1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Indonesia

مكافحة الأمراض غير المعدية

A higher percentage of youths smoke here in Indonesia than anywhere else in the world Contributor/IRIN

 تهدف جمعية الصحة العالمية- وهي الجهة المعنية بصنع القرارات في منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة- إلى الحد بنسبة 25 بالمائة من الوفيات التي يمكن تجنبها والتي تنتج عن الأمراض غير المعدية، مثل السكري والنوبات القلبية والسكتات الدماغية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة والسرطان، وذلك بحلول عام 2025. وتقوم منظمة الصحة العالمية بتنسيق المفاوضات بشأن المراقبة والمؤشرات والأهداف الطوعية التي ستشكل خطة عالمية نهائية لمكافحة الأمراض غير المعدية. كما تقوم المنظمة بصياغة التوصيات لكي تدرسها حكومات الدول الأعضاء في أكتوبر 2012. ويتسبب كل من الكحول والتبغ والنظام الغذائي وعدم ممارسة الرياضة في العديد من الأمراض غير المعدية.

هذا وقد تم طرح ثلاثة محاور رئيسية في المناقشات الأخيرة التي جرت مع ممثلي المجتمع المدني والحكومات، حول أفضل السبل للحد من الأمراض غير المعدية وكيفية قياس التقدم المحرز. كذلك، تدرس شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) الخطوات المقبلة في مكافحة السبب الرئيسي للوفاة في العالم.

البيانات

قالت آن كيلينج، المديرة التنفيذية لمنظمة الاتحاد الدولي للسكري التي تتخذ من بروكسل مقراً لها، ورئيسة تحالف الأمراض غير المعدية (NDC Alliance) الذي يضم حوالى 2000 منظمة من المجتمع المدني تؤيد الاعتراف بالأمراض غير المعدية كحالة "طوارئ عالمية"، أنه يمكن للبيانات أن تكون سبباً لفشل الاتفاق على الصعيد العالمي أو على الأقل قد تؤدي إلى منع التوصل إلى اتفاق. وأفادت كيلينج في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الدول غير مستعدة للعمل على أهداف جديدة في أي مجال كان، لأنه عليها أصلاً تقديم تقارير للأمم المتحدة عن عدد كبير من الأهداف في مجال التعليم، والمساواة بين الجنسين، والصحة .... الخ. ويحتاج الأمر إلى الموارد لإنشاء أنظمة جديدة لجمع البيانات وإعداد التقارير. وقد أضافت أن "الدول ذات الدخل المنخفض تخشى من الكلفة، بينما تخشى الدول ذات الدخل المرتفع التي لديها برامج للمساعدات من أن يُطلب منها أن تقدّم الدعم للبلدان ذات الدخل المنخفض ولمنظمة الصحة العالمية بغية القيام بذلك".

من جهته، قال أنطونيو دانز، أستاذ في كلية الطب في جامعة الفلبين، أنه بالرغم من العبء الذي قد يشكله حفظ السجلات الإضافي، إلا أنه من الممكن القيام به. وقد أضاف أنه "يمكننا استخدام ما هو موجود في الأصل بدلاً من إنشاء أنظمة جديدة قد تكون بمثابة مهمة ضخمة. فكل ما علينا القيام به هو توسيع نطاق الأنظمة الحالية (لكي تشمل البيانات الخاصة بالأمراض غير المعدية). وليست البيانات ناقصة فحسب، وإنما في بعض الأحيان ليس هناك أية بيانات على الإطلاق. وقد أشار إلى أن "أكثر من نصف السكان يموتون في الفلبين بدون الذهاب إلى الطبيب- ولا يمكن معرفة أسباب الوفاة".

ووفقاً لمنظمة الصحة العالمية، يتمتّع تقريباً ثلثا دول العالم فقط بأنظمة تسجيل حيوية تقوم بتسجيل المواليد والوفيات بكفاءة لتقدير معدلات الوفيات الناجمة عن أسباب مختلفة. هذا وقد أشارت المنظمة في مارس 2012 إلى أن حوالى 74 دولة ليس لديها أية بيانات حول أسباب الوفاة، في حين أن 81 دولة لديها بيانات أقل جودة. وقالت كيلينج أنه "لا يتم الإبلاغ بصورة كافية عن حالات الوفاة الناتجة عن مرض السكري بصفة خاصة، حتى في الدول الغنية لأنه قد يتم تسجيل السبب المباشر للوفاة، أي الفشل الكلوي أو أمراض القلب والشرايين وخلافه، في حين لا يتم تسجيل السبب الجذري لهذه الحالات ألا وهو مرض السكري.

من جهة أخرى، قال تيموثي أرمسترونج، منسق وحدة المراقبة والوقاية في قسم الصحة النفسية والأمراض غير المعدية في منظمة الصحة العالمية، أنه إذا كان لدى الدول نظام تسجيل حيوي حتى ولو كان بدائياً، سيتكلف كل مواطن بضعة سنتات إضافية في العام لتكييف النظام بغية رصد الأمراض غير المعدية. وأضاف أن "الدول على اختلافها ستواجه تكاليف مختلفة. فإذا لم يكن لبلد ما نظام للمعلومات الصحية، سيحتاج إلى تطوير نظام للتسجيل الحيوي.... والتحدي لا يكمن في إنشاء الأنظمة وإنما في تنفيذ العملية (جمع البيانات)".

تضارب المصالح

بينما تقوم منظمة الصحة العالمية بالاجتماع بالدول من أجل تحديد الأهداف والمؤشرات في الأشهر المقبلة، تقوم صناعات، مثل التبغ والكحول التي تبلغ ملايين الدولارات، بمحاربة الجهود المبذولة لخفض استهلاكها. ووفقاً لكيلينج، "ستضغط تلك الصناعات على الحكومات وخاصة على المستوى الوطني. وستفكر الحكومات بمصالحها التجارية الوطنية". هذا وتقريباً جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة هي من الدول الموقعة على اتفاقية منظمة الصحة العالمية الإطارية بشأن مكافحة التبغ، والتي تتطلب خفضاً في الطلب على التبغ.

وعندما قام مزارعو التبغ في إندونيسيا- التي فيها أحد أعلى معدلات المدخنين الشباب في العالم- بتحدي قانون 2009 الذي يصنف التبغ على أنه مادة تسبب الإدمان، قامت المحاكم بتأييد القانون ولكن الجهود المبذولة لتمرير اللوائح الوطنية بغية تنفيذ قوانين مكافحة التبغ تعثرت. هذا وتوصلت آخر دراسة صحية وطنية في إندونيسيا، أجريت في 2007 إلى أن معدلات الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية ارتفعت من 41.7 بالمائة في 1995 إلى 59.5 بالمائة في 2007- أي بزيادة قدرها 42 بالمائة.

وقالت ليلي سوليستيواتي، مديرة تحسين الصحة في وزارة الصحة الإندونيسية، في يناير 2011 أنه "من المستحيل إغلاق مصانع السجائر ولكننا نسعى إلى إبلاغ الناس بأن التدخين خطير على صحتهم".

وتعمل منظمة تحالف تضارب المصالح من أجل المزيد من الشفافية في وضع سياسات الصحة العامة وقواعد السلوك للصناعات التي من الممكن أن تعرض الصحة العامة للخطر. وهذه المنظمة هي مجموعة من المنظمات غير الحكومية الدولية التي تقاوم تدخل الصناعات في سياسة الصحة العامة.

قابلية التحقيق

عبرت حكومات عدة عن قلقها من أنه لا يمكن تحقيق هدف عالمي أكثر طموحاً من أهدافها الوطنية، بينما أشادت حكومات أخرى بالجهود الخاصة بوضع هدف عالمي. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال إصوفو أبو بكر، مدير مكافحة الأمراض في وزارة الصحة بالنيجر، والتي تقع في جنوب الصحراء الكبرى في غرب إفريقيا، أن التحديات في تحقيق الأهداف الوطنية الموجودة أصلاً متعددة الأوجه. فقد قامت الحكومة مؤخراً باعتماد الخطة الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الأمراض غير المعدية والوقاية منها 2012-2016 وهو ما يستلزم 8.8 مليون دولار لمكافحة تلك الأمراض والوقاية منها.

وتأتي النيجر في المرتبة ما قبل الأخيرة في مؤشر الأمم المتحدة للرفاهية ومن بين الدول العشر الأخيرة طبقاً للدراسة الدولية لقدرة موظفي الصحة على الوصول إلى السكان ومعالجتهم. وتشمل أهداف وزارة الصحة لمكافحة الأمراض غير المعدية خفض الوفيات الناتجة عن أمراض القلب بنسبة 10 بالمائة بحلول عام 2016 وزيادة اختبارات مرض الربو والصرع وخمسة أنواع من السرطان ومرض أنيميا الخلايا المنجلية بنسبة 50 بالمائة وتوسيع نطاق تشخيص مرض تآكل اللحم.

وقال أبو بكر أنه "بمجرد حلول عام 2017 سنحتاج إلى تعديل أهدافنا لتلبية الهدف العالمي...والهدف العالمي لن يغير استراتيجيتنا الوطنية بقدر ما سيحسنها". ومن المتوقع أن تقدم منظمة الصحة العالمية ورقة المناقشة المقبلة في يوليو 2012. ثم سيتم عقد المشاورات الإقليمية من أغسطس إلى أكتوبر مع عقد اجتماع مخطط له في أكتوبر بجنيف لتحديد إطار العمل العالمي النهائي لمكافحة الأمراض غير المعدية.

pt/atp/he-hk/bb

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join