تودي مضاعفات الحمل بحياة 30,000 امرأة سنويا في باكستان حسب تقرير صحة النساء في باكستان الصادر عن جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد في باكستان، والذي جاء فيه أن ثلاث نساء يمتن كل ساعة بسبب مضاعفات الحمل. وتصل نسبة الوفيات النفاسية في البلاد إلى 340 في 100,000.
وفي هذا السياق، أفاد شير شاه، رئيس جمعية أطباء أمراض النساء والتوليد في باكستان أن 375,000 امرأة تعاني من مضاعفات الحمل كل سنة. وتشمل هذه المضاعفات الناسور بين المهبل والمثانة Vesico-vaginal fistula والناسور بين المهبل والمستقيم recto-vaginal fistula والاكتئاب وآلام الحوض المزمنة وقصور الرحم والتهابات الحوض وتقلص الخصوبة. وهذه هي مضاعفات الحمل الرئيسية التي تعاني منها نساؤنا وتجعل حياتهن بائسة، وهي مضاعفات يمكن تفاديها".
وألقى شاه باللوم في استمرار هذه المضاعفات وتعقدها على الحكومة لعدم إعطائها الأولوية اللازمة للموضوع. كما دعا إلى تغيير المواقف الشعبية في هكذا المجال.
وأشار تقرير الجمعية إلى أن العوامل الثلاثة الرئيسية المسببة للوفيات النفاسية تتمثل في النزيف وارتفاع الضغط وتلوث الجروح. كما أن تأخير معالجة الحالات الطارئة يعتبر عاملا مساهما.
ووفقا للعاملين في القطاع الصحي، تعتبر نساء الأرياف أكثر عرضة للإصابة بمضاعفات الحمل والولادة. حيث أن أكثر من 75,000 قرية تفتقر للربط بالطريق الإسفلتي مما يحد من قدرة نسائها على الوصول إلى المراكز التي توفر العناية الطارئة المتخصصة في مجال طب النساء والتوليد. كما أفاد التقرير أن معظم الوحدات الأساسية والمراكز الصحية الريفية لا تعمل.
وفي هذا السياق، أوضح شاه أن "أكثر من 80 بالمائة من النساء يضعن أطفالهن في بيوتهن بمساعدة القابلات التقليديات اللواتي عادة ما يكن غير مدربات ولا يدركن تركيبة الجسم البشري. كما أن معظم المراكز الصحية الثانوية لا تقدم خدمات التوليد الطارئة على مدار 24 ساعة ".
الإسمنت
لا تزال النساء في بيناراس في كاراتشي يعتمدن على خدمات القابلات التقليديات. ومنهن مثلا كلثوم التي أنجبت أطفالها السبعة بمساعدة قابلة تقليدية ولكن ولادتها الثامنة لم تخل من تعقيدات. وتتحدث كلثوم عن هذه التعقيدات قائلة: "كنت أنزف بشدة فقامت القابلة بوضع خلطة ما بداخلي مطمئنة إياي أن النزيف سيتوقف وأن كل شيء سيكون على ما يرام. ولكنني سرعان ما بدأت أشعر بالألم فتوسلت إلى زوجي ليأخذني إلى المستشفى وهناك اكتشفت أن الخلطة التي وضعتها القابلة داخلي كانت إسمنتا".
وبالرغم من هذه التجربة القاسية، لا زالت كلثوم وأمثالها يعتمدن على القابلات التقليديات لأن الرجال في أسرهن لا يحبذون زيارة نسائهم للأطباء في المستشفيات.
"