كشفت الفحوص المخبرية في بنجلاديش عن وجود نسب مرتفعة من مادة الميلامين في ثمانية أصناف تجارية مستوردة من الحليب المجفف، الأمر الذي أدى إلى انتشار القلق بين الخبراء والآباء على حد سواء.
فعند إضافة مادة الميلامين الغنية بالنيتروجين والرخيصة الثمن نسبياً إلى الحليب المنخفض الجودة فإن كمية البروتين في هذه المادة الغذائية تظهر بنسب أعلى.
وقال أزمل حسين، مدير عام مؤسسة المقاييس والفحص البنغالية أنه قد تم اختبار أكثر من 100 علامة تجارية في مختبرات مختلفة. وقد وجد مختبر مؤسسة المقاييس والفحص البنغالية أن النوع الصيني ياشلي – 1 يحتوي على 86.02 ملغم من الميلامين لكل كيلوغرام من الحليب.
ولكن الفحص الذي أجراه قسم الكيمياء في جامعة دكا كشف أن هذا النوع من الحليب - ياشلي – 1 - يحتوي على 280 ملغم من الميلامين لكل كيلوغرام من الحليب، بينما وصلت نسبة الميلامين في حليب نيدو إلى 459 ملغم وحليب ديبلوم إلى 390 ملغم – وهما صنفان تجاريان شهيران في بنجلاديش.
وفي تقييمها المرحلي لخطر الميلامين، حددت هيئة الغذاء والعقاقير الأمريكية FDA في أكتوبر/تشرين الأول 2008، المدخول الغذائي اليومي المحتمل أو ما يعرف بـ tolerable daily intake TDI من مادة الميلامين بـ 0.63 ملغم في اليوم لكل كيلوغرام من وزن الجسم.
ويعرّف المدخول الغذائي اليومي المحتمل بأنه أقصى كمية من مادة معينة يمكن أن يتعرض لها الجسم بشكل يومي مدى الحياة دون أن تشكل خطراً صحياً عليه.
مادة كيميائية سامة
وأوضح تاجميري إسلام، رئيس قسم الكيمياء، قائلاً: "تستخدم الشركات المصنعة للحليب المجفف الميلامين لتعزيز مستويات البروتين. ولكن الميلامين مادة سامة يتعذر هضمها إذا زادت كميتها عن مستوى معين".
وفي 17 نوفمبر/تشرين الثاني، طلبت محكمة التمييز من وزارة الصحة إرسال عينات حليب مجفف من جميع العلامات التجارية الموجودة في السوق المحلية إلى منظمة الصحة العالمية لفحصها.
ويقول الخبراء في مؤسسة المقاييس والفحص البنغالية أن أي نسبة تتعدى الـ 0.1 ملغم من الميلامين لكل كيلوغرام من الحليب تعد غير آمنة على صحة الأطفال. أما بالنسبة للبالغين فإن الحد الموصى به هو 2.5 ملغم لكل كيلوغرام من الحليب.
بدوره، حذر إيه بي إم فاروق من قسم الصيدلة وعلم العقاقير في جامعة دكا، من خطورة الميلامين قائلاً: "قد يؤدي الاستهلاك الزائد من مادة الميلامين إلى تضخم الكلى وأصابتها بضرر دائم...كما تؤدي مادة الميلامين إلى تكون الحصوات الكلوية".
وقد يكون أثر هذه الأنباء مدمراً بالنسبة للآباء والأمهات الذين وثقوا بهذه المنتجات، حيث قالت لوتفونيسا من دكا: "إنه أمر رهيب، فطفلي الذي يبلغ من العمر خمسة أعوام وطفلتي التي تبلغ عامين يشربان الحليب المخفف بالماء منذ الولادة. لا أدري كم من الضرر قد لحق بكُلاهما".
إجراءات صارمة
وفي 23 أكتوبر/تشرين الأول، أمرت المحكمة العليا في بنجلاديش الحكومة بوقف بيع وعرض ثمانية أصناف تجارية من الحليب المجفف اكتشف تلوثها بمادة الميلامين السامة إلى أن تظهر نتائج اختبار العينات التي أرسلت إلى الخارج.
وفي وقت سابق قامت مؤسسة المقاييس والفحص البنغالية بإلغاء تراخيص شركتين تستوردان الحليب المجفف الملوث بالميلامين.
كما قررت الحكومة عدم السماح بمرور أي شحنة من شحنات الحليب المجفف الموجودة في الموانئ إلى أن تنتهي مؤسسة المقاييس والفحص البنغالية من الاختبارات التي تجريها للتأكد من سلامة 36 عينة من عينات الحليب المجفف التي كانت قد جمعتها من شيتاغونغ في 20 سبتمبر/أيلول.
بالإضافة إلى ذلك، قام معهد الصحة العامة والتغذية بوقف تسجيل بعض العلامات التجارية التي تحتوي على نسب عالية من الميلامين وطلب من وكلائها سحب جميع المنتجات من الأسواق.
