1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

بعد مرور عام على سقوط الموصل: تفاقم أزمة النزوح في العراق

Thousands of Iraqis have fled the Sinjar region following advances by the group calling themselves the Islamic State (ISIS). Médecins Sans Frontières
بعد عام واحد من استيلاء متشددين إسلاميين على الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، تغرق البلاد في مستنقع آخذ في الاتساع حيث يحتاج أكثر من ثمانية ملايين شخص الآن إلى المساعدات المنقذة للحياة".

وبعد سقوط الموصل في شهر يونيو الماضي، فر نصف مليون شخص من ديارهم، وانضموا بذلك إلى حوالي 400,000 شخص نزحوا بسبب القتال الدائر بين ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية والقوات الحكومية في محافظة الأنبار، الذي بدأ في شهر يناير.

وقد فر ما يقرب من ثلاثة ملايين عراقي من ديارهم بسبب الأزمة في غضون 18 شهراً فقط، وفقاً لمصفوفة تتبع النزوح الخاصة بالمنظمة الدولية للهجرة، فضلاً عن ما يقدر بنحو مليون شخص نزحوا جراء الصراع التاريخي، بالإضافة إلى 240,000 لاجئ سوري يستضيفهم إقليم كردستان المتمتع بحكم شبه ذاتي.

تقلص الميزانيات وتزايد الاحتياجات


ونظراً للقيود التي يفرضها تضاؤل الأموال، تواجه المنظمات الإنسانية التحدي المتمثل في تحقيق التوازن بين الاستجابة لحالة الطوارئ المتعلقة بالنازحين حديثاً )الموجة الأخيرة التي نزحت من مدينة الرمادي في محافظة الأنبار) والقدرة على الصمود على المدى الطويل واستراتيجية التنمية.

"نحن في وضع يجمع بين حالة طوارئ ونزوح طويل الأمد في نفس الوقت،" كما أفادت غريني أوهارا، نائبة ممثل مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق، موضحة تعقيد الاستجابة.

وأضافت قائلة: "هناك أشخاص نزحوا حديثاً، وآخرون نزحوا منذ ستة أشهر إلى سنة، وفوق هذا كله، لا يزال لديك ما يقدر بنحو مليون نازح من جولات سابقة من الصراع".

أقرأ أيضاً: العراق: مر عام والنزوح ما يزال مستمراً

وهناك أيضاً حاجة ملحة لتقديم الدعم للمجتمعات المضيفة التي تتقاسم الموارد الثمينة مثل الماء والكهرباء وفرص العمل والخدمات الصحية مع النازحين الجدد والنازحين على المدى الطويل.

وتجدر الإشارة إلى أن الفشل - المتصور أو الحقيقي - في مساعدة المجتمعات المحلية المضيفة يمكن أن يتسبب في إثارة التوترات الاجتماعية المتفاقمة بالفعل في بلد تدمره التصدعات الطائفية.

من جانبه، قال ألن جليتش، المدير القطري للمجلس الدنماركي للاجئين في العراق، والذي مثل عدد من المنظمات الإنسانية الأخرى يدرس تنفيذ برامج طويلة الأجل كدعم إعادة تأهيل البنية التحتية وإعادة تطوير سبل العيش، أن أموراً كثيرة تعتمد على الجغرافيا.

وأوضح أنه "في بعض المناطق، هدأت الأمور بعض الشيء، وأصبحنا قادرين على البدء في الانتقال من الاستجابة لحالة الطوارئ إلى ما يمكن أن نسميه الرعاية وصون ما تم إنجازه،" ولكنه حذر من "استمرار النزوح الإضافي بشكل منتظم للغاية".

بناء القدرة على الصمود


وإلحاقاً ببرامج النقد مقابل العمل وبرامج سبل المعيشة الأخرى التي تديرها المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، بدأ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تنفيذ الأنشطة المسماة "بناء القدرة على الصمود" في سبتمبر الماضي.

وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت دينيس جينمونود، المتحدثة باسم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق: "على الرغم من أن هذا قد يبدو مثل قطرة في المحيط ما دامت حالة الطوارئ مستمرة، لكننا نستطيع أن نساهم في تحقيق الاستقرار من خلال المساعدة في توفير الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء وخلق فرص العمل وغيرها من الفرص الاقتصادية لكل من النازحين والمجتمعات المضيفة".

وأشارت إلى وجود "ضغوط كبيرة على سوق العمل وتقديم الخدمات، والناس ينتظرون لفترات أطول في العيادات، وفرص العمل المتاحة أقل. وفي العام الماضي، على سبيل المثال، احتل النازحون داخلياً نحو 600 مدرسة في محافظة دهوك".

وفي البصرة، في جنوب العراق، حيث يوجد أكثر من 10,000 نازح منتشرين في أكثر من 200 موقع، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي مبادرة سبل العيش التي تدرب النازحين على مهارات تأسيس الأعمال التجارية وتساعدهم على إقامة أكشاك في السوق.

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال فهد ال، منسق الشؤون الإنسانية في منظمة المعونة الكندية للمجتمع العراقي وإعادة التأهيل (CAOFISR)، وهي منظمة غير حكومية عراقية كندية تدير مشروع السوق نيابة عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن العديد من النازحين في محافظة البصرة ذات الأغلبية الشيعية ينتمون إلى طائفة السنّة، وكان من المهم خلق جسور بين الطائفتين.

"كان هدفنا الرئيسي هو جعل المجتمعات المضيفة والنازحين يعيشون معاً بسلام، على الرغم من خلافاتهم. وأيضاً، بدلاً من مجرد إعطاء الناس الغذاء والماء والبطانيات، نحاول أن نفكر على المدى الطويل أكثر. إن التدريب والسوق يمنحان الأسر النازحة، التي فقد أفرادها وظائفهم ومنازلهم ومدخراتهم، فرصة لإعادة البناء بأنفسهم، بدلاً من الاعتماد على المساعدات،" كما أوضح.

وقالت جينمونود من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن التماسك الاجتماعي هو مركز كافة أنشطة كسب الرزق: "في كثير من الحالات، لا يكون الوافدون الجدد من أديان وطوائف مختلفة فحسب، بل يشكلون ضغوطاً على الخدمات المحدودة أصلاً. إنه وضع هش".

بدلاً من مجرد إعطاء الناس الغذاء والماء والبطانيات، نحاول أن نفكر على المدى الطويل أكثر
وفي حين أن بعض المشاريع في المناطق الأكثر هدوءاً من البلاد، مثل البصرة، قد انطلقت، ولكن النزوح لا يزال مستمراً في أجزاء أخرى كثيرة من العراق، ومن المرجح أن يستمر لبعض الوقت لأن قوات الأمن العراقية لا تزال تقاتل مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.

اقرأ أيضاً: كيف نزح 2.9 مليون عراقي في 18 شهراً

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى نزوح أكثر من 230,000 شخص من محافظة الأنبار وداخلها في الأسابيع القليلة الماضية بسبب القتال بين تنظيم الدولة الإسلامية والقوات الحكومية. ومن المرجح أيضاً أن تؤدي العملية العسكرية المزمعة لاستعادة الموصل والمناطق المحيطة بها من تنظيم الدولة الإسلامية إلى نزوح إضافي كبير في الأشهر القادمة.

تحديات البنية التحتية


من جهته، أشار فابيو فورجيوني، رئيس بعثة منظمة أطباء بلا حدود في العراق، إلى أنه في حين أن الطبيعة الممتدة للنزوح تعتبر مصدراً للقلق، لكن الأضرار الواسعة النطاق التي لحقت بالبنية التحتية، مثل أنابيب المياه والطرق والمراكز الصحية والمدارس، تشكل تحدياً كبيراً أيضاً.


وأضاف قائلاً: "لقد أصيبت مناطق عديدة بأضرار بالغة أثناء القتال، ولذلك فحتى عندما يبدأ الناس في العودة، سيجدون بنية تحتية محدودة جداً، وأماكن تحتاج إلى الكثير من إعادة البناء قبل تشغيل الخدمات مرة أخرى".


وأكد أن منظمة أطباء بلا حدود كانت حريصة على البدء في تقديم المزيد من الدعم المتوسط الأجل والطويل الأجل، بما في ذلك بناء قدرات المستشفيات المحلية وخدمات صحة المجتمع، ولكن عدم الاستقرار المستمر في أماكن مثل تكريت والأنبار يمثل مشكلة.

لا نعتقد أننا قد وصلنا إلى ذروة العنف أو النزوح بعد
"من المحتمل جداً أن تستمر الاحتياجات في الزيادة في ظل التخطيط لشن هجمات على الأنبار والموصل،" كما أفاد فورجيوني، مضيفاً: "نحن لا نعتقد أننا قد وصلنا إلى ذروة العنف أو النزوح بعد".

فجوات التمويل

ولكن، كلما زاد التحدي، تضاءل التمويل. فقد نفد مبلغ الـ500 مليون دولار الذي تبرعت به المملكة العربية السعودية إلى الأمم المتحدة في شهر يونيو من العام الماضي بعد وقت قصير من أول هجرة للنازحين من مدينة الموصل. وحذرت وكالات الأمم المتحدة في الشهر الماضي من أن ضعف استجابة الجهات المانحة لنداء لاحق جعلها تبدأ في إغلاق برامج الطوارئ وخفض الحصص الغذائية.

اقرأ أيضاً: خفض المساعدات المقدمة للعراق بسبب نقص التمويل

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قالت أوهارا من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: "نحن نتحدث عن الأعداد المتزايدة من الناس الذين يحتاجون إلى المساعدة، في حين أن الموارد تتناقص، وهذا يؤثر على جودة المساعدات التي يمكن أن يحصل عليها الناس".

وقد أطلقت الأمم المتحدة نداءً جديداً يوم الخميس الماضي لجمع 500 مليون دولار من أجل توفير المساعدات لنحو 5.6 مليون عراقي على مدار الأشهر الستة المقبلة، جنباً إلى جنب مع الحملة الإعلامية SaveIraq#.
وقال يان إيغلاند، الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين، قبل إطلاق النداء: "نحن نواجه سيناريو كارثياً بالنسبة للملايين من العراقيين المتضررين من هذه الأزمة".

وأضاف: "إنها دوامة هائلة من النزوح بالنسبة للأسر التي أُجبرت على الفرار مراراً وتكراراً بغرض الحفاظ على حياتها. وفي الوقت الذي تعاني فيه الاستجابة الإنسانية في العراق من نقص مزمن في التمويل، ينبغي على العالم أن يستيقظ ويدرك هذه الكارثة الضخمة التي تتكشف، ويساعد على توسيع نطاق المساعدات المنقذة للحياة".

اقرأ المزيد: العراق بعد مرور 10 سنوات: الإرث الإنساني

lr/jd/ag-ais/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join