وصل إياد أبو حرب البالغ من العمر 26 عاماً، رئيس طهاة سابق من دمشق، إلى البرازيل منذ ما يقرب من عامين والآن يدير مطعم كباب خاص به في ساو باولو.
وفي هذا الصدد، قال أبو حرب لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لو أنني مكثت [في سوريا]، كنت سأضطر لدخول الحرب أو الموت. أريد حياة آمنة فقط".
اختار أبو حرب البرازيل نظراً لسياسة الباب المفتوح التي تتبعها البلاد تجاه اللاجئين السوريين. ومنذ عام 2013، أصدرت القنصليات البرازيلية في الدول المجاورة زهاء 8,000 تأشيرة إنسانية للسوريين ومنحت أكثر من 2,000 سوري حق اللجوء. وقد ذهب معظم هؤلاء إلى ساو باولو، أضخم مدينة في البرازيل، التي لها تاريخ طويل في استضافة المهاجرين من لبنان، وإلى درجة أقل من سوريا، للاستقرار هناك حيث توجد الكثير من المطاعم والمحلات التجارية العربية.
سافر أبو حرب إلى ساو باولو بتأشيرة إنسانية وبعد 10 أيام حصل على الوثائق اللازمة التي تمكنه من بدء العمل والحصول على الخدمات العامة. ونجح في إيجاد عمل بسرعة في مطبخ مطعم عربي في حي "براس" – الذي يعتبر نقطة الانطلاق للاجئين السوريين القادمين إلى المدينة – بعدما سأل بعض الناس في المسجد المحلي.
وعقب ادخار بعض المال، اشترى ماكينة لإعداد الكباب واستأجر مساحة لبيع الكباب في حانة محلية. وعندما تعرضت الحانة لظروف للإغلاق، استأجر أبو حرب المكان بأسره، وغير نشاطه إلى مطعم اسمه: "أوغاريت". وبعد مرور سبعة أشهر، وعقب حصوله الآن على صفة اللاجئ بشكل رسمي وكامل، يجهز لافتتاح مطعم ثان له في غضون أسابيع.
"في البرازيل، كل ما عليك القيام به هو العمل. إذا عملت، يمكنك النجاح".
ولكن قصة نجاح أبو حرب تخفي الحقيقة الصعبة التي تواجه الكثير من السوريين الآخرين وهم يحاولون بدء حياة جديدة في البرازيل، وهي دولة نامية متوسطة الدخل ليس لديها اتساق في السياسات لإدماج اللاجئين.
وفي هذا السياق، قال موريسيو سانتورو، العالم السياسي وأستاذ العلاقات الخارجية في جامعة ريو دي جانيرو الحكومية: "لدينا سياسة منفتحة للغاية. ولكن بمجرد أن يصل الشخص إلى هنا، عليه الاعتماد على نفسه...نحن لا نملك نظاماً لمساعدتهم كما هو الحال في الولايات المتحدة أو ألمانيا. ومعظم المساعدات التي تقدم إلى اللاجئين تأتي من خلال المؤسسات الخيرية الخاصة أو المنظمات الدينية".
وربما تكون البرازيل على وشك قبول موجة جديدة من اللاجئين السوريين. وفي شهر مارس، وردت تقارير في الصحافة البرازيلية بأنه يجري عقد محادثات مع ألمانيا والاتحاد الأوروبي للتفاوض على اتفاق يقضي بأن تستقبل البرازيل عدداً غير معروف من اللاجئين إليها أو ممن في طريقهم إلى أوروبا. وبموجب هذا الاتفاق ستقوم الحكومات الأوروبية بتمويل تكلفة اندماجهم في الحياة في البرازيل.
بالعودة إلى أبو حرب، الأولوية التالية هي جلب والديه وإخوته وأخواته الذين لا يزالون في سوريا.
وتعليقاً على ذلك، قال: "إن شاء الله".
يمكنك العودة إلى صفحة المقدمة أو مطالعة التقرير التالي: