بدأ ملايين الأفغان الفقراء يعانون من تأثير الارتفاع الكبير الذي شهده سعر الخبز خلال الأشهر الثلاثة الماضية. إذ يعتبر الخبز عنصراً ضرورياً في طعام الأفغانيين، حيث يستهلك الشخص الواحد في المعدل رغيفين من الخبز يوميا.
واشتكى عدد من سكان كابول لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) معاناتهم من ارتفاع سعر الخبز. حيث قال أحدهم، وهو ساردار جان، النجارٌ الذي يبلغ من العمر 40 عاماً: إن السعر عال جدا، وأنا أعيل أسرة مكونة من تسعة أفراد". في حين قال غلام داوود البالغ من العمر 56 عاماً: "أحتاج إلى 15 رغيفاً في اليوم [لإطعام أسرتي]. كيف يمكننا تحمل تكلفتها؟".
وفي الوقت الذي تزدهر فيه الأعمال في أكثر المخابز رواجاً بشارع كولولا بوشتا بكابول، يقول باريالي غافوري، وهو مالك لمخبزٍ يبيع حوالي 2,500 رغيفٍ في اليوم: "إن العمل جيد، ولكنني أعرف أن هناك أناساً يعانون".
أما آمنة، وهي واحدة من 70,000 أرملة في كابول، والتي تبلغ من العمر 65 عاماً، فقالت: "يعطيني الخباز 4 أرغفة من الخبز مجانا كل يوم. أنا ممتنة له على كرمه".
وفي نفس الإطار، لجأ عدد كبير من سكان كابول، في محاولة منهم لمواجهة ارتفاع الأسعار، إلى شراء الدقيق وخَبزِ ما يحتاجونه من الخبز في بيوتهم لخفض التكلفة.
العيش على دولارٍ واحدٍ يومياً أصبح الآن أصعب
ارتفع سعر الخبز منذ شهر نوفمبر/تشرين الثاني 2007 من 11 سنتاً أمريكياً إلى 21 سنتاً، وهو ما يشكل ارتفاعاً بنسبة 90 بالمائة. وقد حصل هذا الارتفاع بالتوازي مع ارتفاع سعر القمح في العالم خلال نفس الفترة. ويعتبر هذا الارتفاع قفزةً كبيرةً بالنسبة لأفغانستان حيث يعيش نصف السكان البالغ عددهم 25 مليون نسمة على أقل من دولارٍ واحدٍ في اليوم، حسب تقرير التنمية البشرية لعام 2007.
وقد أفادت المناشدة التي أطلقتها الأمم المتحدة والحكومة الأفغانية في يناير/كانون الثاني 2008، أن هذا الارتفاع يخلق حالة من انعدام الأمن الغذائي وانتشار الجوع والقابلية للتأثر بصدمات أخرى. كما أشارت الأمم المتحدة إلى أن 1.4 مليون شخص على الأقل في المناطق الريفية و1.14 مليون شخصٍ في المناطق الحضرية أصبحوا يعانون من انعدام الأمن الغذائي.
وقد كانت الأسرة المتوسطة المكونة من سبعة أفراد في كابول تكسب عام 2006 حوالي 1.14 دولار يومياً إذا كان رب الأسرة محظوظاً وتمكن من الحصول على عمل. وتحتاج هذه الأسرة إلى 0.63 دولار لشراء 21 رغيف خبز. وفي العديد من الحالات، تنفق الأسرة 60 بالمائة من دخلها لشراء الخبز، وفقاً لمناشدة الأمم المتحدة.
الاختلافات الإقليمية
أفادت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية أن سعر الخبز في مجموع البلاد ارتفع بحوالي 67.3 بالمائة خلال الفترة من يناير/كانون الثاني 2007 حتى يناير/كانون الثاني 2008.
كما أن سعر دقيق القمح ارتفع في المناطق الجنوبية والوسطى بما يتراوح بين 71.4 و79.4 بالمائة خلال العام الماضي، في حين زادت هذه النسبة في المناطق الشرقية بحوالي 143 بالمائة، وذلك أساساً بسبب ارتفاع الأسعار في إقليم نورستان، حسب وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية.
ومما زاد الأمر سوءاً قيام باكستان، التي تعاني من نقص في دقيق القمح، بمنع تصديره إلى أفغانستان. بالإضافة إلى أن قدرة الحكومة الأفغانية على استيراد القمح أو دقيق القمح ظلت محدودةً جدّاً، حيث أنها لا تحتفظ باحتياطي للحبوب يمكن استعماله لدرء ارتفاع الأسعار.
وكان برنامج الأغذية العالمي قد أصدر في 17 يناير/كانون الثاني مناشدة للحصول على 89,000 طن من الأغذية بما فيها القمح والبقوليات وزيت الطبخ والملح المدعم باليود، بهدف مساعدة أكثر من 2.5 مليون أفغاني.
"
