1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: دراسة جديدة تلقي الضوء على معاناة أطفال الشوارع

Cleaning car windscreens is a common job for street children. Mohammed al-Jabri/IRIN

منذ قرابة عام وأحمد (هذا ليس اسمه الحقيقي) ينام بالقرب من مدرسة ثانوية وسط مدينة صنعاء. وهو يقول أنه قدم من محافظة عمران بالشمال قصد العمل في العاصمة وإرسال بعض المساعدة لأسرته.

ويكسب أحمد، البالغ من العمر 14 عاما، قوت يومه عن طريق بيع السجائر في شوارع المدينة. ويحكي قصته قائلا: ذهب أبي إلى السعودية منذ ثلاثة أعوام لمحاولة العثور على فرصة عمل، ولكنه عاد خالي الوفاض. لدي ثلاثة إخوان وأخت واحدة وقد طلبت مني أمي العثور على أي عمل في صنعاء للمساعدة في إعالتهم".

ويجني أحمد ما بين 400 و800 ريال يمني (أي ما يتراوح بين دولارين وأربعة دولارات) في اليوم الواحد وقد رفض أن يخصص جزءا من دخله لتأجير غرفة ينام فيها حتى لا يتسبب ذلك في تقليص المبلغ الذي يخصصه لمساعدة أسرته.

وأحمد ليس إلا واحدا من حوالي 30,000 طفل من أطفال الشوارع باليمن، 60 بالمائة منهم يعملون وينامون في الشوارع وعادة ما يكونون بعيدين عن أسرهم، وفقا لدراسة جديدة. في حين أن الأربعين بالمائة المتبقية يعملون في الشوارع ويأوون ليلا إلى نوع من أنواع المساكن المؤقتة.

وقد تم إعداد هذه الدراسة، التي تم إطلاقها في 6 يوليو/تموز في صنعاء ولم يتم نشرها بعد، من طرف المجلس الأعلى للأمومة والطفولة التابع للحكومة، وبتمويل من المجلس العربي للطفولة والتنمية (وهو عبارة عن منظمة غير حكومية عربية).

الدراسة الحكومية الأولى

وتعتبر هذه الدراسة الأولى من نوعها التي تقوم بها الحكومة حول أطفال الشوارع ويتوقع أن تفيد نتائجها في وضع قاعدة بيانات للاستعمال ضمن البرامج المستقبلية الهادفة إلى معالجة هذه المشكلة، وفقا للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة.

وقد أجريت هذه الدراسة، التي تعمل على تحليل العوامل المؤدية إلى ظهور واستمرار ظاهرة أطفال الشوارع، في ثمان من محافظات اليمن البالغ عددها 21 محافظة، وهي صنعاء وعدن وتعز والحديدة وحضرموت وإب وحجة وذمار. وقد اختار الباحثون عينة بحث قوامها 4,760 طفل من أطفال الشوارع (منهم 718 فتاة و4,042 فتى) تتراوح أعمارهم بين 6 و17 عاما.

واستنتجت الدراسة أن الأسباب التي تؤدي إلى ظاهرة لجوء الأطفال إلى الشوارع تتمثل في الهجرة من القرية إلى المدينة وانتشار الفقر والبطالة وكثرة الإنجاب وانعدام الخدمات الاجتماعية وتخلي الدولة عن دعم الفقراء.

وأشار فؤاد الصلاحي، رئيس فريق البحث الذي قام بإعداد وتنفيذ هذه الدراسة، أن البحث جار أيضا لمعرفة كيفية تكون الشبكات التي تهدف إلى استغلال أطفال الشوارع. حيث أخبر شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه "يمكن استغلال أطفال الشوارع في بيع المخدرات ويمكن استغلال الإناث في تجارة الجنس، كما يمكن تهريبهم وبيعهم...فهؤلاء الأطفال يرغبون في العيش ولذلك يضطرون للضلوع في مثل هذه الأنشطة غير القانونية".

وأشار إلى أنه بالرغم من كون عدد أطفال الشوارع يشهد ارتفاعا مضطردا، إلا أن عدد مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بقضاياهم لا يتعدى 3 إلى 5 مؤسسات من بين 6,000 مؤسسة عاملة في الساحة اليمنية.

وأضاف الصلاحي أن المشتركين في عينة الدراسة إما لم يرتادوا المدرسة قط أو تمكنوا فقط من إنهاء المرحلة الأساسية من تعليمهم. كما أكد على أن العنف داخل المدارس يشكل بدوره عاملا من عوامل لجوء الأطفال للشوارع.

العنف والمرض


الصورة: محمد الجبري/إيرين
تشكل الشوارع مكان عمل وإقامة بالنسبة لحوالي 60 بالمائة من أطفال الشوارع باليمن، وهم عادة ما يكونون بعيدين عن أسرهم، وفقا لدراسة جديدة
ووفقا للدراسة، فإن 82.8 بالمائة من المشاركين أفادوا أنهم يخصصون ما يجنونه من عملهم في الشوارع لمساعدة أسرهم. وأشارت الدراسة إلى أن هؤلاء الأطفال يعملون كبائعين متجولين في الشوارع، حيث يقومون ببيع المواد الغذائية وغير الغذائية، أو كحمالين أو كمنظفي سيارات. كما أن البعض منهم يمتهن التسول.

وعلق الصلاحي أن الأطفال، الذين اضطر العديد منهم لمغادرة محافظاته الأصلية للوصول إلى المدن الكبرى، يعتبرون الشارع منقذا لهم ويشعرون بالإحباط وخيبة الأمل تجاه نظرة الاحتقار التي عادة ما يوليها المجتمع لأنشطتهم.

وأوضح أن "98 بالمائة من أطفال الشوارع في محافظة حضرموت [مثلا]، قدموا أصلا من محافظات أخرى، أما في عدن فإن نسبة أطفال الشوارع القادمين من محافظات أخرى تشكل 70 بالمائة من مجموع أطفال الشوارع في المحافظة".

ووفقا للدراسة، فإن 62.2 بالمائة من عينة البحث قدموا من مناطق حضرية، وأن حوالي 25 بالمائة أفادوا بتعرضهم لأشكال مختلفة من العنف بما فيها الاستغلال الجنسي والسرقة والضرب والمضايقات من طرف عمال البلدية.

كما لاحظت الدراسة أن هناك عددا من الأمراض المنتشرة بين أطفال الشوارع مثل الإسهال والملاريا ووجع الظهر والدوار المستمر والتهابات الصدر المزمنة والتهابات العين والتهاب الكبد والتهاب اللوزتين. كما أن بعضهم يعاني من الهزال وفقر الدم.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join