1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Kenya

كينيا-الصومال: تزايد أعداد اللاجئين يستنفذ مرافق المخيمات وخدماتها

Maka Abullahi Keinan with her child. Allan Gichigi/IRIN

مكا عبد الله كينان، 18 عاماً هي واحدة من بين مئات اللاجئين الذين وصلوا حديثاً من الصومال إلى مخيم داغاهالي، أحد مخيمات اللاجئين الثلاثة الموجودة في بلدة داداب شمال شرق كينيا.

وعن سبب هروبها من بلادها قالت كينان لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): كان القتال في السابق بين المليشيات فقط ولكنهم بدؤوا يدخلون البلدات وينهبون ويحرقون ويغتصبون النساء، الأمر الذي دفعنا إلى الهرب".

وأضافت قائلة: "لدي ثلاثة أطفال ولكنني لا أعلم أي شيء عن ابنتي وزوجي. لقد تمكنت من الهرب مع طفليَّ بعد أن قضى جميع أقاربي في القتال".

وقد سجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة إلى الآن حوالي 38,000 قادم جديد إلى بلدة داداب خلال عام 2008، معظمهم من الصومال، حيث يخلق العنف المتصاعد والجفاف الشديد والارتفاع الحاد في أسعار  الغذاء والتضخم حالة إنسانية شديدة الخطورة.

وفي يناير/كانون الثاني 2008، وصل 5,739 صومالياً إلى داداب مقارنة بـ 343 صومالياً فقط خلال الشهر نفسه من السنة الماضية.

وقالت كينان: "استغرقت الرحلة 40 يوماً للوصول من مقديشو إلى هنا، وكان معظمها سيراً على الأقدام".

وكمعظم القادمين الجدد إلى داداب تبقى الأولوية بالنسبة لكينان هي الحصول على الطعام الكافي والمأوى المناسب، حيث قالت: "إذا لم تكن قد تمكنت بعد من تسجيل اسمك، فهذا يعني أنك ستستجدي الطعام في نهاية المطاف".

وتقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن توفير المأوى للقادمين الجدد يعتبر تحدياً متزايداً، حيث جاء في المذكرات الإعلامية التي وزعتها على الصحفيين الزائرين: "لقد أصبح من الصعب التقيد بمعايير المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيما يتعلق بإيواء اللاجئين بسبب الأعداد المتزايدة من القادمين الجدد خلال عامي 2007 و2008.

كما لا تتوفر المصادر الكافية أو الأراضي لتوزيعها بشكل مناسب على الأسر اللاجئة بحيث يضمن كل شخص الحصول على المأوى المناسب، بحسب المنظمة، التي أوضحت أيضاً أن أقل من 25 بالمائة من الأسر في المخيمات لديها مراحيض خاصة بها.

وقالت، مارغريت باكو، مسؤولة مراقبة وتقييم في الوكالة الألمانية للتعاون الفني GTZ في داداب أن "الحد الأدنى من المرافق الصحية هو ما يتوفر الآن للقادمين الجدد".

وقالت مفوضية اللاجئين أن "المخيمات الثلاثة تسير بسرعة نحو الحد الأقصى لقدراتها الاستيعابية من حيث المساحة المتوفرة للقادمين الجدد".

وكان أكثر من 210,500 لاجئ يعيشون في مخيمات داداب الثلاثة حتى أغسطس/آب 2008، وهي زيادة بنسبة 20 بالمائة مقارنة ببداية السنة. ومع قلة المؤشرات التي تنبئ بانخفاض شدة الأزمة في الصومال، تتوقع مفوضية اللاجئين تدفق المزيد من الصوماليين خلال الأسابيع القادمة.

وأضافت باكو قائلة: "لأنهم [أي اللاجئون] يدخلون عبر الحدود المخترقة، يفضل العديد منهم الاختباء ولذلك نقوم بالاتصال بالعمال الصحيين في مجتمعهم لتشجيعهم على الحضور لإجراء الفحوصات الطبية".

ففي عام 2007 ظهرت إصابة مؤكدة بمرض شلل الأطفال بين مجتمع اللاجئين في داداب. كما تم الكشف عن بعض الإصابات بالسعال الديكي بداية هذا العام بعد أن تم اجتثاث هذين المرضين منذ مدة طويلة من كينيا.

وقالت باكو أن المشاكل الصحية الرئيسية التي يعاني منها القادمون الجدد تتضمن سوء التغذية وانتشار الطفيليات والأمراض الجلدية. كما أن البعض يعاني من كسور أو إصابات بعيارات نارية بالإضافة لانتشار الأمراض التنفسية الحادة ومضاعفات الولادة بين النساء وأمراض الإسهال.

وقالت ديكو عبد الرحمن محمد، مديرة مخيم داغاهالي: "بما أنهم [القادمون الجدد] يفتقدون للطعام والمأوى، يلجأ بعضهم إلى السرقة أثناء الليل.. نحن نقوم بتوزيع حصص الطعام على القادمين الجدد عندما نحصل عليها، ولكن عددهم الكبير لا يمكننا من مساعدة الجميع".

وأضافت قائلة: "على اللاجئين الانتظار في طوابير طويلة للحصول على العلاج عدا عن نقص المياه في المخيم...ولذلك نطالب ببناء مخيم جديد لاستيعاب القادمين الجدد".

وأوضحت أن ارتفاع عدد السكان في البلاد أدى إلى زيادة أسعار السلع حيث "وصل سعر كيلوغرام اللحم إلى حوالي 160 شيلينغ [2.40 دولار] بعد أن كان يباع بسعر 60 شيلينغ [دولار واحد] عام 2007".

ويعاني حوالي 3.2 مليون شخص في الصومال من المناطق الحضرية والريفية من فقر مدقع وهم بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

وعن ذلك قال عبد العزيز الركبان، المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بعد زيارته لأحد مخيمات النازحين في وجيد، جنوب وسط الصومال، حيث يتم استخدام بعض المستشفيات كمآوي للنازحين: "الوضع كارثي والأطفال على وجه الخصوص بحاجة إلى المساعدة".

وأضاف الركبان أن الصوماليين "مروا بأربع سنوات من الحرب والجفاف وهم يواجهون الآن آثار أزمة الغذاء".

وقال أن "الناس بحاجة فعلاً إلى المساعدة" وأن أسعار المواد الغذائية قد ارتفعت 300 بالمائة تقريباً مما يضعف قدرتهم على الحصول عليها".

وفي تعليقه على حالة انعدام الأمن السائدة في البلاد وأثر ذلك على توصيل المساعدات الإنسانية قال الركبان: "أعرف أن هذا الأمر صعب ولكن الأمم المتحدة ستستمر في العمل لتوصيل المساعدات الإنسانية على الرغم من التحديات الأمنية".

وتمنى الركبان أن "تقوم الدول الإسلامية بمساعدة الصومال وخاصة مع حلول شهر رمضان المبارك".

بدوره، قال مارك بودين في مقابلة مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 27 أغسطس/آب أن "الصومال يمر حقاً بمرحلة يزداد فيها الوضع الإنساني خطورة، الأمر الذي يدعو إلى قلق شديد".

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join