صرح مسؤول باللجنة الحكومية للطوارئ بأن منسوب مياه الفيضانات التي شردت الآلاف من الأسر بالسودان قد وصل إلى مستويات مخيفة في العديد من المناطق. وقال الجنرال عوض وداعة الله حسين، الناطق باسم اللجنة بأن مستوى منسوب مياه النهر قد فاق مستوياته في السنوات الماضية، خصوصاً في منطقة نهر النيل [شمال السودان]".
من جهتها، أفادت اللجنة الحكومية للإغاثة الإنسانية في 24 يوليو/تموز بأن مستوى مياه النيل الأزرق بالخرطوم قد "فاق بشكل كبير" المستويات القياسية التي شهدها في نفس الفترة من عام 1988، حيث تفيد نتائج المراقبة الصادرة عن الكثير من المحطات بأن مستوى مياه النيل أعلى بمتر واحد من مستواه في عام 1988.
وكانت الفيضانات التي لحقت بإثني عشرة ولاية من الولايات السودانية الستة والعشرين قد أودت بحياة حوالي 59 شخصاً على الأقل وشردت أكثر من 35,000 أسرة.
وأخبر الجنرال حسين شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن 134 بناية عمومية، بما فيها المدارس والمراكز الصحية وأقسام الشرطة ومؤسسات حكومية أخرى قد تعرضت للدمار بسبب الفيضانات.
كما أفادت الرابطة الدولية لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر بأنه من المتوقع أن تُلحِق الفيضانات، التي قد تستمر إلى نهاية موسم الشتاء في سبتمبر/أيلول، أضراراً كبيرة بأكثر من 2.4 مليون شخص عبر 16 ولاية.
وقال حسين بأن ولاية الخرطوم، التي يلتقي فيها نهري النيل الأبيض والنيل الأزرق، تأتي على قائمة المناطق المتأثرة بالفيضانات حيث تضررت حوالي 13,000 أسرة، وتليها مباشرة ولاية شمال كردفان وسط السودان.
أما في ولاية كسلا شرق البلاد، فقد فاض نهر القاش بسبب المياه المتدفقة عليه من السهول الإثيوبية. وقال حسين بأن "التقارير الجوية تفيد بأن الأمطار ستستمر في الهطول بشكل غزير مما سيجعل منسوب المياه في النيل الأزرق والنيل الأبيض يصل إلى مستويات غير مسبوقة".
وأضاف قائلاً: "نتوقع المزيد من الفيضانات بسبب استمرار الأمطار الغزيرة على المرتفعات الإيثيوبية في تغذية النيل الأزرق وروافده".
من جهتها، أفادت الحكومة بأن الفيضانات قد جرفت الطرقات والجسور عبر البلاد، مما زاد من صعوبة الوصول إلى بعض المناطق. ففي ولاية البحر الأحمر شمال شرق السودان، تعرضت الطريق الرابطة بين ميناء السودان ومدينة طوكر إلى الدمار، مما أدى إلى عزل المدينة. كما تم إغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين الخرطوم و جنوب السودان بشكل مؤقت في حين تم أغلاق الطريق الرابط بين كوستي وأم روابة وسط السودان لخمسة أيام. كما أغلقت معظم الطرقات الرابطة بين مصر والسودان.
وطالب الدفاع المدني كل الوكالات الحكومية ووكالات المجتمع المدني بالاستعداد للفيضانات. كما تم تحذير سكان السهول المعرضة للفيضانات وسكان الجزر للرحيل إلى مناطق أكثر أماناً.
وتابع مكتب الممثل المقيم للأمم المتحدة مدى استجابة منظمات الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية والهلال الأحمر السوداني وغيرها من مؤسسات الدولة للأزمة الناتجة عن الفيضانات، وأفاد بتعبئة الآلاف من الخيام والأغطية البلاستيكية والحاويات والبطانيات لسد حاجات المتضررين شمال السودان. كما تم توفير المؤن الطبية والمبيدات وعُدَد الإسعاف العائلية والمواد الغذائية.
أما في جنوب السودان، فقد تضرر حوالي 10,000 شخص بولايات الصعيد حسب تقارير منظمات الأمم المتحدة. وكانت أسوأ الأضرار قد لحقت بمنطقة الرنك في صعيد النيل، حيث زاد دمار شبكة الصرف الصحي من تفاقم الأضرار الناتجة عن الأمطار الغزيرة.
وأفادت دراسة قام بها برنامج الأمم المتحدة للبيئة بأن عملية تشييد الطرقات في جنوب السودان قد تسببت في آثار بيئية مختلفة بما فيها الفيضانات وانجرافات التربة وتعرض مجاري المياه للأوحال.
"
