يقول محمود رافد، 13 عاماً، أنه يخشى الاستمرار في بيع السلع في شوارع بغداد بعد أن تعرض للتحرش والإساءة الجنسية.
فقد محمود أباه قبل عام في حين تعاني أمه من السرطان، مما اضطره للبحث عن طرق لكسب لقمة العيش. قام محمود وأختاه، 14 و 11 عاماً، وأخوه، 9 أعوام، ببيع العديد من ممتلكاتهم من أجل المال وخرجوا لبيع الشوكولاتة والصحف والأقلام على الإشارات الضوئية.
ويقول محمود: أمي مريضة جداً وإذا فقدناها سيزداد الحال سوءاً. لقد اضطررنا لترك المدرسة للمساعدة في زيادة دخل العائلة ولكن الوضع خطير وأحياناً ينتابني شعور بأنني لن أعود إلى المنزل يوماً ما.
تعاني أختاي بدرجة أكبر، فهناك العديد من الرجال السيئين في بغداد الذين يريدون إيذائهما. عندما نعمل تبقى أخواتي بالقرب مني. كما أحمل على الدوام سكيناً لحمايتهما في حال أراد أحد الأشخاص الإساءة لهما جنسياً. لقد عانيت من هذا من قبل ولا أريد أن يحصل لهم الشيء نفسه.
يجب أن استمر في العمل لمساعدة عائلتي رغم أنني تعرضت للإساءة [الجنسية]. لم يهتم أقاربنا لحالنا ولم يترك أبي لنا المال الكافي.
تبقى والدتي تنتظرنا في البيت بفارغ الصبر، وتبكي يائسة خشية أن يحصل لنا أي مكروه في الشوارع. أما مرض السرطان الذي تعاني منه فيتطور بشكل سريع و إذا وافتها المنية فعلينا أن نعتمد على أنفسنا وربما سنضطر للنوم في الشارع.
أفتقد تلك الأيام التي كنت أذهب فيها إلى المدرسة، ولو كانت لدي الفرصة للعودة فلن أتردد أبداً. لقد كنت طالباً مثابراً، وكنت أحصل على تقدير جيد، وكان لدي الكثير من الأصدقاء. ولكن حتى أصدقائي ابتعدوا عنا الآن لأننا نعمل في الشوارع وتظن عائلاتهم أننا لسنا صحبة جيدة لهم.
يعرض العديد من الناس علينا المال والطعام مقابل بيع المخدرات ولكننا لا نقبل أبداً هذه العروض. قام أخي بتعاطي المخدرات مرتين ومرض مرضاً شديداً نتيجة لذلك. لم نستطع القيام بأي شيء له. الحمد لله، قامت أمي بالاعتناء به، وأقلع عن هذه العادة السيئة.
أتمنى في يوم من الأيام أن أحصل على حياة هانئة وآمنة من جديد. أرغب في أن أرى أخي يعود إلى المدرسة من جديد ويأكل قطعة من اللحم اللذيذ. ولكن إلى أن يتحقق هذا الأمر، سنستمر في العمل لنتمكن من شراء بعض الطعام لأمي في أيامها الأخيرة".
"