أفادت منظمة أوكسفام أن القيود الإسرائيلية المفروضة على الواردات إلى قطاع غزة أصبحت تهدد حياة المرضى. حيث جاء في بيان صادر عن مدير المنظمة في 25 يناير/كانون الثاني أن أوكسفام الدولية تشعر بقلق عميق حيال حياة وسلامة المدنيين المقيمين في قطاع غزة".
كما أفادت المنظمة أن "هناك 135 مريضاً بالسرطان في مستشفى الشفاء في مدينة غزة لا يستطيعون الحصول على العلاج بسبب عدم توفر الأدوية الأساسية".
وتُعزى هذه المشكلة بشكل عام إلى الحصار الذي تم فرضه على غزة منذ سبعة أشهر إثر استحواذ حماس على السلطة في القطاع. وقد ازداد الوضع سوءاً بسبب الإغلاق الكامل لكل منافذ القطاع في الأسبوع الماضي، وهو الوضع الذي لم يشهد تغيراً جوهرياً بعد فتح معبر رفح.
وكانت جريدة هاآرتس الإسرائيلية قد نقلت عن وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، تصريحه بأن "سياسة إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة ستستمر باستثناء السماح بعبور كميات صغيرة من الوقود والمعدات الإنسانية".
وكانت الأدوية من بين المواد والبضائع التي بادر سكان غزة بشرائها بعد اختراقهم لمعبر رفح، غير أن الكميات التي تمكنوا من الحصول عليها لا توفر حلاً للمشكلة العامة.
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية عن نقصٍ في 88 نوعاً من الأدوية على الأقل و204 نوعٍ من أنواع المواد الطبية الاستهلاكية في قطاع غزة. وطالبت بضرورة رفع القيود المفروضة على استيراد الأدوية ونقل المرضى وأعربت عن قلقها حيال قطع الطاقة الكهربائية.
واردات الوقود
بدأت إسرائيل السماح بعبور الوقود الصناعي إلى محطة الطاقة الكهربائية. وبالرغم من أن المدعي العام الإسرائيلي أخبر المحكمة العليا أن الحكومة تعتزم رفع كمية واردات الوقود المسموح بدخولها إلى غزة لتصل إلى الكمية التي كانت تُستورَد قبل تشديد القيود في شهر أكتوبر، إلا أن المسؤولين في غزة حذروا من أن ذلك لن يكون كافيا.
وكان قطاع غزة، قبل إعلانه "كياناً معادياً" من طرف إسرائيل، يستورد 2.2 مليون لتر من الوقود أسبوعياً. غير أن زيادة الطلب على الوقود خلال فصل الشتاء بالإضافة إلى اقتناء المحطة لتربين ثالث يعني أن الاحتياجات الحالية تصل إلى 3.5 مليون ليتر أسبوعياً، حسب المسؤولين عن المحطة الكهربائية.
ولا زالت كل مناطق القطاع، وبالأخص منها المنطقة الوسطى، تعاني من آثار انقطاع الكهرباء.
من جهتها، أفادت منظمة غيشا، وهي إحدى المنظمات الحقوقية الإسرائيلية التي شاركت في الاستئناف المقدم للمحكمة العليا، أن هناك انخفاضاً بنسبة 30 بالمائة في إمدادات المياه بسبب الانقطاع المستمر للطاقة الكهربائية والوقود. كما نقلت عن منذر شبلاق، مدير مصلحة مياه بلديات الساحل أن البلدية اضطرت إلى تصريف حوالي 40,000 متر مكعب من مياه الصرف مباشرة في البحر.
الصورة: وسام نصار/إيرين |
مرضى غسيل الكلى يتلقون العلاج في مستشفى الشفاء بغزة، وقد أصبحت حياتهم مرهونة بتوفر الطاقة الكهربائية |
وتسبب الإغلاق المتكرر للطاقة في عرقلة سير العمل في المستشفيات والعيادات، حيث أجبرها على الاعتماد على مولدات الطاقة الكهربائية لساعات متعددة يومياً.
وفي هذا الإطار، قال جمال حواجري من اتحاد لجان موظفي الصحة، وهي منظمة غير حكومية بغزة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نضطر إلى استعمال مولدات الطاقة الكهربائية لمدة 6 ساعات يومياً على الأقل، وهذا يكلفنا المزيد من المال ويحول دون تمكننا من العمل بكامل طاقتنا كما يجبرنا على إلغاء بعض العمليات الجراحية".
المظاهرات
توجه حوالي 1,500 إسرائيلي، بما فيهم العرب واليهود، إلى معبر إريز في 26 يناير/كانون الثاني، للتظاهر ضد الحصار، جالبين معهم عدة أطنانٍ من المواد الغذائية وأدوات تنقية المياه.
وفي نهاية المظاهرة، وقفت شير شودزيك، وهي فتاة من سديروت لم يتعد عمرها السبعة عشر عاماً، لتعبر عن تضامنها مع سكان غزة. كما تحدثت في نفس الوقت عن حياتها منذ بدأت الهجمات الصاروخية قبل سبع سنوات. حيث تسببت قذيفة من غزة في إصابة خالتها وابنها. كما عبرت شير عن أملها في أن يحقق التضامن الإسرائيلي العربي السلم للمدنيين من الطرفين.
"