1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

التعليم لا يزال متوقفاً بعد عام من الحرب في باكستان

Students from North Waziristan sit for their first year college examinations in Bannu Umar Farooq/IRIN
Students from North Waziristan sit for their first year college examinations in Bannu
يخشى حضرت زمان على مستقبل أطفاله السبعة عشر الذين حرموا من التعليم لأكثر من عام منذ أن بدأ الجيش الباكستاني عملية عسكرية ضد المسلحين، مما دفع آلاف الأسر إلى الفرار من ديارها.

تهدف عملية الهجوم القاطع والحاسم"، إلى القضاء على حركة طالبان وتنظيم القاعدة والمسلحين الأجانب في شمال إقليم وزيرستان، الذي يُعد جزءاً من المناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية. والجدير بالذكر أن هذه الجماعات المسلحة قد اتخذت من المنطقة قاعدة لها من أكثر من عقد، حيث تقوم بشن هجمات عبر الحدود ليس ضد قوات التحالف في أفغانستان فحسب، بل داخل باكستان أيضاً.

ومن بين النازحين الذين يبلغ عددهم قرابة مليون شخص بسبب هذا الهجوم، هناك عشرات الآلاف من الأطفال ممن هم في سن المدرسة الذين لم يستطيعوا حضور الفصول الدراسية منذ ترك منازلهم في يونيو 2014. ويعيش كثيرون الآن في خيام بلاستيكية تنتشر حول بلدة بانو في إقليم خيبر بختون خوا، على الحدود مع إقليم شمال وزيرستان، حيث فرّ السكان من العملية العسكرية.

وفي بداية العملية، أخذ حضرت زمان أسرته عبر الحدود إلى إقليم خوست في أفغانستان، ولكن لم يجد مدارس هناك فاضطر للعودة إلى باكستان.

وتعليقاً على هذا، قال وهو يقف خارج خيمة تقيم فيها أسرته في بلدة بانو: "لقد مرّت ثمانية أشهر ولم نجد أي مدرسة لأطفالنا ... نحن لا نعلم أي شيء عن مستقبل أطفالنا".

من جانبه، قال فرمان خيلجي، المدير المساعد لهيئة إدارة الكوارث الخاصة بالمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، أن السلطات تعمل على معالجة أزمة التعليم.

وأضاف: "نحن نبذل كل ما في وسعنا ... لقد أنشأنا مدارس خاصة بنا في المخيمات. ويوجد لدينا الآن معلمين من شمال وزيرستان".

ولكن المدارس القليلة المتوفرة للأسر النازحة لا تستطيع مواكبة العدد الهائل من النازحين. 

وقال قسمة الله، الذي يستخدم اسمه الأول فقط، شأنه في ذلك شأن كثير من الناس في المنطقة، أنه نجح في أن يجد فصلاً يمكن أن يلتحق به طفليه، ولكن المعلمة المتطوعة لم تتمكن من تنظيم حصص دراسية جيدة لأن لديه قرابة 400 طالب.


وقال: "لقد ضاقت ذرعاً بالوضع. كان هناك الكثير من الطلاب، يجلسون في فناء مفتوح، يستظلون بسقف من القش...ثم هبّت عاصفة دمرّت الفصول".

ولم يذهب ولديه، الذين تتراوح أعمارهم بين 8 و11 عاماً، إلى المدرسة منذ ثلاثة أشهر. 

وتواجه المدارس الثانوية والكليات صعوبات كبيرة أيضاً في ظل تدفق طلبة جدد.

وفي هذا الصدد، قال عناية الله خان، البروفيسور في كلية الدراسات العليا في بانو: "نحن نعاني بالفعل من عدم كفاية الموارد لطلابنا الذين يبلغ عددهم خمسة آلاف طالب...فكيف يمكن أن نوفر التعليم لكل هذا العدد الذي تضاعف مع وصول الطلاب من شمال وزيرستان؟"

ومن المفترض أن يسافر الطلاب من عدد من المناطق في شمال وزيرستان، حيث سمح الجيش للمقيمين بالبقاء فيها، إلى بانو لأداء امتحاناتهم، نظراً لتعطل نظام التعليم في مناطقهم. ولكن فرض الجيش حظر تجول على مدار الـ 24 ساعة وحصر السكان في ديارهم يجعل من المستحيل عليهم السفر.

وقال الزعيم القبلي فدا خان وزير أنه حاول دون جدوى الحصول على إذن من السلطات لمجموعة من ثمانية عشر طالباً من طلاب المدارس الثانوية من منطقة رازماك لأداء امتحاناتهم السنوية في بانو هذا العام.

وقال: "كيف يمكن لأي طالب أن يذهب إلى بانو عندما يكون هناك حظر تجول؟ لا أعرف لماذا لا تستوعب الحكومة أن السبب الأساسي في انتشار التشدد في شمال وزيرستان هو الافتقار إلى التعليم والبطالة".

سنوات من الاضطراب

وكان القتال شبه الدائم يربك العملية التعليمية حتى قبل بدء العملية العسكرية الحالية.

وقال فضل الله، البالغ من العمر 16 عاماً، وهو طالب جامعي من قرية دارا خيل، التي تقع بالقرب من مدينة ميران شاه عاصمة شمال وزيرستان أن الجيش كان يفرض حظراً للتجول طوال الـ 24 ساعة من يوم لآخر. وقال أن هذا جعله يفقد قرابة أربعة أشهر ونصف من الدراسة في العام، وأن بعض الطلاب قد تخلوا عن محاولات الذهاب إلى المدرسة.

وأضاف: "توقف أصدقائي الذين يعيشون خارج المدينة عن الذهاب إلى المدرسة ... يقولون أن هناك حظر تجول وربما نصاب برصاص الجيش إذا خرجنا".

وقد امتنع المعلمون عن الذهاب إلى العمل بسبب الصراع، حسب ما قال جامشيد، وهو طالب جامعي من مدينة مير علي، ثاني أكبر مدينة في شمال وزيرستان.

وأفاد بأنه "كلما كان هناك هجوم بواسطة طائرة بدون طيار في منطقة ما، من المفترض أن يمكث طلاب تلك المنطقة في منازلهم في ذلك اليوم، لأن المسلحين يتواجدون في الطرق عقب الغارات الجوية، والآباء يمنعون أطفالهم من الذهاب إلى المدرسة".

في السياق ذاته، قال ناصر خان، وهو خريج جامعي من شمال وزيرستان أن أعمال العنف شبه المستمرة قد خلقت حالة من الخوف غير الصحي بين الطلاب.

وقال: "لدى كل طالب هاتف به مقاطع فيديو وأغاني لحركة طالبان ... المنافسة الوحيدة هي مَن منهم لديه مقاطع فيديو جديدة أكثر فظاعة".

مخاوف من الانضمام إلى المسلحين

وبالنسبة للعديد من الطلاب المتأثرين بشكل مباشر بالصراع، الذي يعصف لأكثر من عقد من الزمان بالمناطق القبلية الخاضعة للإدارة الاتحادية، هناك مخاوف من الوقوع في غواية ترك التعليم وحمل السلاح. فقد تحوّل بعض أولئك الذين فقدوا أصدقاءهم أو أقاربهم في الغارات الجوية التي تشنها الطائرات بدون طيار أو التفجيرات الانتحارية أو الهجمات الأخرى التي يشنها الجيش أو حركة طالبان، إلى ممارسة العنف، وذلك كجزء من تقليد يعود لقرون من الانتقام أو ما يطلق عليه "الثأر".

وفي هذا الصدد، قال محمد سلطان، عميد كلية الدراسات العليا في ميران شاه أن البعض قد يلجأ إلى الجماعات المسلحة للحصول على الأسلحة والتدريب من أجل الانتقام.

"كان لديّ طالب جامعي نابغة، يُدعى ديلاور جان. كان والده قد قتل على يد مجموعة مسلحة بتهمة التجسس ضد حركة طالبان... ترك ديلاور جان تعليمه وانضم إلى مجموعة من المسلحين. لا أعرف عما إذا كان قد ثأر لأبيه أم لا ولكنني لم أره منذ ذلك الحين".
تنتشر مثل هذه القصص في المنطقة، التي تتعرض للتفجيرات والمعارك وهجمات الطائرات بدون طيار.

ويستحضر نصير داوار، وهو صحفي من مدينة مير على في شمال وزيرستان زميله السابق، محمد صادق، الذي فقد شقيقه عندما شنت طائرة أمريكية بدون طيار غارة على أبو حمزة ربيعة، أحد كبار زعماء تنظيم القاعدة. وأسفرت هذه الغارة عن انهيار أحد المنازل المجاورة، مما أدّى إلى مقتل عدد من الأطفال بمن فيهم شقيق صادق.

وقال دوار: "لقد ترك المدرسة واختفى من قريتنا ... كان الناس يقولون أنه ذهب إلى أفغانستان. ولكنه ظهر بعد بضع سنوات كأحد عناصر تنظيم القاعدة البارزين في مير علي".

fk/uf/jf/am-kab/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join