أدت الزيادة السكانية الكبيرة لمدينة كابول والطفرة العمرانية خلال السنوات القليلة الماضية إلى زيادة كمية النفايات الصلبة التي تنتج عن العاصمة الأفغانية لتصل إلى 3,000 طن سنوياً. وقد تراكمت كميات كبيرة من هذه النفايات مسببة أضراراً صحية وبيئية للمدينة وسكانها، وفقاً لبلدية كابول.
وتتوقع البلدية أن تصل كمية النفايات الصلبة المتراكمة يومياً إلى 300 طن على الأقل في داخل المدينة ومحيطها (أي ما يعادل 109,500 طن سنوياً).
وأخبر نصار أحمد حبيبي غوري، مدير قسم إدارة النفايات في بلدية كابول شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: في أفضل أيام عملنا نقوم بجمع حتى 90 بالمائة من النفايات الصلبة من الأماكن العامة في مدنية كابول".
وعلى الرغم من توظيفها لحوالي 2,000 عامل نظافة و110 آليات، إلا أن البلدية تقول أنها لا تستطيع التعامل مع هذه الكمية الكبيرة من النفايات الصلبة التي تنتجها مدينة كابول يومياً.
وعن ذلك قال غوري: "نحتاج إلى موارد أكثر ووسائل أفضل للحفاظ على المدينة نظيفة نوعاً ما"، مضيفاً أن الاهتمام الضعيف الذي يوليه الناس لقضية إدارة النفايات يبقى "مشكلة كبيرة" بالنسبة للبلدية.
وتقوم بلدية كابول بالتخلص من أطنان من النفايات الصلبة والقمامة في سهول داشتي شيمتالا التي تقع على بعد سبعة كيلومترات إلى الشمال من كابول، ولكنها لا تملك المعدات الكافية للتخلص من جميع النفايات الصلبة بشكل آمن.
وفي المناطق السكنية التي تتطور بسرعة، تتراكم النفايات بشكل كبير مما يشكل خطراً مباشراً على حياة الأطفال الذين يلعبون بالقرب منها أو الذين يبحثون فيها عن أي شيء ذي قيمة. ويقول الخبراء كذلك أن الريح والمطر يساهمان في نشر التلوث.
الأمراض المنقولة عبر المياه
ولا يملك سكان كابول المقدر عددهم بأكثر من ثلاثة ملايين نسمة أنظمة صرف صحي موحدة وقد صنف تقرير وضع المراحيض في العالم لعام 2007 مراحيض أفغانستان بأنها "الأسوأ في العالم" .
وتقدر منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن 12 بالمائة من الأفغان فقط يمكنهم الحصول على خدمات الصرف الصحي و23 بالمائة منهم فقط على مياه الشرب المحسنة. كما تقول المنظمة الأممية أن الأمراض المنقولة عبر المياه كالإسهال هي السبب وراء وفاة آلاف الأطفال سنوياً.
ويقول الأطباء في مستشفى أنديرا غاندي للأطفال في كابول أن الكثير من الأطفال أصيبوا بالإسهال والدوسنطاريا والكوليرا بسبب المياه الملوثة. وقال مدير المستشفى خليل الله هودخيل أن "المياه غير الآمنة هي السبب وراء نصف الأمراض التي تصيب الأطفال".
كما أن نهر كابول الذي كان يجري في المدينة يوماً ما قد جف الآن وبات مكباً للنفايات ومصدراً للأمراض. وقد طالب المسؤولون في الوكالة الوطنية لحماية البيئة في أفغانستان بخمسة ملايين دولار لتنظيف النهر.
وقال غوري رئيس بلدية كابول: "تتسبب النفايات التي لم يتم جمعها بتلويث الهواء وتجمع الكائنات والحشرات الضارة".