1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

تفشي حمى الضنك في وادي سوات الباكستاني

A dengue fever ward at the Saidu Teaching Hospital in Mingora, Swat district, Pakistan (Oct 2013) Umar Farooq/IRIN
A dengue fever ward at the Saidu Teaching Hospital in Mingora, Swat district, Pakistan (Oct 2013)
يسعى أكثر من 1,000 شخص لإجراء اختبارات كشف الإصابة بحمى الضنك يومياً في منطقة سوات بإقليم خيبر بختون خوا في باكستان. وقد لقي 22 شخصاً على الأقل حتفهم وتم إلغاء إجازات الموظفين الطبيين في تلك المنطقة.

وكان تفشي المرض قد بدأ في وادي سوات في منتصف شهر أغسطس الماضي، ثم انتشر إلى مناطق مجاورة. ويقول مسؤولو الصحة أن الاختبارات أظهرت إصابة ما يقرب من 8,000 شخص بهذا الفيروس وأن عدد الوفيات قد يكون أعلى بكثير من 22 حالة، حيث يبدو أن معظم الناس لا يسعون للحصول على علاج طبي.

والجدير بالذكر أن عدد الإصابات الآن مساو للعدد الذي تم تسجيله عند تفشي حمى الضنك في عام 2011 في لاهور، حيث أصيب أكثر من 17,000 شخص وتوفي أكثر من 300 آخرين في أربعة أشهر.

ويمتلئ مجمع الشفاء الطبي في مينغورا، أكبر مدن وادي سوات، بمرضى حمى الضنك الذين ينتظرون الحصول على العلاج، أو يحصلون عليه بالفعل. ويقول أحد الأطباء ويدعى عبد الواسع أن الغالبية العظمى من أكثر من 100 مريض يأتون يومياً إلى عيادته الخاصة هناك يطلبون علاجاً لحمى الضنك.

وقد زار عدد من كبار المسؤولين، من بينهم رئيس وزراء وحاكم خيبر بختون خوا، مينغورا للاطلاع بأنفسهم على حالة الوباء. هذا وقد خصصت خيبر بختون خوا أكثر من 65 مليون روبية (612,000 دولار) كمساعدات طارئة استجابة لتفشي المرض.

وعلى بعد عدة نواصي، في مستشفى سايدو التعليمي، يتذكر الطبيب واصل أحمد أخر حالة وفاة: رجل عمره 22 عاماً من قرية بيشبانر خوار، التي تقع على بعد 20 كيلومتراً تقريباً.

تم إلغاء جميع الاجازات، وجاء أطباء وممرضات حتى من بيشاور [عاصمة إقليم خيبر بختون خوا] 
ذكر أحمد، المسؤول عن قسم حمى الضنك في المستشفى، أن هذا الرجل "جاء متأخراً جداً. ذهب أولاً إلى عيادة خاصة، لكنهم لم يفحصوه بشكل صحيح ووصفوا له علاجاً رديئاً، لأنهم اعتقدوا أنه مصاب بالملاريا أو التيفوئيد".

وعندما ظلت درجة حرارة الرجل مرتفعة بعد خمسة أيام، جاء إلى مستشفى سايدو التعليمي، ولكنه كان قد عانى نزيفاً داخلياً ودخل في حالة صدمة، وهي المرحلة النهائية من حمى الضنك.

أفاد أحمد أن المستشفى شهد 28 حالة إصابة بحمى الضنك العام الماضي، و58 في عام 2011، ولكنه لم يشهد قط أي حالة وفاة. وأضاف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هذه أهم مشكلة في هذه المنطقة في الوقت الراهن. إنها أكثر خطورة من شلل الأطفال أو الملاريا، أو أي أمراض أخرى".

وتتراوح أعمار معظم مرضى حمى الضنك في المستشفى بين 20 و30 عاماً، ويصل عدد الذكور إلى ضعف عدد الإناث، الأمر الذي يعزيه أحمد إلى قدوم الرجال إلى المنطقة بحثاً عن عمل وكثرة العمل في الأماكن المفتوحة، في حين تظل النساء المحليات في المنازل.

وتجدر الإشارة إلى أن المستشفى التعليمي هو المرفق الرئيسي لعلاج مرضى حمى الضنك في وادي سوات. وهو يقوم بإجراء اختبار الكشف عن الفيروس - الذي يمكن أن يكلف آلاف الروبيات في العيادات الخاصة - مجاناً، كما يمنح أدوية خفض الحرارة الأساسية للأشخاص الذين تكشف الاختبارات عن إصابتهم بالفيروس.

وفي السياق نفسه، أفاد أحمد أن أكثر من 1,200 شخص يأتون يومياً لإجراء اختبارات الكشف عن الفيروس. وتصل القدرة الاستيعابية للمستشفى إلى 560 سريراً تم تخصيص أكثر من نصفها لمرضى حمى الضنك، ولكن المستشفى لا يقبل سوى الحالات الخطيرة.

من جانبه، قال محمد الياز، وهو طالب يدرس التمريض ومتطوع للمساعدة في الحد من انتشار المرض: "تم إلغاء جميع الاجازات، وجاء أطباء وممرضات حتى من بيشاور [عاصمة ولاية خيبر بختون خوا]"،.

كانت نجمة، التي تبلغ من العمر 19 عاماً، تعاني من القيء وآلام في أنحاء متفرقة من جسدها لعدة أيام، ولذلك قرر والدها أن يحضرها إلى المستشفى. وبعد ثلاثة أيام، انتقلت عدوى حمى الضنك إلى والدتها أيضاً، وهما الآن معاً في جناح النساء.

وشكا والد نجمة من أن "الجميع هنا مصابون بهذا المرض." وفي منزل متاخم لمنزلهم، يرقد طفلان مصابان بحمى الضنك، والآب في منزل آخر مريض أيضاً، ولكن مثل العديد من سكان سوات، قرروا علاج أنفسهم في المنزل.

ويرجح أحمد أن حوالي 90 بالمائة من مرضى حمى الضنك لا يسعون للحصول على علاج.

"يبدو أن هناك ثلاثة أو أربعة أشخاص مرضى في كل بيت،" وفقاً لتقديرات عناية الله، الذي يمتلك متجراً لبيع المنتجات اليدوية في نيشات تشوك، بالقرب من وسط المدينة.

أصيب شقيقه وثلاثة من أطفاله بحمى الضنك، ولكن بعد أن سمعوا عن الحشود المتواجدة في مستشفى سايدو التعليمي، ذهبوا إلى عيادات خاصة حيث يضطرون إلى دفع المال.

وأكد عناية الله أن "حمى الضنك مشكلة خطيرة. وينبغي على الحكومة أن تظهر بعض الاهتمام بها، مثلما فعلت حكومة البنجاب".

وقد تم احتواء تفشي المرض عام 2011 في لاهور من قبل حكومة البنجاب وذلك بفضل حملة التوعية الجادة، والاستخدام المستهدف لمبيدات الآفات، والجهود الصارمة لإزالة المياه الراكدة. أما في وادي سوات، فعلى الرغم من أن المسؤولين على اتصال مستمر مع خبراء حمى الضنك في البنجاب، لم تتبن حكومة خيبر بختون خوا نفس الأساليب بالكامل.

تطبيق الدروس المستقاة من البنجاب

وقال حيدر علي، المسؤول عن جهود مكافحة حمى الضنك: "جاء مسؤولو البنجاب وعلمونا أخطاءهم وأوجه قصورهم. يمكن تعلم الكثير من الكتب والندوات، ولكن لا يمكنك أن تتعلم حقاً حتى تضطر إلى التعامل مع الشيء بنفسك".

وأشار علي في هذا الصدد إلى مجموعة من المبادرات التي اتخذتها الحكومة لرفع الوعي وجمع بيانات عن تفشي حمى الضنك.

وأكد علي أنهم يعدون قائمة بمواقع جميع المرضى الذين يتم الابلاغ عنهم، ولكن خلافاً لما حدث في البنجاب، لا يتم استخدامها بشكل لحظي؛ بل يتم جمع المعلومات الأكثر تفصيلاً في أكوام من الأوراق أطلع علي شبكة الأنباء الإنسانية عليها، ولكن لم يتم إدخالها في أي قاعدة بيانات حتى الآن.

وتضم هذه الوثائق تقارير من فرق العاملات الصحيات، التي تتكون من أكثر من 1,300 امرأة متطوعة ومدربة يقمن بزيارة المنازل في مينغورا للتأكد من وجود مياه راكدة ويقدمن نصائح للنساء بشأن كيفية تجنب الإصابة بمرض حمى الضنك.

وغالباً ما يصحبن مسؤولي التطعيم ضد شلل الأطفال، ويتولى حراستهن اثنان من فيلق حرس الحدود شبه العسكري. وفي الظروف المثالية، ينبغي زيارة بيت كل مريض بحمى الضنك.

وأوضح علي أن الخطة تشمل رش المبيدات الحشرية في الأحياء التي يتواجد بها مرضى، ولكن الكثيرين يقولون أن هذا لم يحدث بعد.

ولا يزال وادي سوات يخضع لحالة الطوارئ، التي تمنح السلطات صلاحيات واسعة النطاق، وقد استخدموها بالفعل لحظر تخزين الإطارات في الهواء الطلق (من المعروف أنها مجال خصب لتكاثر البعوض). وقال فاروق عتيق، نائب مفوض سوات، أن هناك أكثر من 30 قضية جنائية مرفوعة ضد أشخاص قاموا بتخزين الإطارات المستعملة خارج المباني.

وفي محاولة لرفع مستوى الوعي، تم تكليف طلاب "كواجبات منزلية" بمسح منازلهم لاكتشاف مصادر يرقات البعوض. كما دفعت الحكومة مقابل بث تحذيرات من تفشي المرض على القنوات التلفزيونية المحلية ونشرها في الصحف المحلية، وتم وضع لافتات في جميع أنحاء المدينة تحذر الناس من أعراض حمى الضنك.

وفي حين تم الابلاغ عن ما بين 200 و300 حالة إصابة بحمى الضنك يومياً في شهر أغسطس، انخفض هذا العدد الآن إلى حوالي 100 حالة يومياً، وهو ما يعزيه عتيق إلى حملة التوعية الحالية، مؤكداً أن "هذا الانخفاض ناتج عن عملنا، وليس بسبب تغير الطقس".

السبب؟

أما بالنسبة للسبب، فيرى أحمد أن تفشي التهاب الكبد (أ) في أواخر العام الماضي ربما يكون قد أدى إلى تغيير في طرق تخزين المياه في المنازل.

وأضاف أن "إمدادات المياه هنا ملوثة، حيث تختلط خطوط الصرف الصحي مع مياه الشرب، وتصبح المياه في بعض الأحيان غير مأمونة .... وبالتالي فإن السكان المحليين يقومون بتخزين المياه". يوجد عادة خزان واحد مغطى على سطح المنزل، ولكن يتم الاحتفاظ بخزان آخر غير مغطى داخل المنزل، ويصبح هذا مكاناً مثالياً لتكاثر البعوض.

ومن المتوقع أن ينخفض معدل الإصابات قرب نهاية شهر أكتوبر، عندما تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من 16 درجة مئوية، مما يجعلها شديدة البرودة بالنسبة للبعوض الحامل لفيروس حمى الضنك وغير مناسبة لبقائه على قيد الحياة.

ومن ناحية أخرى، يخشى مسؤولو الصحة أن يرتفع عدد ضحايا حمى الضنك في العام القادم. يوجد أربعة أنماط تقليدية من فيروسات حمى الضنك التي يمكن أن تسبب العدوى، وعادة ما يستطيع الشخص المصاب بنوع واحد فقط من مقاومته والتغلب عليه. ولكن كل إصابة لاحقة بنوع آخر من فيروس حمى الضنك تؤدي إلى زيادة كبيرة في فرص تطور متلازمة صدمة حمى الضنك والموت.

وقد شهد إقليم البنجاب تكرار تفشي حمى الضنك، وبالتالي فإن معدل الوفيات هناك كان أعلى في عام 2011 من المعدل الناجم عن تفشي هذا العام في وادي سوات، الذي لم يصل إلى مرحلة الوباء حتى الآن.

ولذلك قال علي: "في الموسم المقبل، قبل ظهور الظروف المناسبة لنمو البعوض، سوف نذهب للقضاء على اليرقات في المواقع التي حددناها هذا العام. هذا هو أهم أهدافنا".

uf/jj/cb-ais/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join