حذت السلطات المحلية في مدينة ميركا في شبيلي السفلى، التي تقع على بعد 100 كلم إلى الجنوب من العاصمة الصومالية مقديشو، بأن آلاف النازحين الذين توافدوا على المدينة بحثاً عن مأوى بحاجة ماسة للمساعدة.
وقال محمود ظهير قولاي، مسؤول الشؤون الإنسانية عن المنطقة في وزارة الداخلية: لقد قمنا بتسجيل 7,250 عائلة [43,500 شخص] رسمياً في سجلاتنا في الفترة ما بين مارس/آذار وحتى أغسطس/آب".
وأضاف قولاي أن هنالك نوعين من النازحين، أولئك الذين هربوا من القتال الدائر في مقديشو والذين قدموا من القرى المجاورة بحثاً عن المساعدة بعد أن تلفت محاصيلهم.
وكان العديد من النازحين قد عادوا إلى مقديشو بين نهاية شهر مايو/أيار وبداية شهر يونيو/حزيران، ولكن قولاي أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "حوالي 4,000 عائلة [24,000 شخص] جاءوا إلى المنطقة وما زالوا يتوافدون عليها منذ بداية شهر أغسطس/آب".
ويتركز النازحون في ميركا وشلامبود وجنالي وأجزاء أخرى من ميركا.
وقال مصدر آخر أن معظم المركبات التي تصل إلى المنطقة تقل أشخاصاً فارين من القتال الدائر في مقديشو بين القوات الحكومية المدعومة من إثيوبيا والمقاتلين وأن "البعض قد استأجر شاحنات كبيرة لإحضارهم إلى هنا".
وأضاف المصدر كذلك بأن بعض الأشخاص توافدوا على شيبلي خوفاً من تصاعد وتيرة العنف خلال شهر رمضان المبارك إذ "يعتقد العديد منهم بأن المقاتلين سيصعدون هجماتهم خلال شهر رمضان".
وأخبرت زهرة عبديل، إحدى النازحات من مقديشو، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنها تتقاسم هي وأبناؤها الأربعة منزلاً واحداً مع ثلاث عائلات أخرى. وأضافت قائلة: "نحن محظوظون لأن لدينا أقارب هنا، فبعض الأشخاص لا يجدون مكاناً يذهبون إليه".
وقال قولاي أن الحياة في ميركا باتت صعبة جداً بسبب الأعداد الكبيرة من النازحين، مشيراً إلى أن أسعار المواد الغذائية واللوازم الأساسية الأخرى قد ارتفعت بشكل كبير. وأضاف أن "الناس [نازحين وسكان المدينة الأصليين] بحاجة عاجلة إلى المساعدة".
وقد بدأ برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة بتقديم الطعام للنازحين في ميركا منذ شهر أبريل/نيسان. وقال سعيد وارسام المسؤول الإعلامي للبرنامج في الصومال أن "البرنامج يقوم حالياً بتقييم إمكانية مساعدة النازحين والمجتمع المضيف في منطقة ميركا".
وقد قدم السكان المحليون ما بوسعهم لمساعدة النازحين، حيث قال قولاي أن "المدارس تستضيف الآن المئات من الأشخاص ولم يعد هناك أماكن يمكن أن يتخذها النازحون مأوىًِ لهم".
وأضاف أن بعض النازحين وخاصة الذين جاءوا خلال شهر أغسطس/آب يواجهون صعوبات جمة في إيجاد مأوىً لهم وهم يخيمون "في أي مكان يجدونه".
وقد أشارت التقارير إلى مقتل 1,000 شخص على الأقل ونزوح ما يزيد عن 400,000 منذ اندلاع الاشتباكات في فبراير/شباط الماضي.
"