لا زال المدنيون في قطاع غزة يعانون من استمرار نقص الوقود وقطع الطاقة الكهربائية عن القطاع، شأنهم في ذلك شأن العديد من المؤسسات مثل المستشفيات.
وقد نتج نقص الوقود عن تحديد إسرائيل لكمية الوقود المسموح للقطاع باستيرادها، بالإضافة إلى محدودية القدرة الإنتاجية لمحطة الطاقة الكهربائية بالقطاع التي لا تنتج سوى 55 مليون وات في حين تصل طاقتها الإنتاجية إلى 80 مليون وات. هذا بالإضافة إلى قيام إسرائيل في وقت مبكر من هذا الشهر بقطع حوالي 1 بالمائة من إمداداتها المباشرة من الطاقة الكهربائية إلى غزة، مما زاد من تفاقم الأوضاع بالقطاع.
ويعاني السكان في بعض مناطق غزة من انقطاعٍ مجدولٍ للكهرباء لفترة ثمان ساعات يومياً على الأقل بالإضافة إلى انقطاع غير مجدول قد يستمر لبضع ساعاتٍ إضافيةٍ.
وفي هذا الإطار، أفادت مصلحة مياه بلديات الساحل أن نقص الوقود ومحدودية قدرة محطة توليد الطاقة الكهربائية أعاقا توفير مياه الشرب وحرما حوالي 30 بالمائة من سكان غزة البالغ عددهم 1.5 مليون نسمة من إمدادات المياه الحيوية.
كما تواصل شركة المياه التخلص من حوالي 30,000 متر مكعب من مياه الصرف الصحي غير المعالجة يومياً مباشرةً في البحر لافتقارها للقدرة على معالجتها.
تأثر المرافق الصحية
في نفس السياق، أفاد عمال إغاثة أن نقص الوقود تسبب في تعطل العديد من سيارات الإسعاف التابعة للمستشفيات ولوزارة الصحة ولجمعية الهلال الأحمر. كما أن المستشفيات اضطرت، في محاولة منها لتوفير الطاقة، إلى عدم إجراء العمليات الجراحية غير العاجلة أثناء فترة انقطاع الكهرباء وتأجيل بعض أنواع العلاج لخفض استهلاك الوقود.
من جهتهم، أفاد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أنهم واصلوا إمداد القطاع بكميات منتظمة من الوقود تكفي، حسب تقديرهم، للحيلولة دون وقوع أزمة إنسانية" وتسمح لسيارات الإسعاف بمواصلة عملها. وألقى أحدهم اللوم في تدهور الأوضاع على "مشاكل التوزيع الفلسطينية الداخلية".
السوق السوداء
أفاد بعض عمال الإغاثة وبعض الناشطين في المجال الإنساني أن بعض رجال الأعمال العاملين في استيراد الوقود يفضلون الاحتفاظ بالوقود بغية جني الفائدة من بيعه بدل تقديمه للمؤسسات الإنسانية. كما أن هذا يمكنهم، بدوره، من إبقاء محطات الوقود مفتوحة لفترة قصيرة قد لا تتعدى عادةً ساعتين أو ثلاث ساعات في معظم الأيام.
وكان بعض الفلسطينيين قد أحضروا معهم بعض الوقود من مصر أثناء اختراق معبر رفح في الشهر الماضي، وذلك إما لاستعمالهم الشخصي أو لبيعه على الطرقات بحوالي ثلاثة أضعاف سعره.
بدوره، أخبر أحد سائقي سيارات الأجرة صحفيين محليين أنه يستعمل الوقود الذي أحضره من سيناء لتشغيل سيارته. واشتكى بقوله: "سأركن سيارتي وأتوقف [عن العمل]" عند نفاذ هذا الوقود.
"