منذ أوائل التسعينيات، بدأ الآلاف من مسلمي الروهينجا بلبهروب من الظلم الذي يتعرضون له في ميانمار ويلجؤوا إلى بنجلاديش. كما أن الآلاف منهم ما زالوا يحاولون الهرب بالقوارب ليكون مصيرهم الضياع في أعالي البحار.
وصل محمد إسماعيل الذي ينحدر من أقلية الروهينجا في ميانمار إلى بنجلاديش يتيماً عام 1992 وهو يعيش الآن في مخيم كوتولونج للاجئين جنوب البلاد. وكوتولونج هو أحد المخيمين اللذين لا يزالان تحت إدارة الحكومة في البلاد ويسكن فيهما قرابة الـ 28,000 لاجئ. وتحدث محمد لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن الحياة في المخيم فقال:
"العيش هنا يشبه السجن.. ولكن في السجن هناك على الأقل فرص للقيام بشيء ما. لا يوجد هنا سوى الكسل ويوماً بعد يوم تصبح حياتنا فارغة أكثر فأكثر ولا يملأها سوى الظلام.
حلمي أن أدخل مدرسة ثانوية ولكن ذلك مستحيل هنا. بعد أن ننهي دراستنا الابتدائية في المخيم لا نجد فرص للاستمرار في الدراسة ولذلك فإن أي شيء نتعلمه بعد ذلك هو جهد شخصي.
أريد أن أغير مستقبلي، أريد أن التحق بمدرسة ثانوية ولكنني لا أستطيع ذلك. عندها فقط سأتمكن من رؤية النور في مستقبلي.
الحياة بالنسبة لنا نحن الروهينجا ليست أكثر من لعبة كرة قدم – ونحن الكرات. الحكومة البنغالية لا تريدنا هنا وتقذف بنا ثانية إلى ميانمار التي بدورها تردنا إلى هنا. لا أحد يريدنا، ولكننا بشر في النهاية، ألسنا كذلك؟
الحياة في بنجلاديش صعبة. لا أريد العيش هنا. السكان المحليون لا يحبوننا ويضربوننا في بعض الأحيان. يقولون أننا نسرق وظائفهم. ولكن ما عسانا أن نفعل؟ فالحكومة في ميانمار لا تريدنا كذلك.
آمل أن أتمكن من الذهاب إلى بلد آخر. أتمنى أن أحصل على فرصة – أية فرصة ممكنة".
"