1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

هل يمكن للحكام الجدد إيقاف مد طالبان في شمال أفغانستان؟

Afghan security forces travel in convoy after leaving the site where four insurgents launched an attack on Kabul airport, 17 July 2014. Catherine James/IRIN
Afghan security forces travel in convoy

يمكن لعملية استبدال أربعة حكام مقاطعات في شمال أفغانستان أن توقف سنوات من المكاسب المستمرة التي حققتها طالبان في المنطقة التي شهدت نزوح وتشريد الآلاف من الناس نتيجة لأعمال العنف.

وفي حين احتدم التمرد في الجنوب منذ الاطاحة بحكومة طالبان في أعقاب الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2001، ظل شمال أفغانستان يعتبر لسنوات طويلة من أكثر المناطق أماناً في البلاد. ولكن منذ عام 2009، بدأ المتمردون يسيطرون بشكل متزايد على أراضي الشمال وتزايدت وتيرة الاشتباكات مع القوات الموالية للحكومة إلى جانب انقطاع إمدادات الإغاثة الإنسانية.

وكان برنامج الأغذية العالمي قد علًق عملياته مؤقتاً في مقاطعة بدخشان الشهر الماضي بعد اختفاء خمسة من سياراته مع سائقيها (الذين تم الإفراج عنهم لاحقاً). وفي هجومهم الأكثر جرأة حتى الآن، سيطر مقاتلو طالبان المتفوقين بالعدد الأسبوع الماضي على قندوز، وهي أول عاصمة إقليم تسقط بيد المتمردين في ما يقرب من 14 عاماً من الحرب منذ الإطاحة بهم.

وقد تسببت المواجهات الدائرة بين طالبان والقوات الموالية للحكومة من أجل السيطرة على قندوز في مغادرة الوكالات الإنسانية والمقيمين للمدينة. كما لم يعد الآن لدى الجرحى سوى إمكانيات ضعيفة للحصول على الرعاية الطبية منذ إخلاء منظمة أطباء بلا حدود مشفاها بعد تعرضه للقصف خلال غارة جوية أمريكية يوم 3 أكتوبر، مما أسفر عن مقتل 22 شخصاً على الأقل.

انظر: وكالات الإغاثة تنسحب من شمال أفغانستان

وفي هذا السياق، أخبر أحد سكان قندوز، فيصل رسولي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مكالمة هاتفية أن جاره، الذي أصيب في تبادل لإطلاق النار الأسبوع الماضي، توفي بعد أن نزف لساعات. وأضاف أن "المستشفى (الحكومية) بعيدة ولا إمكانية لدينا للوصول إليها بسبب تواصل انعدام الأمن في المدينة."

تغيير القيادة

انتقد محللون حكومة الرئيس أشرف غني لفشلها في دعم قوات الأمن في مقاطعة قندوز وفرض سلطة الرئيس في حين تم السماح للميليشيات الموالية للحكومة بارتكاب انتهاكات ضد السكان المحليين وتغذية المشاعر المعادية للحكومة.

انظر: تزايد الانتهاكات مع صعود الميليشيات الموالية للحكومة الأفغانية

وفي أعقاب الخسارة المذلة، وإن كانت مؤقتة، لمدينة قندوز، قام غني بتعيين حكام جدد لأربع مقاطعات مجاورة، وفقاً لبيان مقتضب نشرته الحكومة ليلة الأربعاء الماضي على صفحتها على فيس بوك. ويرى الكثير أن هذه التغييرات القيادية في مقاطعات تخار وفارياب وبغلان وساريبول تشكل محاولة للحد من قدرة طالبان على تكرار نجاحاتها العسكرية في تلك المقاطعات.

وفي هذا السياق، قال محمد ياسين ضياء، الحاكم الجديد لتخار في حديثه مع إيرين: "لم يخبرونا بسبب تغيير أماكن تعييننا، ولكن من الواضح أن الأمر عائد لتوتر الوضع في قندوز".

وتشير التعيينات الجديدة إلى تحول في التكتيكات التي اتبعها غني، الخبير الاقتصادي السابق في البنك الدولي والذي أصبح يعرف بعزوفه عن التقليد الأفغاني المتمثل في توخي الاعتبارات العرقية عند القيام بأي تعيين سياسي. وبدلاً من ذلك، فإنه يقوم بتعيين المسؤولين بناءً على التعليم والخبرة. وهو نهج حاد عنه في التعيينات الأخيرة، حيث أكد ضياء أن عني قام هذه المرة بتعيين الحكام على أساس انتماءاتهم العرقية والقبلية والدينية.

وهو ما علق عليه محمد علي، المحلل الأمني مع وحدة البحث والتقييم الأفغانية ـ وهي مؤسسة فكرية مقرها كابول ـ بقوله أن هذه الاستراتيجية تتماشى مع التقاليد الأفغانية، موضحاً أن "أفغانستان بلد قبلي يعتبر العرق جزءاً من تقاليده السياسية. وبذلك، فإن هذه التعيينات الجديدة تتماشى بشكل أفضل مع تفهم زعماء القبائل وآرائهم".
كما أشار علي أن قرار غني السابق بإرسال عمر صفائي، وهو من البشتون، لحكم قندوز التي يشكل البشتون فيها أقلية، كان قد ساهم في انتشار عدم الرضا عن الحكومة وسمح لطالبان في كسب التأييد. وقد كان صفائي في طاجيكستان عندما استولت حركة طالبان على مدينة قندوز ولم يعد من هناك، ولم يقم غني بتسمية خليفة له بعد مع استمرار القتال.
ويرى علي أن تعيين ضياء في مقاطعة تخار المجاورة يشكل محاولة واضحة للمساعدة على إخماد التمرد في قندوز. وقد شغل ضياء سابقاً منصب رئيس وحدة مكافحة الإرهاب في أفغانستان، ثم بعدها منصب نائب رئيس إدارة الأمن الوطني التي تعتبر بمثابة وكالة الاستخبارات في البلاد.

ويرى علي أن "تعيين هذا الرجل ليحكم المقاطعة المجاورة لقندوز قد يثبت فعاليته في استعادة السيطرة على المنطقة"، مشيراً إلى أن المكاسب السياسية التي تم تحقيقها من خلال تعيين الحكام الجدد الذين يتمتعون بعلاقات جيدة في المنطقة يجب أن يُقرَن بمكاسب مماثلة في ساحة المعركة لضمان نجاح هذه الاستراتيجية. وأضاف أن "الحكومة تحتاج إلى العودة إلى وضعية الهجوم والخروج من وضعية الدفاع. فبدلاً من مجرد الرد على هجمات العدو عليها أن تبدأ بملاحقته."

ظروف قاسية

ويمكن تتبع الخسائر البشرية لمحاولة الحكومة استعادة قندوز من خلال تدفق النازحين الأسبوع الماضي إلى خارج المدينة. وكان برنامج الأغذية العالمي قد بدأ في توزيع المواد الإغاثية نهاية الأسبوع الماضي لبعض الأشخاص الذين نزحوا بسبب القتال. حيث حصلت أكثر من 1000 عائلة نزحت إلى مدن مزار شريف وطالوقان على مواد غذائية تكفي لشهر واحد. كما كان البرنامج قد أعرب عن قلقه إزاء السلامة والأمن الغذائي للأشخاص الذين بقوا في قندوز، مع تزايد حدة القتال.

وتشير الروايات التي يسردها الأشخاص المحاصرون في المدينة إلى صعوبة الوضع.

cj/jf/ag – ah/amz"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join