1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Bangladesh

بنجلاديش: 21,000 امرأة تموت سنوياً خلال الحمل والولادة

A mother tends to her baby at a hospital in Bangladesh's northern Siraganj District. Maternal mortality rates in the impoverished nation remain poor and the worst in South Asia. Shamsuddin Ahmed/IRIN

تعي نسيمة بيغام مخاطر الولادة في بنجلاديش، فهي وإن لم تتعد سن الثامنة عشرة بعد قد سبق وفقدت طفلين من قبل. وعن قصة وفاة الطفلين تحدث زوجها، سليم رضا البالغ من العمر 25 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: توفي الطفل الأول لأننا لم نكن نعلم أن الأم تحتاج لفحوصات طبية خلال الحمل، أما الثاني فتوفي لأننا أخذنا نسيمة إلى مستشفى خاص كان يفتقر إلى الكوادر المدربة في مجال التوليد. تصرفنا بحذر في المرة الأخيرة، فكنت أصطحبها لزيارة قابلة كل ثلاثة أشهر خلال فترة حملها وقد أنجبت بسلام".

ووفقاً للتقرير الصادر عن منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) تحت عنوان "وضع الأطفال في العالم 2008"، تعاني بنجلاديش من أسوأ نسبة وفيات بين الأمهات في منطقة جنوب آسيا حيث تصل إلى 570 وفاة لكل 100,000 ولادة حية.

وعلى سبيل المقارنة، فإن النسب في باكستان والهند المجاورتين لا تتعدى 450 و320 على التوالي، حسب التقرير.

كما يشير تقرير النمو السكاني والصحة في بنجلاديش لعام 2007، أن حوالي 21,000 امرأة تموت سنوياً لأسباب مرتبطة بالحمل والولادة، إذ لا تشارك القابلات المدربات سوى في 13 بالمائة من حالات الولادة في البلاد، وفقاً لخبراء الصحة الحكوميون.

وتزداد المشكلة تفاقماً في المناطق القروية بشكل خاص حيث يعيش أكثر من 75 بالمائة من مجموع سكان البلاد البالغ عددهم 150 مليون نسمة.

وفي هذا الإطار، أفادت صابرة خاتون من قسم أمراض النساء والتوليد بجامعة بانغابندو الشيخ مجيب الطبية بدكا أن "80 بالمائة من وفيات الأمهات تحدث في القرى، حيث لا تتوفر التسهيلات والمرافق الطبية بشكل كاف".

أهم الأسباب

وأوضحت فردوسي بيغام من مستشفى دكا الجامعي أن معظم النساء يفارقن الحياة بسبب تعرضهن للنزيف أو فقر الدم أو اضطرابات في ضغط الدم أو صعوبة المخاض أو الإجهاض.

أما منظمة كير بنجلاديش، التي عملت على تنظيم المبادرات الاجتماعية للترويج لصحة الأم والجنين على مدى 25 عاماً إلى الآن، فتقول أن أسباب وفيات الأمهات تشمل أيضاً، بالإضافة إلى ما سبق، التأخر في اللجوء إلى المساعدة الطبية ومشاكل المواصلات.

وقد أفاد تقرير النمو السكاني والصحة ببنجلاديش لعام 2007 أن ما يزيد عن نصف النساء الحوامل بالبلاد يحصلن على خدمات الرعاية الصحية خلال الولادة في حين لا يحصل إلا القليل منهن على خدمات الرعاية الصحية لما بعد الولادة.

وأفادت ليلى أنجوماد بانو، أمينة الصحة والبيئة بمنظمة بنجلاديش ماهيلا باريشاد Bangladesh Mahila Parishad، وهي منظمة معروفة تعنى بحقوق المرأة، أن "56 بالمائة من النساء يذهبن إلى المستشفيات والعيادات من أجل الحصول على الرعاية الطبية لما قبل الولادة، ولكن نسبة اللواتي يحصلن على الرعاية الطبية لما بعد الولادة لا تتعدى 18 بالمائة".

الحاجة إلى المزيد من الموارد

ويلقي أبو البركات من الجمعية الاقتصادية البنغالية باللوم في ارتفاع نسبة وفيات الأمهات على ضعف الميزانية التي تخصصها الحكومة لقطاع الصحة، إذ لا يحظى هذا القطاع سوى بـ 5.9 بالمائة من مجموع الميزانية القومية للبلاد ولا يستفيد مجال خدمات التوليد الآمن إلا من جزء يسير جداً من هذه النسبة.

وأضاف بركات أن "خدمات التوليد الآمن لا تحصل سوى على 9.5 بالمائة من ميزانية الصحة. ولذلك يجب مضاعفة الميزانية مرتين أو ثلاث بالنسبة لخدمات التوليد". وأشار أيضاً إلى ضرورة زيادة عدد العاملين الصحيين في هذا المجال، خصوصاً الأطباء والممرضين.

وأوضح أن إنفاق البلاد في المجال الصحي لا يتعدى 4.62 دولار للشخص الواحد في حين لا يتم تخصيص سوى واحد بالمائة من إجمالي الناتج المحلي للصحة. وأضاف أن التغطية الصحية محدودة جداً، فمنذ عام 1998، تم إدراج مشروع الرعاية الصحية للأمهات في 80 مقاطعة فقط من مقاطعات البلاد البالغ عددها 482 مقاطعة.

نقص القابلات

ووفقاً لمجلس التمريض البنغالي، تحتاج البلاد إلى 10,000 قابلة إضافية للانضمام إلى القابلات العاملات حالياً واللواتي يبلغ عددهن 22,000 قابلة، حتى تتمكن من خفض نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد.

كما أفاد المجلس في تقرير صدر عنه مؤخراً، أنه يجب إخضاع القابلات لفترة تدريب لا تقل عن ستة أشهر لتمكينهن من العمل بدوام كامل.

وفي الوقت الحالي، لا تخضع الممرضات لتدريب التوليد سوى خلال العام الأخير من دراسة التمريض التي تستمر لأربعة أعوام. كما أشارت بيغام شمس النهار، أمينة التسجيل بالمجلس إلى أن "الممرضات لا يستطعن تقديم كل خدماتهن لرعاية الأمهات والمواليد لانشغالهن بمسؤوليات رسمية وعيادية عديدة لا تتعلق بالحمل والإنجاب". وأضافت: "يمكن للقابلات أن يلعبن دوراً مهماً في خفض نسبة الوفيات بين الأمهات والمواليد عن طريق ضمان حصول الأم على الخدمات المناسبة خلال الحمل والولادة".

وحتى تتمكن البلاد من تحقيق هدف الألفية المرتبط بصحة الأم، تحتاج بنجلاديش لزيادة عدد مساعدي التوليد المدربين بنسبة 50 بالمائة وخفض نسبة وفيات الأمهات إلى 240 بحدود عام 2015.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join