حذرت منظمات إنسانية أن مليوني شخص تقريباًً يواجهون أزمة إنسانية في الصومال وهم بحاجة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
فقد أفادت وحدة تحليل الأمن الغذائي بمنظمة الزراعة والأغذية التابعة للأمم المتحدة وشبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة في الصومال أن الوضع الإنساني بالمنطقة الوسطى والجنوبية من البلاد شهد تدهوراً خلال الستة أشهر الماضية.
وأضافت المنظمتان أن التقديرات تشير إلى أن ما بين 1.8-2 مليون شخص، من بينهم حوالي مليون نازح، بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية ودعم سبل العيش خلال الستة أشهر المقبلة على الأقل".
وتتمثل المناطق الأكثر تضرراً في شبيلي السفلى والوسطى وهيران والمناطق الوسطى من البلاد، ويُعزى ذلك إلى "الارتفاع الكبير في عدد النازحين الهاربين من مقديشو وتفاقم أزمة الجفاف في هيران والمناطق الوسطى".
بالإضافة إلى ذلك، "يتسبب التضخم الكبير الذي تشهده البلاد في مشاكل عدة متعلقة بإمكانية حصول سكان المناطق الحضرية على الغذاء، خصوصاً الفقراء منهم".
وقالت سيندي هولمان، كبيرة المستشارين التقنيين بوحدة تحليل الأمن الغذائي بمنظمة الزراعة والأغذية أن "منطقة شبيلي تظل المنطقة الأكثر تأثراً بالأزمة الإنسانية الحالية، إذ تضم أكثر من 325,000 شخص من الفلاحين والرعاة الذين هم في حالة طوارئ إنسانية أو يعانون من أزمة غذائية حادة ترافقها أزمة حادة في سبل العيش".
وأضافت هولمان أن هذه المناطق تستضيف في الوقت نفسه 367,000 نازح جديد من مقديشو.
وكان تقييم دير لعام 2007-2008 (والذي يتم خلال الفترة من أكتوبر/تشرين الأول إلى ديسمبر/كانون الأول) قد توصل إلى أن 850,000 شخص من المحتاجين يعيشون في المناطق الريفية "ويواجهون حالة طوارئ إنسانية أو يعانون من أزمة غذائية حادة ترافقها أزمة حادة في سبل العيش"، أما الباقي فهم نازحون، 700,000 منهم نزحوا حديثاً من مقديشو بسبب استمرار النزاع بين المتمردين والقوات الحكومية المدعومة من قبل إثيوبيا.
ويوجد معظم النازحين في المناطق التي تعاني مسبقاً من "أسوأ المشاكل فيما يتعلق بالقدرة على الوصول إلى الغذاء وتدهور سبل العيش وانخفاض مستويات التغذية إلى حد الطوارئ [شبيلي السفلى والوسطى وهيران والمناطق الوسطى]"، حسب المنظمتين.
من جهته، أخبر ماثيو أولينز، نائب مدير مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالصومال، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 5 فبراير/شباط أن الوضع الإنساني سيظل قاتماً ما دام الوضع الأمني لم يشهد أي تحسن.
وأضاف أن "استمرار تدفق النازحين من مقديشو وشح أمطار دير الموسمية في أجزاء من المناطق الجنوبية والوسطى يساهمان في تفاقم الأزمة... كما أن الهجمات المأساوية الأخيرة على عمال الإغاثة جاءت لتزيد من تفاقم الأزمة وتحد من قدرة منظمات الإغاثة على مواصلة عملياتها الإنسانية التي تهدف إلى إنقاذ الأرواح".
وكان الهجوم الأخير الذي استهدف عمال الإغاثة قد أودى بحياة ثلاثة موظفين من منظمة أطباء بلا حدود في مدينة كيسمايو الساحلية بالجنوب، وأدى إلى انسحاب 87 موظفاً دولياً كانوا يعملون في 14 مشروعاً في كافة أنحاء البلاد، وفقاً للمنظمة.