أفادت المنظمات غير الحكومية المحلية العاملة في محافظة الأنبار أن الأسر النازحة بالمحافظة الواقعة غرب بغداد تفتقر إلى المواد الأساسية بما في ذلك الخيام والأغذية والرعاية الطبية.
ويوجد أكثر من 60,000 نازح في المحافظة، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، وقد دخلت قضيتهم طي الإهمال كما تقول منظمات الإغاثة المحلية.
وفي هذا الإطار، قال فتاح أحمد، الناطق باسم جمعية المعونة العراقية: بعد الأحداث الأخيرة [وتدفق النازحين] إلى المحافظات الشمالية والجنوبية، بدأت منظمات الإغاثة بالاستجابة بشكل أسرع لاحتياجاتهم في هذه المناطق، تاركة الأنبار بمساعدات أقل بكثير مما كانت تحصل عليه قبل شهر مارس/آذار 2007".
ووفقاً للهلال الأحمر العراقي وجمعية المعونة العراقية، انخفضت المساعدات التي تم تقديمها هذه السنة بنسبة 40 بالمائة مقارنة بما تم تقديمه العام الماضي.
وأوضح أحمد أن "هناك أكثر من ثمانية مخيمات كبرى في الأنبار وأكثر من 25 تجمعاً صغيراً للنازحين بالإضافة إلى النازحين داخل مدنهم. ويزداد الوضع سوءاً في الفلوجة والرمادي والقائم في الوقت الذي تفتقر فيه العديد من القرى للمساعدات".
ومعظم النازحين في الأنبار هم ممن فقدوا بيوتهم بسبب المواجهات في المنطقة أو الذين هربوا من العنف الطائفي الدائر في بغداد.
وأضاف أحمد قائلاً: "لقد تحسنت الأوضاع الأمنية في المنطقة ولكن التبرعات انخفضت كذلك. ففي الوقت الذي تحاول فيه منظمات الإغاثة جاهدة الاستجابة لاحتياجات النازحين في مختلف أنحاء البلاد، يعتمد النازحون الذين يعيشون في المخيمات في هذه المنطقة على دعم السكان أكثر من اعتمادهم على المنظمات غير الحكومية".
ووفقاً للجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في العراق، لم يتم تخفيض المساعدات المخصصة للأنبار ولكن لم يكن هناك أيضاً تركيز خاص عليها. ووصفت اللجنة وضع النازحين هناك بالحرج.
كما أشار سيدريك تورلان، مسؤول الإعلام بلجنة تنسيق المنظمات غير الحكومية في العراق إلى "وجود نقص في الأدوية والرعاية الطبية الملائمة" منوهاً أن "بعض المناطق بحاجة للأغذية بصورة عاجلة".
وأضاف قائلاً: "هناك نقصٌ في مياه الشرب كذلك، إذ يشرب الناس في بعض المناطق من مياه النهر. كما يحتاج النازحون إلى الدعم فيما يتعلق بالمواد غير الغذائية...ويحتاج المستضعفون منهم إلى الأمن والحماية، والكثيرون يعانون من البطالة".
الحاجة إلى خيام جديدة
وقد تدهورت حالة العديد من الخيام التي تحتمي فيها الأسر النازحة، ومع اقتراب فصل الشتاء لا تتوفر إلا القليل من أدوات التدفئة.
وقال طيف عمر، وهو نازح يبلغ من العمر 41 عاماً، وأب لأربعة أطفال يعيشون جميعاً في مخيم بالقرب من ضواحي الرمادي: "أجوب شوارع المدينة بحثاً عن أثاث قديم لأستعمل خشبه في التدفئة خلال فصل الشتاء لأن سعر الوقود مرتفع جداً ولا تقوم سوى القليل من المنظمات غير الحكومية بتوزيعه علينا".
أصبحت العديد من الخيام بالية وتملؤها الثقوب، ونحن لا نملك سوى غطاءً واحداً لكل شخص... |
ووفقاً لبيان صادر عن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في 21 نوفمبر/تشرين الثاني، ارتفع عدد النازحين العراقيين في مختلف أنحاء البلاد ليصل إلى 1,199,491 نازح، حوالي 61,350 منهم في محافظة الأنبار.
وأخبر محمد عيدان الربايعة، وهو أحد المتطوعين في جمعية الهلال الأحمر العراقي بالرمادي، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "عند مقارنة عدد النازحين في محافظة الأنبار مع العدد الإجمالي للنازحين في مختلف أنحاء البلاد كما أوردته مفوضية اللاجئين، فإنك قد تشعر أنه رقم صغيرٌ جدّاً، ولكن المشكلة تكمن في أن نازحي الأنبار هم أكثر من يعاني من نقص المساعدات".
وأضاف الربايعة أن "المأوى والغذاء والقدرة على العمل كلها أمور تأتي على قائمة احتياجات النازحين في الأنبار. كما أكد الأطباء أن الأوضاع الصحية في المحافظة تعتبر الأسوأ في العراق بسبب نقص الأطباء في المنطقة".