1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

إغاثة النازحين العراقيين في خطر من دون دعم الوقود

A little girl plays in a tent in Harsham IDP camp, in Erbil, capital of Iraqi Kurdistan. The camp is home to more than 1,000 people displaced by the advance of Islamist militants.  Overhead, storm clouds gather, a reminder of the harsh winter yet to come Louise Redvers/IRIN

تشعر وكالات الإغاثة، التي تعمل بأكثر من طاقتها بالفعل في العراق، بالقلق إزاء احتمال ارتفاع فاتورة الوقود إلى خمسة أضعاف ما كانت عليه في العام الماضي، لأنها لن تكون قادرة على مساعدة العديد من مئات الآلاف من النازحين داخلياً الذين يعيشون في الخيام والملاجئ مع اقتراب فصل الشتاء.

وقال إدوارد كولت، مسؤول شؤون الإعلام في المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في العراق: "هذا مصدر قلق رئيسي، والوقت هو جوهر المسألة. نحن ننتظر بفارغ الصبر قراراً بشأن الدعم، ونأمل أن يتم اتخاذه على الفور".

ولم تعلن الحكومة العراقية بعد عن ما إذا كانت ستطبق الدعم الذي أدى إلى تخفيض تكلفة توزيع الكيروسين من قبل وكالات الإغاثة في الشتاء الماضي على النازحين بسبب القتال في سوريا والعراق - والذين يستخدمونه لأغراض الطهي والتدفئة - من سعر السوق (الذي يبلغ حالياً 90 سنتاً أمريكياً لكل لتر) إلى 18 سنتاً.

في ذلك الوقت، كان هناك 220,000 شخص فقط يستفيدون من هذا الدعم، ولكن الآن هناك ما يقرب من مليوني شخص بحاجة إليه، بما في ذلك عدة آلاف فروا من القتال في بلدة كوباني الكردية السورية في الأسابيع الأخيرة.

ولم تنجح محاولات شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) للوصول إلى مسؤولين حكوميين للتعليق على مسألة الدعم. وقالت مصادر رفيعة المستوى في الأمم المتحدة أن المفاوضات تجري على مستويات عالية جداً.

"وفي حين أنه من السابق لأوانه تحديد ... أعداد الأسر المتضررة، فإن أي تخفيض في الدعم سيكون له تأثير شديد على أولئك الذين يحاولون البقاء على قيد الحياة خلال فصل الشتاء المقبل،" كما أفاد كولت. وقد أعدت المفوضية ميزانيتها الخاصة بشراء الوقود في فصل الشتاء استناداً إلى السعر المدعوم، مثل عدة منظمات إغاثة أخرى.

الجدير بالذكر أن نحو 1.8 مليون عراقي فروا من ديارهم منذ شهر يناير الماضي في أعقاب توغل متشددين إسلاميين. وفي ذروة فصل الصيف، تعرضوا لمخاطر الجفاف وضربات الشمس، وهم الآن يواجهون شتاًء قاسياً مليئاً بالأمطار والثلوج ودرجات الحرارة التي تنخفض في أدنى مستوياتها إلى 15 درجة تحت الصفر في المناطق المرتفعة.

في 23 أكتوبر، وجهت الأمم المتحدة نداءً لجمع مبلغ 2.2 مليار دولار لدعم 5.2 مليون شخص بحاجة إلى "مساعدات إنسانية عاجلة" في جميع أنحاء العراق على مدار الأشهر الـ 15 المقبلة.

المجموعات المستهدفة بالدعم هي:
- 1.8 مليون شخص نزحوا من ديارهم منذ بداية العام، ويعيش كثيرون منهم الآن في مخيمات أو ملاجئ مفتوحة، أو لا زالوا محاصرين داخل مناطق النزاع.
- 1.5 مليون شخص تستضيف مجتمعاتهم الأسر النازحة، وتواجه مواردهم المحلية، مثل المدارس والمستشفيات والإمدادات الغذائية، ضغوطاً تصل إلى قدرتها القصوى.
- 1.7 مليون شخص يعيشون في مناطق خارج سيطرة الحكومة وتحت خط الفقر.
- 215,000 لاجئ سوري يعيشون في المخيمات والمناطق الحضرية في المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق.

توفر خطة الاستجابة الاستراتيجية لعامي 2014 و2015 تفاصيل عن الدعم في مجالات المواد غير الغذائية والمأوى والحماية والصحة والغذاء والمياه والصرف الصحي والنظافة الصحية والتعليم والخدمات اللوجستية حتى نهاية ديسمبر 2015، بتكلفة إجمالية تبلغ 2.2 مليار دولار.

وقد تلقت الأمم المتحدة حتى الآن 600 مليون دولار من التمويل المطلوب، بما في ذلك تبرع واحد بقيمة 500 مليون دولار من المملكة العربية السعودية.

وقال نيل رايت، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في العراق أن "احتياجات الشعب العراقي هائلة، وعلينا أن نكثف جهودنا".

وتناشد الاستراتيجية حكومة العراق لاستئناف نظمها المركزية لتوزيع الغذاء والدواء، ودفع المرتبات لجميع موظفي الخدمة المدنية، وتوفير الوقود بأسعار مدعومة لتوزيعه على النازحين واللاجئين.

وبحسب تقديرات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، يوجد 800,000 شخص في مختلف أنحاء العراق بحاجة ماسة إلى المأوى، ويفتقر ما لا يقل عن 940,000 شخص إلى المستلزمات المنزلية الأساسية ولوازم إدامة الحياة.

دعوة لتوفير المزيد من الموارد

من جهته، أكد نيل رايت، القائم بأعمال منسق الشؤون الإنسانية في العراق، في بيان له أن "جهود التأهب لفصل الشتاء تتم على قدم وساق، ولكن هناك حاجة إلى أكثر من ذلك بكثير. نحن قلقون بشكل خاص بشأن النازحين الذين يعيشون في العراء،" مضيفاً أن "السلطات والجهات الفاعلة الإنسانية بحاجة إلى المزيد من الموارد بصورة عاجلة لضمان تغطية أوسع نطاقاً".

ويذكر أن لدى مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين القدرة والموارد اللازمة للاستجابة لاحتياجات 30,000 أسرة فقط في الوقت الحالي، أو ما يقرب من 180,000 شخص، وفقاً للبيان.

وتختلف "مجموعات لوازم الشتاء" من وكالة إلى أخرى، ولكنها عادة ما تشمل البطانيات، والملابس الثقيلة، والأحذية، والأغطية البلاستيكية، والحصر، والخشب الرقائقي، ومواد العزل، ومواقد الكيروسين والسخانات.

والآن، تحاول منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، التي خططت أيضاً لتوفير التدفئة القائمة على الكيروسين في بعض المساحات الجماعية الصديقة للطفل والمدارس، شراء المدافئ الكهربائية التي تعمل بالزيت.

كما وزعت أكثر من 5,000 مجموعة لوازم لمواجهة انخفاض الحرارة (بما في ذلك البطانيات وملاءة من البلاستيك وحصيرة) على الأسر الأكثر ضعفاً في مخيمات النازحين في محافظة دهوك في المنطقة الكردية شبه المستقلة في شمال العراق، التي تعتبر واحدة من أكثر المناطق ارتفاعاً وبرودة في البلاد.

وتركز وكالات المعونة في خطط الشتاء على النازحين داخلياً، على الرغم من أنها سوف تجري تقييماً أيضاً لضمان حصول اللاجئين السوريين "الأكثر ضعفاً" على إمدادات الطقس الدافئ.

وحددت اليونيسف 500,000 طفل نازح بحاجة إلى ملابس شتوية، واشترت 223,000 طقم - تشمل القبعات والأوشحة والأحذية والجوارب والقفازات والسترات - ولكن هذا يعكس نقصاً يصل إلى أكثر من 250,000 طقم.

الكفاح من أجل البقاء على قيد الحياة

تنتمي هاجر، التي اكتفت بذكر اسمها الأول، إلى طائفة الشبك الكردية، وقد فرت من منزلها في بلدة بعشيقة بالقرب من مدينة الموصل في محافظة نينوى بعد قطع رأس والدها، الذي كان عضواً في القوات المسلحة الكردية، من قبل جماعة مسلحة تطلق على نفسها اسم الدولة الإسلامية.
تبلغ هاجر من العمر 25 عاماً، وهي حامل في شهرها التاسع، وزوجها صباح عامل ولديهما خمسة أطفال: الكبرى تبلغ من العمر سبع سنوات، وتوأمان في السادسة من عمرهما وتوأمان آخران عمرهما عامان.

وعن حال أسرتها قالت: "ليس لدينا مال ولا طعام ولا عمل ولا حياة. ليس لدينا أي شيء. الشتاء قادم وكل ما لدينا هو هذه الخيمة. نحن بحاجة إلى ملابس ثقيلة للأطفال وأشعر بالقلق على رضيعي".

تقيم هاجر في مخيم هرشم، وهو حقل للتجارب الزراعية في أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق. ويعد هذا الموقع موطناً لحوالي 1,500 نازح عراقي، وتمتلكه وزارة الزراعة في حكومة إقليم كردستان، وتديره وكالة التعاون التقني والتنمية (ACTED)، وهي منظمة غير حكومية. وأوضحت مديرة المخيم ياسمين كوليجن أنهم يبذلون قصارى جهدهم لتوفير سبل الراحة للنازحين، وعلى الرغم من ذلك، تواجههم قيود تحد من الهياكل التي يمكنهم تشييدها.

"لأن هذا موقع اختبار تابع لوزارة الزراعة، فإنهم لا يريدون قواعد خرسانية،" كما أوضحت، في إشارة إلى القواعد التي أُقيمت في مخيمات أخرى لتوفير سطح مستو للخيام والمساعدة في حجب المياه. "نحن لا نملك حتى آبار. ويجري نقل الماء بأكمله على متن حافلات ووضعه في خزان جماعي".

وأضافت أن وكالة التعاون التقني والتنمية كانت تشتري إمدادات الكيروسين بأسعار السوق ووزعته مرتين حتى الآن، ولكن هذا مجرد حل مؤقت. وأعربت عن أملها في أن توضح الحكومة مسألة الدعم قريباً.

"أعتقد أن جميع وكالات المعونة متأخرة من حيث التحضير للشتاء. يبدو أن الجميع نسوا فصل الشتاء هذا العام،" كما قالت.

وفي السياق نفسه، قال موظف كبير آخر من المنظمات غير الحكومية رفض الكشف عن اسمه: "لم يتم سوى القليل جداً من التخطيط [المشترك بين الوكالات] لفصل الشتاء، ولذلك نحن قلقون للغاية بشأن ما سيحدث".

lr/ha/am/cb-ais/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join