حذرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر من معاناة الرعاة في الضفة الغربية من نقص حاد في المياه" يدفعهم إلى "حافة الطوارئ". وأفادت أنها تدخلت لتقديم المساعدة العاجلة على المدى القصير بالرغم من ضرورة إيجاد حل أكثر استمرارية للمشكل.
وأوضحت اللجنة أن هذا المشكل جاء نتيجة عدة عوامل منها ما هو طبيعي وما هو من صنع الإنسان. وتتمثل هذه العوامل في تعاقب سنوات الجفاف بالإضافة إلى موجة الصقيع التي شهدتها المنطقة في فصل الشتاء الماضي والقيود التي تفرضها إسرائيل على الحركة والتي تعيق إمكانية وصول الفلسطينيين إلى مصادر المياه، حسب اللجنة.
وفي هذا السياق، أفادت كترينا ريتز، رئيسة بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في القدس، في بيان صادر عن اللجنة في 10 يوليو/تموز أنه "لم يعد بإمكان الرعاة الاستفادة إلا من عدد متناقص من الأراضي الصالحة للرعي. كما أن الأراضي التي يتمكنون من الوصول إليها لا تكفي لتغطية حاجيات قطعانهم بسبب الجفاف وكثرة الاستعمال".
كما أضافت اللجنة أن المستوطنات الإسرائيلية والطرقات الملتوية والمحميات الطبيعية وتوسع المناطق العسكرية تتسبب مشتركة أو متفرقة في عرقلة قدرة الرعاة الفلسطينيين على التنقل بقطعانهم من مكان لمكان بحثا عن المياه وعن الأراضي الصالحة للرعي. فالمناطق العسكرية الآخذة في التوسع تضر بالقرى المعوزة المجاورة لها مثل قرية الحديدية في غور الأردن التي تعرض سكانها للنزوح عدة مرات ويعانون حاليا من صعوبة الحصول على المياه لمساكنهم المؤقتة.
المنظور الإسرائيلي
أفادت إسرائيل أن القيود التي تفرضها على تنقل الفلسطينيين ضرورية للحد من التهديدات الأمنية التي تواجهها. وأصر مسؤول رفيع المستوى بوزارة الدفاع الإسرائيلية على أن المشاكل التي يواجهها الرعاة الفلسطينيون ناتجة بشكل أكبر عن الجفاف وعن النمو السكاني. حيث أشار إلى أن "البئر التي كانت في ما مضى تكفي حاجة الأسرة لم تعد تكفيها الآن بعد أن كبرت وزاد عدد أفرادها".
كما أفاد المسؤولون الإسرائيليون أنهم يعملون على وضع خطط تنمية لبعض القرى والمدن الفلسطينية قد تساهم في حل بعض مشاكل المياه التي تعاني منها هذه القرى. أما بالنسبة للفلسطينيين الآخرين أمثال سكان الحديدية الذين يعتبرهم القانون الإسرائيلي "غزاة غير قانونيين" للأرض ويواجهون أوامر الإخلاء والهدم في أية لحظة، فإنهم مضطرون للتعامل مع مشاكل المياه لحالهم.
كما اشتكى المزارعون أيضا من أن إسرائيل تحد من قدرتهم على حفر الآبار والوصول إلى مصادر المياه المتوفرة مفضلة مستوطنيها عليهم.
وتتسبب كل هذه العوامل المذكورة بالإضافة إلى ارتفاع أسعار العلف في اضطرار الرعاة الفلسطينيين لبيع قطعانهم. حيث أخبر بعضهم شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه إذا لم تشهد الأوضاع أي تحسن فسينتهي بهم المطاف إلى بيع قطعانهم وفقدان سبل العيش التي أعالتهم وأعالت أسرهم لأجيال وأجيال.
اللجنة الدولية للصليب الأحمر توزع المياه
قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتوزيع المياه على الرعاة المتضررين الذين وصل عددهم إلى 50,000 شخص. وقد تمت عملية التوزيع الأولى في مرتفعات الخليل المتضررة بالجفاف، موفرة المساعدة لحوالي 1,000 شخص 50,000 رأس من الماشية.
وحسب المسؤولين باللجنة الدولية للصليب الأحمر فإن هذه المساعدات المائية لا توفر إلا حلا قصير المدى للمحتاجين ولا بد من إيجاد حل سياسي طويل الأمد لهذه المشكلة. حيث قالت ريتز أن "اللجنة الدولية للصليب الأحمر تحاول إيجاد حل أكثر استمرارية من مجرد نقل المياه بالحاويات إلى المناطق المتضررة... ولكن في الوقت الراهن خياراتنا محدودة – فليس هناك بديل عن تزويد المحتاجين بالمياه المنقولة بالحاويات في المدى القصير".
وكانت منظمة حقوقية إسرائيلية قد حذرت في أوائل شهر يوليو/تموز من معاناة الفلسطينيين في جميع أنحاء الضفة الغربية من نقص المياه هذا الصيف.
"
