طلبت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين شراء 10,000 مأوى مسبق الصنع للاجئين تم تصميمها بواسطة الذراع الاجتماعي لشركة أيكيا العملاقة لصناعة الأثاث. ومن المقرر أن يتم إرسال أول دفعة في غضون أشهر إلى المخيمات في العراق، حيث يوجد نحو 2.5 مليون نازح جرّاء الصراع الدائر هناك.
وقد بدأت أيكيا العمل على تصميم وحدات "المأوى الأفضل" منذ أكثر من خمس سنوات، وكشفت النقاب عن نموذج أولي في عام 2013.
والآن، وبعد مضي 18 شهراً على المشروع التجريبي الذي شمل 40 أسرة في مخيمات اللاجئين في إثيوبيا والعراق، تقول مفوضية الأمم المتحدة للاجئين أن التصميم أصبح جاهزاً للتعميم على نطاق واسع. وقد تم تصميم كل مأوى لأسرة مكونة من 5 إلى 6 أشخاص.
وأوضح شون سكيلز، رئيس شؤون المأوى والتوطين في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، خلال الإعلان عن بدء تنفيذ المشروع في مؤتمر ومعرض دبي الدولي للإغاثة والتطوير (ديهاد) أن "هذه الوحدات تضم أفضل ميزات الخيام فهي جاهزة ومُغلّفة مسبقاً، وتتميز بخفة الوزن، ومنتجة وفق المعايير الأساسية، ومصممة بإطار متين يشكل دعماً ذاتياً لها، وتوفر قدراً أكبر من الأمان والكرامة لساكنيها".
وقد صممت هذه المآوي، التي تصل مساحتها إلى 17.5 متر مربع، والمصنوعة من إطار صلب وألواح بلاستيكية خفيفة الوزن، لتتحمل كلاً من درجات الحرارة الشديدة والبرد القاسي.
ويبلغ ارتفاع هذه المآوي 1.75 متر، وتسمح للناس بخلاف الخيام العادية، بالوقوف بشكل مستقيم داخلها. كما تم تجهيزها بأبواب قابلة للقفل وفتحات للتهوية وألواح شمسية وناموسيات وأضواء.
وقال أندرس ريكسار ثولن، المدير الإداري لمشروع "المأوى الأفضل"، المشروع الاجتماعي غير الهادف للربح الذي تموله مؤسسة أيكيا لتصميم وإنتاج الهياكل من خلال شراكة مع مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد تم إشراك اللاجئين في هذه العملية منذ البداية".
وتبلغ تكلفة الوحدة 1,150 دولاراً، وبالتالي تصل تكلفة المأوى ثلاثة أضعاف الخيمة العادية التي توفرها المفوضية. ولكن في حين أن الخيام مصممة لتدوم ستة أشهر فقط، فإن هذه المآوي الجديدة تدوم لمدة لا تقل عن ثلاث سنوات في الظروف القاسية، وتصل إلى 20 عاماً في المناخات الأكثر اعتدلاً.
وتعليقاً على هذا الموضوع، قال أوليفر ديلارو، رئيس وحدة الابتكار في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "على الرغم من أنها قد تكلف أكثر في البداية، إلا أنها تدوم لفترة أطول كثيراً، وبالتالي فهي ذات قيمة أفضل".
وأضاف قائلاً: "هذا مثال حقيقي على كيفية تعاون القطاع الخاص والقطاع العام معاً لتقديم شيء جديد. لا ينبغي أن تقوم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين بتصميم المآوى، وينبغي علينا الاستفادة من خبرات الآخرين، وليس هناك شركة أفضل من أيكيا في صنع المآوي المسبقة الصنع".
وتجدر الإشارة إلى أن مأوى أيكيا ليس هو أول حل في محاولات صنع بديل للخيام التي تستخدم لإيواء اللاجئين والنازحين داخلياً. ففي مخيم للاجئين في الأردن، يقوم المجلس النرويجي للاجئين بتجربة نوع مماثل من الهياكل وفي أماكن أخرى في الأردن تعيش بعض الأسر السورية في منازل مسبقة التجهيز قدمتها جهات مانحة في الخليج.
والجدير بالذكر، أن هناك أكثر من 2.5 مليون نازح داخلياً في العراق منذ يناير 2014، معظمهم فروا بسبب زحف المجموعة التي تطلق على نفسها اسم "الدولة الإسلامية" واستيلائها على بعض المناطق. كما يستضيف العراق أكثر من 220,000 لاجئ سوري.
lr /jd-kab/dvh