يعي مزارع الأرز، رابين داس، جيداً أن الإعصار الذي ضرب البلاد الشهر الماضي وأودى بحياة حوالي 3,000 شخص وشرد الملايين، قد ألحق أضراراً كبيرة بسبل عيشه ومصدر رزقه، حيث أتى على مجملحقل الأرز الذي يملكه والذي تبلغ مساحته حوالي نصف هكتار.
ويقول رابين، الذي يبلغ من العمر 38 عاماً، لقد فقدت كل شيء... فماذا عَسايَ أن أفعل الآن ؟". والسؤال الذي يطرحه رابين هو نفس السؤال الذي يردده آلاف المزارعين الذين تضررت حقولهم بالإعصار.
ووفقا للتقديرات الصادرة عن الحكومة في 1 ديسمبر/كانون الأول، تسبب إعصار سيدر في تدمير 553,000 هكتار من الأراضي الزراعية في 30 مقاطعة متضررة، منها 418,000 هكتار تندرج ضمن موسم "أمان" للحصاد لهذه السنة، وهو أكبر موسمٍ لحصاد الأرز في البلاد، يستمر خلال شهري نوفمبر/تشرين الثاني وديسمبر/كانون الأول و ينتج نصف المحصول السنوي.
وتفيد التقارير أن الإعصار أتى على حوالي 800,000 طن من محصول الأرز تفوق قيمتها حوالي 290 مليون دولار.
من جهتها، أفادت وزارة الزراعة في التقرير الذي أصدرته حول تقييم الأضرار النهائية للإعصار أن خسائر حصاد موسم أمان خلال السنة المالية الجارية والتي تنتهي في يونيو/حزيران 2008 ستصل إلى 1.4 مليون طن.
كما تسببت الفيضانات الموسمية خلال شهري أغسط/آب وسبتمبر/أيلول في تدمير حوالي 600,000 طن من محصول الأرز لهذا الموسم.
وبالرغم من هذه الخسائر الكبيرة، نفى المستشارة الزراعي ص.س. كريم احتمال حدوث أزمة غذائية، موضحاً أن الحكومة ستقوم بتعويض النقص الحاصل عن طريق استيراد الأرز من الخارج أو الحصول عليه من الدول المانحة.
وأضاف كريم أن الحكومة ستقوم، بالتعاون مع الأبناك والمنظمات غير الحكومية، بتوزيع بذور الأرز الممتازة على المزارعين لتعزيز محصول موسم الحصاد المقبل.
و أفاد التقرير الحكومي حول تقييم الأضرار النهائية للإعصار أن محصول هذه السنة الذي كان يُتوقع أن يصل إلى 32.2 مليون طن سيشهد انخفاضاً بنسبة 1.4 مليون طن بسبب الكوارث الطبيعية التي عرفتها البلاد في الأشهر الأخيرة.
ومن المتوقع أن تقوم بنجلاديش بتعويض هذا النقص عن طريق استيراد حوالي 3.1 مليون طن من الأرز من السوق العالمية، وسيشكل ذلك ارتفاعا بنسبة 29 بالمائة في حجم الواردات مقارنة بما تم استيراده خلال العام الماضي.
500,000 طن من الأرز من الهند
أعلنت الهند في 30 نوفمبر أنها ستسمح ببيع 500,000 طن من الأرز لمساعدة بنجلاديش في مواجهة أي نقص غذائي محتمل. وجاء هذا الإعلان خلال الزيارة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية الهندي، براناب موخيرجي، لبنجلاديش.
وكانت نيودلهي قد حظرت تصدير الأرز لحماية أسواقها الداخلية من أي نقص محتمل إثر الفيضانات التي شهدتها البلاد خلال فصل الصيف. ولكنها سمحت بتصدير 50,000 طن إلى بنجلاديش مباشرة بعد الإعصار وقدمت حوالي 20,000 طن من هذه المادة كإغاثة عاجلة لضحايا هذه الكارثة الطبيعية.
عدم احتمال وقوع أزمة غذائية بدوره، نفى المستشار الإقتصادي، ميرزا عزيز الإسلام، احتمال حدوث أية أزمة غذائية قبل شهر مارس من العام المقبل. وعلق على تقرير تقييم الأضرار بقوله أن المخزون الغذائي لهذه السنة يعتبر أعلى من مخزون نفس الفترة من السنة الماضية. وجاء في تعليقه: "إننا لا نتوقع أية أزمة قبل شهر مارس من العام المقبل. نحن نعمل لزيادة المخزون الغذائي القومي، كما ستقوم الحكومة باعتماد العديد من برامج الاقتناء والتوزيع".
ضمانات المفوضية الأوروبية
 الصورة: دايفيد سوانسون/إيرين  |
| يشكل الأرز جزءاً هاماً من الاستهلاك الغذائي للسكان في بنجلاديش |
أما بخصوص المناشدة الدولية التي أطلقتها الحكومة للحصول على 500,000 طن من الأرز كمساعدات غذائية من المانحين، فقد صرح فروين أن المخزون الحالي للحكومة يصل إلى 761,000 طن، يتم توزيع البعض منه ضمن برنامج إطعام المستضعفين المحتاجين وغيره من البرامج الأخرى.
وتحتاج الحكومة إلى زيادة التخزين من جديد عن طريق عمليات الشراء واستلام المساعدات لإعادة بناء المخزون الغذائي وتوصيله إلى مليون طن بحلول شهر مارس/آذار، حسب فروين.
"
