حذرت الإدارة العامة للثروة الحيوانية في وزارة الزراعة اليمنية من إصابة 8,000 رأس من الماشية في ثلاث محافظات بداء النغف الدملي، وهو مرض يؤدي إلى تعفن الأنسجة البشرية أو الحيوانية وتسببه يرقة الذباب الطفيلي.
وقد وجد هذا المرض في 838 قرية بمحافظات صعدة وحجة و5 قرى على الأقل بمحافظة الحديدة شمال غرب اليمن منذ ظهوره في البلاد لأول مرة في شهر ديسمبر/كانون الأول 2007، حسب الإدارة العامة للثروة الحيوانية.
ووفقاً لغالب الإرياني، مدير الإدارة العامة للثروة الحيوانية، يوجد باليمن حوالي 15 مليون رأس غنم، و1.4 مليون رأس من الأبقار و250,000 جمل. وإذا لم يتم احتواء المرض، فستصل الخسائر الاقتصادية الأولية التي قد تعاني منها اليمن إلى 22 مليار ريال [حوالي 111,000,000 دولار] على صعيد المواشي.
من جهته، أخبر محمد الهيال، رئيس الفريق الوطني لمكافحة الدودة الحلزونية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في الأول من مارس/آذار أن إدارته تستعد لإرسال 24 فريقاً إلى محافظة الحديدة غرب اليمن، وخمس فرق إلى محافظة صعدة وثلاث فرق إلى حجة لمساعدة فرق الإدارة العامة للثروة الحيوانية المتواجدة هناك.
ويوجد حالياً 12 فريقاً في صعدة ونفس العدد في حجة. كما يتوفر كل فريق منها على شاحنة ورشاش مبيدات حشرية ومسؤول بيطري ومساعد. وتقوم هذه الفرق بإعطاء الحيوانات مضادات طفيلية ورش المبيدات في محاولة للحيلولة دون انتشار المرض.
وأفاد الهيال أنه إلى الآن، وصل عدد الحيوانات المصابة إلى حوالي 8,500 رأس. وقد قامت الفرق برش 120,000 حيوان و9,000 حظيرة". وأضاف أنه ليست هناك أية طريقة لمراقبة المرض والحد من انتشاره.
حالة طوارئ
وفي محافظة الحديدة التي شهدت انتشار المرض في أكثر من خمس قرى، أعلن المسؤولون في هيئة تنمية تهامة، وهي هيئة حكومية في الحديدة، حالة طوارئ لكون المحافظة تأوي حوالي نصف المواشي الموجودة بالبلاد.
وفي هذا السياق، أخبر سعيد عبد الواسع، مسؤول إعلامي بهيئة تنمية تهامة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 2 مارس/آذار أن 25 خروفاً نفق خلال الأيام القليلة الماضية في تهامة، ولكنه عجز عن تقديم العدد الدقيق للحيوانات المصابة.
وأفاد أن "منطقة تهامة تضم 40 بالمائة من المواشي باليمن، وإذا لم يتم اتخاذ الإجراءات اللازمة فإن الوضع سيكون بمثابة كارثة كبيرة". وأضاف أن هيئة تنمية تهامة في حالة حذر شديد وأنها تقوم بمكافحة المرض بالتعاون مع الإدارة العامة للثروة الحيوانية.
وأضاف عبد الواسع أن الجهود حثيثة للحد من انتشار المرض، حيث قال: "نحن نعمل على رفع الوعي بين السكان المحليين لمراقبة ومحاربة والوقاية من انتشار المرض. ولدى هيئة تنمية تهامة 57 مركز لتوعية السكان".
ما هو داء النغف الدملي؟
ينتشر داء النغف الدملي في المناطق الاستوائية والمناطق شبه الاستوائية في القارتين الإفريقية والأمريكية، ولكنه يحدث بشكل أقل في معظم المناطق الأخرى بالعالم. كما يعرف المرض أيضاً باسم 'العالم الجديد'.
ويقول المسؤولون في الإدارة العامة للثروة الحيوانية أن الإصابة تحصل بسبب ذبابة تعرف باسم الدودة الحلزونية أو 'العالم الجديد' (بسبب انتشارها في المناطق الاستوائية)، وهي نوع من الذباب الطفيلي الذي تعيش يرقته على الأنسجة الحية للحيوانات ذات الدم الساخن وعلى أنسجة الإنسان كذلك. ويصل حجم الدودة الحلزونية إلى ضعف حجم الذباب العادي ولونها أزرق مائل للخضرة ولها عينان واسعتان برتقاليتان مائلتان إلى الحمرة.
وقال عبد الله المقطري، الخبير بالإدارة العامة للثروة الحيوانية أن "الذبابة التي تتسبب في هذا المرض تستطيع أن تطير لمسافات طويلة. ويمكنها أن تنقل العدوى إلى جميع الحيوانات البرية بما فيها الكلاب ولكن لا يمكن تطعيم سوى رؤوس الماشية. وأضاف أن الدودة الحلزونية تصبح أكثر نشاطاً في البيئة الدافئة والرطبة ولذلك يصبح من الصعب مكافحتها خلال فصل الصيف.
"
