1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Kenya

كينيا: تقاسم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية يعرض المرضى لخطر مقاومة الدواء

HIV positive mother of three Rahma Hirsi, 29, clutches the ARV drugs she receives at the Hargeisa Group Hospital in Hargeisa, Somaliland, August 2007. Casey Johnson/IRIN

جوني وبول زوجان يعيشان في منطقة كيوريا بإقليم نيانزا في غرب كينيا، وقد كشفت الاختبارات مؤخراً عن إصابتهما بفيروس نقص المناعة البشري. ولكن جوني فقط هي التي تزور المستشفى شهرياً للحصول على علاجها بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية فتُحضرها إلى المنزل وتتقاسمها مع زوجها.

وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز قال بول: لا أريد أن يعرف الناس أني مريض، ولذلك نحن نستخدم أدويتها فقط وننتظر إلى أن يحين موعد ذهابها للحصول على الجرعة التالية من الدواء".

ويُظهر استخدام الزوجين الخاطئ للأدوية المطيلة لأمد الحياة أن بول نحيل وضعيف وجوني كذلك تبدو مريضة وشاحبة. وقالت جوني: "تشك الممرضات اللائي يقدمن لي الأدوية أحياناً أنني أتناول الدواء لأنهن يسألنني عن سبب استمرار تدهور صحتي، ولكنني أُصر على أنني أتناول الدواء".

وأضافت قائلة: "ينفذ منا الدواء مبكراً ولكنني أنتظر إلى الموعد القادم لإحضار المزيد منه. لقد كانوا يسألونني عن زوجي ولكني أقول لهم أنه مسافر إلى مدينة كيسي المجاورة حيث يعمل هناك وأنه يحصل على الدواء في تلك المدينة. ولكني على يقين من أمر واحد وهو أنه بحلول الوقت الذي سنتوقف فيه عن الكذب سنكون جميعاً موتى".

ويقوم المستشفى المحلي بتثقيف المرضى بشأن العلاج بينما يقدم العاملون في مجال الصحة المشورة بضرورة الالتزام بنظام العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية المحدد للمرضى. ولكن بول يُصر على عدم الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج وتقول جوني أنه على الرغم من أنها تعلم أن ما تفعله خطأ إلا أنها تخشى من عواقب إخبار موظفي الصحة بما يجري.

وتزيد الجرعات المفقودة من العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية من خطر حدوث مناعة ضد العلاج لدى المرضى. ولتجنب حدوث ذلك، ينبغي أن يكون مستوى الالتزام بتعاطي الدواء لا يقل عن 95 بالمائة طوال فترة العلاج.

وقالت ليليان لوسينو، منسقة وحدة الأمراض المنقولة جنسياً والإيدز في منطقة كيوريا، أن تلك الحالات منتشرة بسبب وصمة العار المرتبطة بفيروس نقص المناعة البشري وخاصة بين الرجال في المنطقة.

وقالت لوسينو لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز: "تُظهر سجلاتنا أن 90 بالمائة ممن حضروا للحصول على مضادات الفيروسات القهقرية هم من النساء، ولكن الدواء لا يساعدهن لأن أزواجهن يُصرون على تقاسم الدواء معهن".

وأضافت قائلة: "هذا يحدث هنا ونحن على دراية بذلك، ولكن الحل الوحيد هو القيام بمتابعة النساء اللائي يأخذن الأدوية، ولكن ذلك سيكون صعباً لأنه ليس لدينا العمالة التي تقوم بذلك".

ويُقدَّر عدد العاملين في التمريض في كينيا في القطاعين الخاص والعام بحوالي 25 ألف شخص، ولكن التقديرات تشير إلى وجود حاجة إلى ما يقرب من 10 آلاف ممرض وممرضة لخدمة سكان البلاد البالغ عددهم 38 مليون نسمة بكفاءة.

قالت روز أجينجو الممرضة في مركز ايزيبانيا الصحي في كيوريا أنه حتى لو توفرت الموارد البشرية فإن متابعة أزواج مثل بول وجوني لن يكون أمراً سهلاً كما يعتقد. فعندما تهددهم بالمتابعة سيقومان بالاختفاء سوياً وسيتوقفان عن الحضور للحصول على الأدوية".

وقالت لوسينو: "أعتقد أن الحل الوحيد هو محاربة وصمة العار بين الرجال. ونحن نتعاون مع المنظمات غير الحكومية هنا من أجل التركيز أكثر على إزالة وصمة العار".

وتحاول مجموعة نسائية محلية التواصل مع الرجال والنساء المصابين بفيروس نقص المناعة البشري من خلال رسائل تعليمية حول العلاج، ولكنها تقول إنها مهمة شاقة خصوصاً في ضوء تدني وضع المرأة في مجتمعهم.

ويشعر بول على سبيل المثال أن لديه الحق في الحصول على أدوية جوني لأنه يعتقد أنها مسؤولة عن إصابته بفيروس نقص المناعة البشري، حيث قال: "لقد نقلت لي العدوى ولطفلنا كذلك، ومن واجبها الذهاب لإحضار الدواء تماماً مثلما ذهبت وأحضرت لنا المرض".

وقالت إيستر أونسونجو المتحدثة الرسمية باسم المجموعة النسائية المحلية لشبكة الأنباء الإنسانية إيرين/بلاس نيوز: "عملنا أكثر صعوبة لأن شبكة المتطوعين لدينا مكونة من النساء فقط".

ويعد إقليم نيانزا واحداً من أفقر الأقاليم في كينيا، ولذلك تساهم الأمية ونقص الغذاء والفقر الشديد في عدم الالتزام بتعاطي مضادات الفيروسات القهقرية. كما أن الإقليم هو الأكثر تضرراً من فيروس نقص المناعة البشري حيث بلغت نسبة انتشار الفيروس فيه 15.3 بالمائة، أي أكثر من ضعف المتوسط القومي لانتشار الفيروس البالغ 7.4 بالمائة.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join