في 12 حزيران/يونيو، قام مسلحان يركبان دراجة نارية بإطلاق النار عشوائياً على مجموعة من الطالبات وقت خروجهن من المدرسة الثانوية بولاية لوغار، مما أدى إلى مقتل ثلاثة منهن وجرح خمسة أخريات. وكانت شكرية (13 عاماً)، ابنة بلقيس، من بين القتيلات الثلاث، فحكت الأم الثكلى لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أحداث ذلك اليوم الرهيب الذي فقدت فيه فلذة كبدها.
صباح ذلك اليوم، أمضت ابنتي وقتا أطول مما اعتادت عليه في تلاوة القرآن الكريم، وطلبت مني كأسين من الحليب بدلاً من كأس واحد كما تعودت. وقبل أن تغادر البيت تلفتت إلي عدة مرات لتسألني إن كنت أحتاج أي شيء وكنت في كل مرة أجيبها بالنفي.
وفي حوالي الساعة العاشرة صباحاً وجدت ابنتي الأصغر تهرع إلى البيت وهي تصرخ بهلع "أماه، لقد استشهدت شكرية!". لا أذكر كيف خرجت إلى ساحة البيت لأرى ما يجرى، ولكنني أذكر أنني هرعت إلى الخارج حافية القدمين أبحث عن ابنتي.
في طريقي إلى المدرسة، وجدت خف شكرية ولكنني لم أجدها. كانت هناك بقع متفرقة من الدم أمام مدخل المدرسة. وعندما رآني أحدهم أنتحب وأصرخ، أشار إلى سيارة مركونة أمام المدرسة مخبراً إياي بأن ابنتي بداخلها. ارتميت على السيارة أفتشها، ووجدت ابنتي مسجية داخلها، غارقة في دمائها وعينيها الجميلتين مفتوحتين ويدها تشد على بطنها في المكان الذي اخترقته الرصاصة. وعلمت في ما بعد بأنها تلقت ثلاث رصاصات واحدة في بطنها، وأخرى في قلبها والثالثة في ظهرها.
في مساء ذلك اليوم الرهيب، دفنت ابنتي في مقبرة القرية. أشتاق إليها كثيراً. لقد كانت فتاة ذكية جداً، يملؤها الحماس والأمل في أن تصبح يوماً ما طبيبة. كنت قد منعتها في السنة السابقة من الذهاب إلى المدرسة بعد أن تم استهداف مدرستها بصاروخ، إلا أنها أصرت على الإستمرار بالذهاب إلى المدرسة على الرغم من ذلك، مما جعلني أغير رأيي وأسمح لها بالعودة إلى المدرسة.
لن أسمح لابنتي الصغرى، زرمينا، بالذهاب إلى المدرسة إلا إذا توفر لها الأمن اللازم لذلك. أتمنى أن تتمكن من التعلم وخدمة بلدها دون أن أضطر إلى فقدان أختها من ها كما فقدت قبلها".
"