لاقت المبادرة الأخيرة لمجلس الشيوخ الأمريكي، والتي أقر بموجبها إلغاء القانون الذي يحظر دخول الزوار والمهاجرين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية إلى البلاد، ترحيبا كبيرا، ووصفت بكوناه خطوة هامة في مسيرة مكافحة التمييز الذي يعاني منه المصابون بالفيروس.
وكان مجلس الشيوخ الأمريكي قد أقر خطة الرئيس الطارئة الخاصة بمرض الإيدز والتي تتضمن تعديلا لقانون الهجرة ينص على إلغاء الحظر المفروض على دخول الزوار الأجانب والمهاجرين المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية إلى البلاد. كما نص هذا القانون على تخصيص مبلغ 48 مليون دولار لمكافحة مرض الإيدز وداء السل والملاريا على مدى خمس سنوات.
وقد رحبت إليزابيث ماتاكا، المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإيدز، بهذا التحرك الذي طال انتظاره، حسب قولها. وقالت ماتاكا لخدمة أخبار الإيدز (بلاس نيوز) التابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): أعتقد أنه ينبغي على كل الدول اعتبار فيروس نقص المناعة البشرية ومرض الإيدز وباء ليس له حدود... يجب أن تعترف كل الدول أن العالم أصبح بمثابة قرية صغيرة لا يمكن فيها منع المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية من السفر والتنقل".
من جهته، وصف برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز UNAIDS المبادرة بكونها "خطوة هامة تجاه وفاء الولايات المتحدة بالتزاماتها حيال الاستجابة العالمية للفيروس".
بدورها، رحبت الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز International AIDS Society، المشرفة على تنظيم المؤتمر الدولي حول الإيدز الذي ينعقد مرة كل سنتين، بمبادرة مجلس الشيوخ الأمريكي مطالبة الدول الأخرى "التي تتضمن تشريعاتها سياسات وقوانين تمييزية تحد من دخول أو إقامة المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية باتباع نفس النهج".
ووفقا لقاعدة المعلومات العالمية الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية والموضوعة من طرف الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز وشركائها، هناك حوالي 67 دولة في جميع أنحاء العالم تتضمن تشريعاتها قوانين خاصة بفيروس نقص المناعة البشرية تنص على الحد من دخول أو إقامة الأجانب المصابين بالفيروس فيها.
وصرحت ماتاكا أن كل الدول التي تتبع قوانين هجرة تمييزية تحرم المصابين بالفيروس من أبسط حقوقهم الإنسانية، مشيرة إلى أنه "يجب التعامل مع الإيدز من منظور إنساني بحت. وعندما نسمح ببقاء مثل هذه القوانين التمييزية فإننا نخرق حق الناس في التنقل".
وكانت الجمعية الدولية لمكافحة الإيدز، المكونة من خبراء في مجال فيروس نقص المناعة البشرية والتي تضم حوالي 11,000 عضو في مختلف أنحاء العالم، قد عارضت "الحظر الأمريكي لدخول المصابين بالفيروس" منذ عام 1990، كما أنها لا تنظم مؤتمراتها في الدول التي تحد من دخول المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية والإيدز.
وفي هذا السياق، قال بدرو كاهن، رئيس الجمعية: "إننا نتطلع إلى أن توضع مثل هذه القوانين موضع التنفيذ في ظل التقدم الذي يحرزه التحرك العالمي للحد من عبء فيروس نقص المناعة البشرية".
"