خودا بخش، البالغ من العمر 62 عاماً، هو فلاح فقير في إقليم دايكوندي وسط أفغانستان. وقد تضرر بخش بشكل كبير من الكوارث الطبيعية المتكررة التي مرت على البلاد، فقد تسببت الثلوج الكثيفة التي شهدها شتاء 2007 في تدمير أشجار اللوز والتين التي يملكها، وتسببت فيضانات ربيع 2008 في تدمير حقوله. كما أن آماله في حصاد جيد هذا الصيف قد تبخرت بسبب الجفاف. ويشكو خودا حاله لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) فيقول:
في العام الماضي دمرت الثلوج أشجار اللوز والتين وأضرت بأشجار العنب التي أملكها. تكسرت الأشجار من ثقل أكوام الثلج [على أغصانها]. فعلنا ما بوسعنا لإعادة إحياء بعضها في الربيع ولكن الفيضانات دمرت كل شيء، بما في ذلك حقول القمح التي نملكها. وقد كان الضرر الذي تسببت فيه الفيضانات أكبر بكثير من ضرر الثلوج، مما أدى إلى فقدان الكثير.
لقد بذلت أنا وأولادي جهوداً كبيرة وعملنا ليل نهار لزراعة حقولنا مرة ثانية ولاستعادة سبل عيشنا بعد الفيضانات ولكن الجفاف أودى بكل شيء الآن. نضبت كل الآبار وتجمعات المياه ولم يتبق لنا إلا القليل من المياه التي لا تكفي حتى للشرب فكيف بالأحرى للزراعة؟
ذهب أولادي إلى إيران للعمل ومساعدتنا على العيش. لم تصلني أية أخبار عنهم ولست أعلم إذا تمكنوا من العثور على عمل أم لا. وأنا الآن مسؤول عن إطعام كل نساء الأسرة في دايكوندي.
لا نستطيع أن نتناول ثلاث وجبات في اليوم لأننا لا نملك ما يكفي من الطعام. عادة ما نأكل في الصباح أو في وسط النهار ثم ننتظر حتى اليوم التالي لنأكل مرة أخرى. نتناول أي شيء متوفر وقد لا يتعدى ذلك أحياناً قطعة من الخبز والماء.
هذه هي حياتنا وهذا ما رزقنا به الله. نحن جياع وفقراء بسبب الفيضانات والجفاف. هذا ابتلاء من الله ولا نستطيع إيقافه.
كما أن ابنتي مريضة وعلي أن أصطحبها دائماً إلى المستشفى. العلاج الذي يوصف لها باهظ الثمن ولذلك أضطر للاقتراض من أحد التجار لتغطية تكاليفه. أصبحت مديناً له حتى الآن بمبلغ 250,000 أفغاني [حوالي 5,000 دولار]".
"