اضطرت مئات الأسر الصومالية في منطقة جوبا السفلى بالجنوب للنزوح بعد أيام من المواجهات العشائرية التي أودت بحياة 10 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين، حسب تصريح السكان المحليين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).
وكانت المواجهات قد اندلعت يومي 14 و15 مايو/أيار بين قبائل البانتو وقبيلة البيمال، في محيط جمامه عاصمة الإقليم، التي تقع على بعد 440 كلم إلى الجنوب من مقديشو.
ولا تتقاسم أقلية البانتو، ومعظمها من الفلاحين الذين يعيشون في المناطق المجاورة للأنهر، نفس الجذور الكوشيتكية للصوماليين.
وأفاد حسن يوسف، أحد سكان كامسوما التي تبعد حوالي 20 كلم عن جمامه، أن القتال اشتد بشكل خاص في قريتي بلد أمين التي تبعد حوالي 15 كلم جنوب جمامه وسباتوني التي تبعد حوالي 16 كلم إلى الجنوب الشرقي من جمامه.
وأضاف أن المواجهات اندلعت بسبب عملية انتقام لمقتل شاب من البانتو على يد أحد أفراد قبيلة البيمال بعد نقاش حول حرق الفحم، وهي تجارة مربحة في المنطقة.
كما قال أن قرية بلد أمين سوّت بالأرض في حين تعرضت سباتوني لدمار جزئي. وأضاف أن أسر البانتو البالغ عددها 600 أسرة أصبحت نازحة الآن".
وأوضح أن البانتو قاموا بدورهم بالإغارة على قرى البيمال ونهبوا بعض مواشيهم.
من جهته، أخبر أوغاس محيي الدين إبراهيم سابتو من قبيلة البانتو أن معظم النازحين من جهته يخيمون الآن على الجهة الشرقية من نهر جوبا.
كما شن مقاتلو البانتو هجمات انتقامية على قريتين من قرى البيمال وتسببوا في نزوح 400 أسرة، وفقاً للحاج محمد علي هامون، أحد وجهاء العشيرة الذي قال: "لقد تعرضت قريتي بولو موسى وبولون جيلي لغارات على يد مقاتلين قاموا بنهب العديد من رؤوس الماشية".
اللجوء إلى السلاح
وأفاد سابتو أن البانتو، الذين لا يحملون السلاح بالعادة، اضطروا لتسليح أنفسهم، حيث قال: "عشنا في معاناة لسبعة عشر عاماً شهدنا خلالها المجموعات المسلحة وهي تشن غاراتها على قرانا وتنهب ما شاءت. لقد اضطررنا للتسلح حتى نحمي حياتنا وأرضنا".
كما أخبر أحد الصحفيين المحليين شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن البانتو يقومون بشراء الأسلحة من أجل أهداف دفاعية، "فقد عانوا في الماضي على يد جيرانهم الرحل، ولكنهم قرروا الآن أن يضعوا حداً لذلك".
وأفاد يوسف أن هناك اتفاق حول وقف إطلاق نار مؤقت مع توقعات بعقد اجتماع يضم الطرفين في كامسوما.
من جهته، أخبر محمد عثمان، وهو أحد موظفي الإغاثة المحليين، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الطرفين عبرا عن رغبتهما في إجراء محادثات، و"أنهما متعطشان على ما يبدو لإنهاء النزاع". وأوضح أن المواجهات تسببت في نزوح ما بين 1,000 و1,500 أسرة - أي حوالي 9,000 شخص.
وأفاد هامون، أحد وجهاء عشيرة البيمال، أن الطرفين التقيا ثلاث مرات في الأسبوع الماضي ولكنهما فشلا في حل خلافاتهما. وأضاف: "آمل أن يتمكن اجتماع يوم 20 مايو/أيار من الوصول إلى حل مقبول للطرفين قبل أن تستفحل الأمور".
وأضاف سابتو أن عشائر البانتو طالما رغبت في العيش بسلام مع جيرانها وأنها ترحب بأي "وساطة لإنهاء النزاع مع البيمال".
"