تحاول فرق ميدانية متخصصة في ثلاث محافظات مواجهة انتشار داء النغف الدملي، الذي تنقله ذبابة الدودة الحلزونية، وهو مرض لم تشهده اليمن إلا في الآونة الأخيرة.
وفي هذا الإطار، قال غالب الأرياني، مدير الإدارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة، في 18 فبراير/شباط أن حوالي 1,500 رأس من الماشية وثمانية أشخاص أصيبوا بالداء منذ ظهوره في شهر ديسمبر/كانون الأول 2007 في قرية الظاهر بمحافظة صعدة بالقرب من الحدود اليمنية السعودية.
ووفقاً للأرياني تمت مكافحة المرض مباشرة... ولكنه عاد لينتشر في مقاطعات أخرى مجاورة لمحافظة حجة"، مضيفاً أنه انتشر كذلك في منطقة الزهرة بمحافظة الحديدة غرب البلاد.
وقال الأرياني: "لقد تمكنت الفرق من شفاء كل الحالات التي تم اكتشافها عن طريق إعطائها أدوية مضادة للطفيليات ورش المبيدات. ولكن محاربة المرض مكلفة جداً وتفوق إمكانيات الحكومية. ففي المتوسط يحتاج الإنسان أو الحيوان المصاب إلى 10 دولارات لشراء الأدوية اللازمة".
وينتج داء النغف الدملي عن فيروس تنقله ذبابة الدودة الحلزونية، وهي منتشرة جداً في المناطق الاستوائية والمناطق شبه الاستوائية في القارتين الإفريقية والأمريكية، ولكنه يحدث بشكل أقل في معظم المناطق الأخرى بالعالم. كما يعرف المرض أيضاً باسم 'العالم الجديد'.
وأفادت الإدارة العامة للثروة الحيوانية بوزارة الزراعة أنها أخطرت المزارعين بعدم نقل مواشيهم دون مراقبة طبيب بيطري خوفاً من أن تنتقل إلى أماكن موبوءة.
وقال الأرياني أنه يجب توعية الناس حول المرض وحول ضرورة توفير بيئة صحية ونظيفة للوقاية منه. كما قال أن الفقراء قد يكونوا أكثر عرضة للإصابة، مضيفاً أن 75 بالمائة من سكان اليمن البالغ عددهم 21 مليون نسمة يعيشون في المناطق الريفية، وأن "كل سكان المناطق الريفية تقريباً يربون المواشي داخل بيوتهم، حيث تساهم هذه البيئة في انتشار الأمراض الجديدة".
وقال: "إن الوضع مقلق للغاية، إذ تصل الخسائر الأولية التي قد تعاني منها اليمن إلى 22 مليار ريال [حوالي 111,000,000 دولار] بالنسبة للمواشي، حيث يوجد 15 مليون رأس غنم، و1.4 مليون رأس من الأبقار و250,000 جمل في البلاد".
علم الأوبئة
وفقاً للأرياني، تظهر الإصابة بسبب ذبابة تعرف باسم الدودة الحلزونية أو 'العالم الجديد' (بسبب انتشاره في المناطق الاستوائية)، وهي نوع من الذباب الطفيلي الذي تعيش يرقته على الأنسجة الحية للحيوانات ذات الدم الساخن وعلى أنسجة الإنسان كذلك.
ويصل حجم الدودة الحلزونية إلى ضعف حجم الذباب العادي ولونها أزرق مائل للخضرة ولها عينان حمراوان واسعتان. ويمكن أن تحدث الإصابة في أي جرح مفتوح بما في ذلك الجروح الطارئة وجروح الخصي وجروح الحبل السري للحيوانات الوليدة وغيرها. وعادة ما تحوي الجروح إفرازات قاتمة اللون كريهة الرائحة. وإذا ما تعرض أي جرح للتعفن، يمكن أن تتسبب الدودة الحلزونية في إنهاء حياة الإنسان أو الحيوان المصاب بعد أن تأكله حياً.
كما يمكن لأنثى الدودة الحلزونية أن تضع حتى 400 بيضة في الوقت الواحد في لحم الإنسان أو الحيوان المصاب وتفقس جميعها في وقت قد لا يتعدى 12 ساعة. ويمكن لواحدة فقط من أنثى الدودة الحلزونية أن تضع ما يصل إلى 2,800 بيضة خلال فترة حياتها التي تصل إلى 31 يوماً. وعادة ما تكون الأجسام المضيفة من الثدييات وأحياناً الطيور وبشكل أقل الزواحف.
وأشار الأرياني إلى أنه "يمكن لهذه الذبابة أن تطير أكثر من 120 كلم لوضع بيضها في جروح الإنسان أو الحيوان. كما تضع بيضها في شرج أو مهبل الحيوان ثم تتطور البيضة إلى يرقة وتكبر لتتخذ الحجم الحلزوني". وأضاف أن العضو المصاب قد يحتاج إلى بتر. "ومع أن المرض لا يؤدي إلى الموت مباشرة ولكنه إذا لم يعالج قد يضع حداً لحياة المصاب".
وقد قدمت كلية علوم الأحياء والطفيليات البيطرية بجامعة بريستول وصفاً دقيقاً لمختلف أشكال المرض.
"