1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Cameroon

بوكو حرام تجلب الجوع إلى شمال الكاميرون

Women in the Mayo-Sava part of Cameroon say they are too frightened of potential Boko Haram attacks to farm IRIN
Words

تقول حكومة الكاميرون أن أكثر من نصف مليون شخص في منطقة الشمال الأقصى بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة لأن الهجمات التي تشنها جماعة بوكو حرام أجبرت المزارعين على التخلي عن حقولهم وإغلاق الأسواق المحلية وأوقفت حركة الناس والبضائع.

وتجدر الإشارة إلى أن الأمن الغذائي، وخاصة على طول الحدود، يزداد سوءاً بسبب التدفق المنتظم للاجئين النيجيريين الذين يعتمدون في كثير من الأحيان على المجتمعات المضيفة لتوفير الغذاء.

وحذر ميدجياوا بكاري، محافظ إقليم الشمال الأقصى، من أنه "ما لم يتم عمل شيء لمساعدة المزارعين وتزويد الأسواق المحلية بالسلع الأساسية، فإن المنطقة ستتعرض لخطر المجاعة".

وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، تعاني 54 بالمائة من الأسر في منطقتي الشمال والشمال الأقصى في الكاميرون الآن من نقص في المواد الغذائية.

من جانبها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف أن معدل سوء التغذية الحاد في الشمال الأقصى وصل إلى 9 بالمائة في شهر نوفمبر الماضي. وتقول وزارة الزراعة والتنمية الريفية في الكاميرون أن الوضع قد "تدهور بشكل حاد" منذ ذلك الحين، وأن معدلات سوء التغذية بين الأطفال دون سن الخامسة الآن أعلى من 20 بالمائة في العديد من المجتمعات المحلية المتضررة. وهذا يتجاوز عتبة منظمة الصحة العالمية للطوارئ التي تبلغ 15 بالمائة.

تراجع إنتاج الحبوب

وقد وجد تقييم أجرته وزارة الزراعة والتنمية الريفية هذا الشهر في المقاطعات الثلاث الأكثر تضرراً في إقليم الشمال الأقصى - وهي مايو-سافا، ومايو-تسانغا، ولوغوني وشاري - أن ما يقدر بنحو 70 بالمائة من المزارعين قد هجروا مزارعهم، وتخلى عدد أكبر عن الأنشطة الزراعية الرئيسية، كالزراعة في الوقت المناسب، خلال الأشهر الستة الماضية.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال دان مصطفى، وهو مزارع من قرية مورو في مقاطعة مايو-سافا، أن "الهجمات التي شنتها بوكو حرام وصلت إلى منطقة قريبة جداً من قريتي واضطررنا جميعاً إلى الرحيل". ولذلك فإن مزرعة عائلته، التي تبلغ مساحتها هكتارين اثنين والتي كانت تُزرع عادة بالذرة الرفيعة، ظلت بلا زراعة هذا الموسم.

والجدير بالذكر أن جماعة بوكو حرام تنشط في نيجيريا المجاورة منذ عام 2009، مما أسفر عن مقتل الآلاف ونزوح ما يقرب من مليون شخص، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة.


وأصبحت الهجمات التي تشنها بوكو حرام عبر الحدود في شمال الكاميرون أكثر تواتراً وعنفاً في الأشهر الأخيرة. وقد داهمت الجماعة أكثر من 20 قرية على طول الحدود منذ أوائل ديسمبر الماضي، وتم اختطاف 80 شخصاً على الأقل في وقت سابق من هذا الشهر. وتقول الحكومة أن ما لا يقل عن 10,000 مواطن كاميروني قد فروا من ديارهم بسبب الخوف.

بالإضافة إلى ذلك، تم تحويل عشرات الهكتارات من الأراضي التي كان من المفترض تخصيصها للزراعة في مايو-تسانغا، إلى مخيمات للاجئين أو مستوطنات للنازحين داخلياً.

كما أدى حظر التجول الذي فرضته الحكومة لمنع حركة الناس والمركبات بين الساعة السابعة مساءً والسادسة صباحاً، إلى تقييد قدرة العديد من المزارعين المتبقين على زراعة أراضيهم بشكل صحيح.

وأوضح تاجر في سوق ماروا، عاصمة منطقة الشمال الأقصى، أن "الزراعة نشاط كثيف العمالة، ولكن في الوضع الحالي، لا يمكنك البقاء لفترة طويلة في مزرعتك".

نتيجة لذلك، انخفض إنتاج محاصيل الحبوب، مثل الذرة الرفيعة والدخن واللوبيا والأرز، بنسبة تجاوزت 50 بالمائة العام الماضي، وفقاً لوزارة الزراعة والتنمية الريفية. وتقدر الوزارة أن تلك المنطقة تحتاج إلى 770,000 طن من الحبوب في كل موسم، ولكنها أنتجت 132,000 طن فقط في عام 2014، مقارنة بنحو 509,000 طن في عام 2012.

"لقد كان لهذا [العنف] تأثير خطير على الناتج الإقليمي، لأن غالبية سكان مايو-تسانغا ومايو-سافا ولوغوني وشاري من المزارعين والتجار والرعاة،" كما أفاد جون فيفيه، وهو أحد المسؤولين المشاركين في البعثة الإقليمية التابعة لوزارة الزراعة والتنمية الريفية.

ويقول سكان المنطقة أن مخزوناتهم الهزيلة قد بدأت بالفعل في التناقص. وأبلغ العديد من المزارعين أنهم بدؤوا يأكلون الحبوب التي كانوا يحتفظون بها لاستخدامها كبذور.

تعطل التجارة

وعادة ما يأتي أكثر من 60 بالمائة من دخل المنطقة من التجارة عبر الحدود مع نيجيريا وتشاد، وفقاً لوزارة الزراعة والتنمية الريفية، ولكن نظراً لعدم وجود أي بضائع يمكن بيعها وعدد قليل جداً من الزبائن، فقد هجر العديد من التجار الآن أكشاكهم في السوق تماماً.

كما تباطأت رعاية الماشية عبر الحدود، التي تعتبر واحدة من الأنشطة الأساسية في المنطقة.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال صموئيل بيلو، مدير أحد البنوك في ماروا: "لقد تعطل اقتصاد المنطقة تماماً، وسيكون لذلك تأثير خطير على كل الأنشطة المدرة للدخل في المنطقة. يأتي عدد أقل من الزبائن لإيداع المال في البنوك اليوم، لأن المصادر المعتادة للدخل مهددة.

ارتفاع أسعار المواد الغذائية وانخفاض القوة الشرائية

وقد تسبب الخوف من الهجمات أيضاً في فرار العديد من التجار من أماكن عملهم، مما زاد من تعطيل الاقتصاد المحلي.

وفي هذا السياق، قال عليم دوبو، وهو تاجر خضروات في ماروا: "من الصعب علينا الحصول على إمدادات منتظمة من الخضروات والمواد الغذائية الطازجة. لا أحد يريد أن يقود سيارته على الطريق السريع". وضرب مثالاً بما حدث في وقت سابق من هذا الشهر، عندما قام أفراد يشتبه في انتمائهم إلى بوكو حرام بقطع رؤوس 15 راكباً على الأقل بينما كانوا على متن حافلة بين ماروا وكوسيري، وفقاً لتقارير إخبارية محلية ودولية.

وتسبب عدم وجود أسواق أو سلع في ارتفاع الأسعار، فعلى سبيل المثال ارتفع سعر الأرز في كولوفاتا، وهي قرية في مقاطعة مايو-سافا التي تحملت وطأة هجمات بوكو حرام من 0.34 دولاراً للكيلوغرام الواحد إلى 0.52 دولاراً للكيلوغرام الواحد خلال الأشهر العشر الماضية.

وارتفعت أسعار السلع الأساسية الأخرى، مثل الذرة والذرة الرفيعة والبنزين بنسب تتراوح بين 20 و80 بالمائة منذ مارس 2014، وفقاً لوزارة الزراعة والتنمية الريفية.

خطط الإغاثة

وتقول حكومة الكاميرون أنها تعمل الآن بشكل وثيق مع وكالات الإغاثة والمنظمات الإنسانية، مثل برنامج الأغذية العالمي واليونيسف ومفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، من أجل توفير الغذاء والمأوى والرعاية الصحية لكل من اللاجئين والمجتمعات التي تستضيفهم. مع ذلك، فإن قيود التمويل وانعدام الأمن على طول الحدود تعرقل أعمالهم.

وفي استجابة لتدفق اللاجئين وتزايد انعدام الأمن الغذائي، زادت الحكومة من حجم خطة الاستجابة الاستراتيجية للفترة من 2014 إلى 2016، وتدعو الآن لتوفير 126 مليون دولار لمساعدة الفئات الأكثر ضعفاً. وقال فيفيه أن هذا التمويل سوف يساعد على توفير المساعدات الغذائية الطارئة والمدخلات الزراعية للسكان.

وفي 16 يناير، وعد الرئيس بول بيا بإرسال "أطنان" من الحبوب، بما في ذلك الأرز والدخن والذرة الرفيعة، جنباً إلى جنب مع زيت الطعام وغيرها من المنتجات الاستهلاكية، إلى المنطقة، لكنه لم يفصح عن كمياتها أو موعد وصولها.

فر سفيانو ساليفا، وهو تاجر جلود أبقار يبلغ من العمر 47 عاماً، إلى ماروا من كولوفاتا مع أطفاله الخمسة. وقال: "ينبغي علينا إعادة بناء حياتنا. وإذا تمكنت الحكومة من توفير الغذاء لنا قريباً، يمكن أن يعيننا ذلك أثناء محاولة بدء أنشطة أخرى تجعل حياتنا مستقرة".

km/jl/ha-ais/dvh

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join