قال مصطفى عبد المتعال، 42 عاماً، أنه لا يستطيع تحمل رؤية عائلته المؤلفة من تسعة أشخاص وهم يعيشون كنازحين وألقى باللوم على الحكومة لأنها لم تعوضه عن منزله الذي دُمّر منذ سنتين في هجوم للمتمردين على الرمادي.
وأضاف عبد المتعال أنه سئم من سماع الوعود بأن التعويض سيدفع قريباً، فبوجود زوجته تعاني من مرض السرطان وطفلين مصابين بنقص حاد في التغذية، ما زال عبد المتعال يحاول إيجاد طريقة لاستعادة حقوقه وتأمين مكان أكثر أمناً لعائلته.
كنا نعيش حياة رغيدة وننعم بالأمن الكامل في منزلنا لسنوات عدة. دُمّر منزلنا بالكامل بعد تعرض الحي الذي نعيش فيه لهجوم، وتوفي أحد أبنائي الذي بقي في الرمادي للاعتناء بالمنزل بعد هروبنا إلى بغداد خوفاً من العنف الدائر في مدينتنا.
والمأساة الأسوأ بالتأكيد هي موت ابني، ولكني لا أستطيع تحمل رؤية منزلي مدمراً بالكامل، وهو الذي استغرق مني سنوات عدة لبنائه.
لم نحصل حتى على كرسي واحد ليذكرنا بأيام الماضي الجميل لأن كل شيء قد أحترق بالكامل. عندما هربنا إلى بغداد، لم نأخذ معنا أكثر من بعض الملابس والقليل من الطعام. وعند عودتنا للرمادي لم نجد أنفسنا مشردين فقط بل فقدنا كل شيء في منزلنا كذلك.
لقد وعدت الحكومة بتعويض كل العائلات التي خسرت ممتلكاتها أثناء الهجمات، والآن وبعد مضي سنتين على الهجوم كل ما أسمعه هو أنها تنوي الدفع قريباً وأن سبب التأخير هو نقص الموارد وبأنه سيتم الدفع لبعض العائلات فيما بعد.
المسألة ليست مسألة مال لكن عائلتي مشردة، فهم ينامون في الخيام داخل مخيم للنازحين يقع على أطراف المدينة ويتجرعون كل أنواع الذل بداخله. تعيش عائلتي حالة من الفزع بسبب الاشتباكات الدائمة بين قوات الحكومة والمتمردين.
لو كانت الحكومة على قدر جيد من تحمل المسؤولية وتلتزم بتنفيذ الوعود لكنا في منزلنا منذ وقت طويل. لا أستطيع الخروج للعمل كوني الرجل الوحيد في عائلتي وليس بالإمكان ترك النساء وحدهن في مثل هذه الظروف الخطيرة. نحن نعتمد في معيشتنا على المساعدات التي تصلنا من المنظمات المحلية غير الحكومية.
كما دُمّر محلي الصغير الكائن في مركز مدينة الرمادي إثر تعرضه للهجوم ولم أستلم أي تعويضات عنه حتى الاّن. لم يلتحق أطفالي بالمدرسة بسبب طول المسافة بيننا وبين أقرب المدارس ولا نستطيع تحمل نفقات المواصلات وليس لدينا سيارة.
كنت أحلم برؤية أبنائي يدرسون ويصلون لمراتب وظيفية جيدة ولكن الحرب حطمت كل أحلامي. نفذت كل مدخراتي ولا أعتقد بأننا سنكون قادرين على تأمين حياة رغيدة كما كنا نعيش في الماضي.
أحاول أحياناً إيجاد الديمقراطية التي وعدتنا بها الحكومة والقوات الأميركية. خلال حكم النظام السابق كان أطفالنا يدرسون بالمدارس، و كانت زوجاتنا ترتدين الملابس الجيدة، والأهم كان لدينا منزل ننام فيه وطعام جيد نأكله . اعتقدت أنهم سيمنحوننا ديمقراطية ولكنهم أعطوها معنىً مختلفاً الآن".
"