قالت أسماء جهانغير، رئيسة اللجنة المستقلة لحقوق الإنسان في باكستان، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لدينا تقارير موثوقة عن عمليات الاحتجاز التعسفي التي لا تستثني حتى النساء إذا ما كانت تربطهن صلات قرابة بالمسلحين".

ويبدو أن السلام لا يزال بعيد المنال في وادي سوات، فقد لقي ثلاثة عشر شخصا مصرعهم وأصيب ما لا يقل عن 40 شخصا آخر بجروح في هجوم انتحاري في منطقة مينغورا نيشات في وقت سابق من هذا الشهر. وتعلق عظمى بانو، البالغة من العمر 50 عاما، على ذلك بقولها: "كان من الممكن أن يتواجد أي واحد منا أو من أطفالنا من بين الضحايا. فالعديد من النساء تخرجن للتسوق أو قضاء بعض المهمات أو توصيل أطفالهن إلى المدرسة أو إحضارهم منها". وأشارت إلى أن هناك إحساسا بزيادة تركيز أنشطة المتطرفين في المنطقة في الوقت الذي انتقل فيه اهتمام المسؤولين إلى أماكن أخرى. وأضافت: "نحن نخشى أن يحاول مقاتلو طالبان العودة إلى المنطقة بشكل من الأشكال".

وفي الوقت نفسه، صرح سردار حسين باباك، وزير التعليم بالإقليم الحدودي الشمالي الغربي، لوسائل الإعلام في بيشاور أن التحاق الفتيات بالحركة التعليمية شهد زيادة بنسبة 1 بالمائة منذ ديسمبر 2009. وهو ما يعتبر تطورا هاما في هذا الجزء من البلاد حيث لا يتعدى معدل القراءة والكتابة لدى النساء 23 بالمائة، وفقا للأرقام الرسمية.

من جهتها، أفادت زبيدة خان، مديرة إحدى المدارس الخاصة بالمنطقة، أن "الآباء أصبحوا يحرصون الآن على إحضار بناتهم للالتحاق بالمدارس بعد أن أصبحوا أكثر وعيا وثقة".

غير أن البنية التحتية للمدارس لا تزال تعاني من "آثار الدمار"، وفقا لإبراش باشا، وهو ناشط مع منظمة خويندو كور غير الحكومية المعنية بتعليم الفتيات.

kh/at/cb - amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join