يحصل جميع المصريين تقريباً - 98 بالمائة من السكان - على المياه من خلال الشبكات ولكن القليل منهم فقط يملكون مرافق للصرف الصحي.
وفي هذا الإطار، أفادت رانيا العيسَوي، مسؤولة المياه والبيئة والصرف الصحي بمكتب منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) بالقاهرة، أن 58 بالمائة فقط من سكان المناطق الريفية، سواء الصحراوية أو الزراعية، يحصلون على أحد أنواع مرافق الصرف الصحي بينما تبقى معظم أساليب الصرف الصحي في الأرياف بدائية ولا تتوفر على نظام تصريف ملائم.
وتتكون المراحيض بشكل عام من حفرة أو حفرتين، وعادة ما تكون مزودة بتقنية تصفية بسيطة. وقد يتم أو لا يتم إفراغها بشكل منتظم وقد لا تكون بالضرورة داخل البيوت. أما المراحيض الأرضية فقد تتوفر في الأماكن العمومية مثل المساجد المحلية وقد يتم إعادة استعمال المخلفات أو تفريغها بشاحنات.
وقد وضع تقرير صدر حديثاً عن منظمة ووتر إيد Water Aid مصر في المرتبة السادسة عشرة في لائحة أسوأ الأماكن في العالم من حيث الصرف الصحي.
الأهداف التنموية للألفية
وأفادت العيسَوي أن توفير المياه الآمنة وشبكات الصرف الصحي، هو أحد أهداف التنمية التي وضعتها الأمم المتحدة لهذه الألفية، ويتضمن أن تقوم مصر بتوفير الصرف الصحي لحوالي 77 بالمائة من سكانها البالغ عددهم 80 مليون نسمة بحلول عام 2015. وأضافت أن هذه النسبة تصل حالياً إلى 70 بالمائة مما يعني أن مصر تسير في الطريق الصحيح.
غير أن الأرقام وحدها لا تروي القصة كاملة، فنوع الصرف الصحي وقدرته على الحيلولة دون تلوث المياه الجوفية وتأثيره على صحة الناس وتوجهاتهم وتعليمهم وتغيير سلوكهم كلها عوامل تعتبر بالغة الأهمية.
وقال مهيب عبد الغفار، أستاذ الهندسة المدنية في جامعة القاهرة، أن خدمات تغطية الصرف الصحي لا تقاس بالمتر المربع أو بعدد السكان... فهناك أشخاص لا يحصلون عليها إطلاقاً وهناك أشخاص لا يحصلون سوى على جزء منها".
المناطق الزراعية
فبالنسبة لسكان المناطق الريفية، يقتصر الصرف الصحي على حفرة في الأرض تتم تغطيتها أحياناً بقاعدة خزفية.
وأوضحت العيسَوي أنه في منطقة دلتا النيل، التي لا تشكل سوى 2.5 بالمائة من مساحة مصر وتأوي أكثر من ثلث سكان البلاد، يستعمل الناس خزانات التعفين أو ما يطلق عليه محلياً باسم "البيارات" للافتقار لأنظمة الصرف الصحي.
وأضافت أنه "في العديد من البيوت، يقتصر الأمر على حفرة عميقة في الأرض...ولا يتوفر أي نظام للتفريغ [إذ لا تتم إزالة محتويات الحفرة بدون دفع رسوم معينة]. كما لا يوجد لدى هؤلاء طرق للتخلص من الكميات الكبيرة للسوائل في الحفرة".
أما في المناطق الزراعية، فأحياناً تفيض المراحيض – إن وجدت – أو يتم إفراغ المادة الغائطية منها قبل تحولها إلى سماد طبيعي. وعادة ما يؤدي ذلك إلى تلوث المياه الجوفية والتسبب في مخاطر صحية للسكان المحليين.
وأوضح عبد الغفار أن "المشكلة موجودة بالقرب من الدلتا، إذ يجب ربط البيوت في قرى الدلتا بشبكات صرف صحي ملائمة". وأضاف أنه في بعض المجتمعات يتم وضع أحجار لمساعدة الناس على عدم وضع أقدامهم في المجاري عند عبورهم الطريق.
المناطق الصحراوية
وهناك خطر أقل لتلوث المياه الجوفية في المناطق الصحراوية حيث توجد المياه الجوفية على عمق كبير تحت السطح بينما تقوم الرمال بامتصاص السوائل قبل وصولها إلى الجوف.
الصحة
ويساعد التخلص السليم من المخلفات في حماية الناس من الأمراض الناجمة عن تلوث المياه مثل التيفوئيد والإسهال وشلل الأطفال والبلهارسيا والتهاب الكبد الفيروسي (أ).
وعن ذلك قالت العيسَوي: "هذه الأمراض تهدد الحياة. فخُمس وفيات الأطفال يسببها الإسهال الذي يعتبر، بالإضافة إلى البلهارسيا، خطراً صحياً حقيقياً في مصر. يجب أن يتعلم الناس كيفية استعمال المياه بشكل صحيح حتى لا يتسببوا في تلويثها".
الحلول المرحلية المؤقتة
وتشجع اليونيسف على استعمال تقنيات الصرف الصحي المرحلية مثل التأكد من صحة بناء المراحيض ومحاولة توفير الخدمات المبدئية للصرف الصحي للأسر إلى أن تتمكن من الحصول على أنظمة صرف صحي متطورة، حسب العيسَوي التي قالت: "يجب أن نقدم للناس خدمات يستفيدون منها. للكل الحق في الحصول على خدمات لا تضر بصحتهم".