تقول ختام بهير، 51 عاما، بأنها أصيبت بصدمة عندما التحق ابنها مصطفى (ليس اسمه الحقيقي) بالمتمردين. وكان مصطفى طالبا في كلية الهندسة قبل أن يغادرها في أكتوبر /تشرين الأول 2006 ليلتحق بمجموعة مقاتلين محليين مرتبطين بالقاعدة في العراق. وبالرغم من أنها حاولت جاهدة أن تغير رأيه، إلا أن كل جهودها باءت بالفشل. وتحكي ختام تجربتها قائلة:
لم أعد أعرف ابني منذ أن إنضم للمتمردين. كان في ما قبل شخصا ودوداً ومتسامحاً وعصرياً في أفكاره. أما الآن فقد تغير بشكل جذري بعد أن قرر أن يقاتل القوات الأمريكية حتى وإن كلفه ذلك حياته.
إنني أشعر بيأس كبير لما آل إليه حال ابني. لم أقم بتربيته ليكون مقاتلا. أحطناه في البيت بكل الحب والحنان، ووفرنا له الطعام والتعليم والرعاية الطبية. كان كل أهلنا يعتبرونه ألطف أفراد الأسرة وأحبهم إلى القلب.
غادر في شهر نوفمبر /تشرين الثاني، وهو الآن يعيش مع مقاتلين آخرين في مكان لا أعرفه. يكتب لي أحياناً سطرا أو سطرين ليخبرني بأنه سعيد وبأنه شارك في إحدى الهجمات. ولكن ذلك يحطم فؤادي ويبكيني.
لقد تغيرت حياتي منذ أن أصبح مقاتلاً. لا أعلم إذا كان سيبقى على قيد الحياة إلى اليوم التالي. يشعر كل إخوانه وأخواته بالحيرة حيال قراره. كان سينهي دراسته خلال عامين وكان يطمح في السفر إلى بريطانيا لإكمال دراسته ونيل شهادة الدكتوراه. ولكنه الآن عندما أطلب منه العودة إلى الجامعة وترك الحياة التي يحياها، يرد علي بأنه لا يستطيع أن يخون الله ثم يقفل سماعة الهاتف.
إنني أشتاق إلى ابني القديم. ابني الذي كان طوال الوقت بشوشا ومرحا. كان سيتزوج في العام المقبل، ولكن خطيبته فسخت خطوبتها به عندما أخبرها أنه سينضم إلى المتمردين في الأنبار ثم غادرت مع أسرتها إلى الأردن.
كان ابني ضحية اثنين من أصدقائه في الرمادي. هما من شجعاه على الانضمام إلى المتمردين. كانا يملئان رأسه بأفكار إسلامية متطرفة. أتمنى أن يغير رأيه ويعود إلى حياته القديمة."
"