أعرب مسؤولو الصحة وعمال الإغاثة عن قلقهم بشأن ارتفاع مستويات التغوط في العراء وزيادة خطورة التعرض للأمراض في المناطق التي تضررت من الإعصار في الفلبين، حيث دُمرت شبكات المياه والصرف الصحي وأصبح من الصعب في معظم الأحيان الوصول إلى مرافق الصرف الصحي.
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في تاكلوبان، عاصمة مقاطعة ليتي، قال خوسيه للاكونا، مدير إدارة الصحة في المنطقة الثامنة، أنه في ظل عدم وجود مراحيض ملائمة، يتغوط مزيد من الناس في العراء، الأمر الذي يثير مخاوف صحية خطيرة". ويضم الإقليم ست مقاطعات هي ليتي وجنوب ليتي وبيليران وسمر الشمالية وسمر وسمر الشرقية – وهو إقليم من ثلاثة أقاليم ضربها إعصار هايان في 8 نوفمبر 2013.
وقال تيم جريف، رئيس قسم المياه والصرف الصحي والصحة في منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في الفلبين، وهي المنظمة التي تقود جهود المجتمع الإنساني في مجال المياه والصرف الصحي والنظافة أن "ما نشهده الآن هو التغوط المرئي في العراء في المدن ومراكز الإجلاء. فعندما يكون لديك كثافة سكانية وتغوط في العراء، مع عدم غسل اليدين بعد ذلك، تتفاقم مخاطر تفشي الأمراض".
ويقول الخبراء أنه قد ينجم عن التغوط في العراء مجموعة من الأمراض، كالإسهال والكوليرا، وهي الأمراض التي تنتقل من البراز إلى الإنسان بواسطة الأيادي والتربة والمياه والحيوانات والحشرات الملوثة.
وتفيد منظمة الصحة العالمية أنه عندما يتغوط الناس في العراء، فإن الذباب سوف يتغذى على البراز الذي يحتوي على البكتريا، ومن ثم قد يحمل أجزاءً صغيرة من البراز على أجسامه وأقدامه بعيداً. وعندما يلامس الذباب الطعام، ينتقل البراز والجراثيم إليه وقد يتناوله شخص ما من دون أن يدري أنه ملوث.
ويذكر أن أكثر من 6,000 شخص فقدوا حياتهم وتضرر أكثر من 14 مليون عندما ضرب إعصار هايان وسط الفلبين، ملحقاً الدمار والأضرار بأكثر من مليون منزل في منطقة في حجم البرتغال تقريباً.
وقال المجلس الوطني للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها في 19 نوفمبر أن أكثر من أربعة ملايين شخص مازالوا نازحين مع وجود أكثر من 100,000 شخص في 381 مركز إجلاء، العديد منها عبارة عن مدارس. أما بقية النازحين فيعيشون مع أصدقاء وأقارب لهم.
وقد قامت السلطات ووكالات الإغاثة باتخاذ عدد من التدابير لتقديم خدمات الصرف الصحي التي تشمل بناء عدد من المراحيض المتنقلة والمؤقتة في مراكز الإجلاء، ولكن في بلد مايزال فيه التغوط في العراء أمراً شائعاً هناك حاجة إلى مزيد من الجهود.
وتفيد الأرقام الصادرة عن اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية في 2013 أن نحو 10 ملايين شخص - أي 50 بالمائة من الفئات الفقيرة في المجتمع و20 بالمائة من مجموع سكان البلاد- ما زالوا يتغوطون في العراء.
وقد كشفت تقييمات وزارة الصحة أنه قبل الإعصار كان 60 بالمائة فقط من المنازل في تاكلوبان لديها مراحيض داخل المنزل وهذا يعني أن نسبة الوصول إلى تلك المراحيض كانت منخفضة بالفعل. وهذا يخلق تحدياً أكبر عند التخطيط لما يلزم من تدخلات.
وقال جريف أنه "لا يتوجب علينا توفير المراحيض فحسب، ولكننا نحتاج أيضاً إلى خلق الطلب على استخدام تلك المراحيض"، مشيراً إلى أنه حتى إذا تم بناء المراحيض فسوف يواصل الناس التغوط في العراء إذا لم يتم تعليمهم بشكل صحيح أهمية استخدام المراحيض. وأضاف قائلاً: "نحن بحاجة إلى حملة تعبئة مجتمعية كبيرة لتعزيز النظافة لهذا الغرض".
أكياس الفضلات
وتقوم منظمة العمل ضد الجوع، وهي منظمة غير حكومية دولية، بتنفيذ مشروع تجريبي يعالج بصورة مؤقتة مشكلة نقص المراحيض عن طريق توفير أكياس الفضلات وهي عبارة عن مرحاض شخصي للاستخدام مرة واحدة على شكل كيس يسهل حمله. وقال جيساس بينا، أخصائي المياه والصرف الصحي في منظمة العمل ضد الجوع، أن "ذلك حل مؤقت حيث سنقوم بتوزيع تلك الأكياس على المناطق التي لم تعد مرافق الصرف الصحي متاحة فيها".
وسيتم تقديم حوالي 42,000 كيس فضلات إلى نحو 300 أسرة خلال فترة تتراوح ما بين شهر إلى شهرين. وهذه الأكياس مصنوعة من البلاستيك القابل للتحلل الحيوي وتعمل كمحطة معالجة صغرى تقوم بتطهير البراز بعد التغوط بوقت قصير. وبعد استخدامها يتم إغلاق الكيس بعقدة وبالتالي يتم عزل مسببات الأمراض الخطيرة الموجودة في البراز على الفور عن البيئة المحيطة ومنع التلوث، بحسب الموقع الإلكتروني للمنظمة.
وحتى الآن قامت بيبوبل Peepoople ومقرها ستوكهولم بتوزيع أكثر من مليون كيس فضلات على أربع منظمات إغاثة دولية في المنطقة المتضررة من الإعصار من بينها منظمة الصليب الأحمر السويدية ومنظمة العمل ضد الجوع.
ولكن جيساس بينا أكد أن الأكياس ليست بديلاً عن المراحيض العادية أو المراحيض الصحية، وأضاف قائلاً: "استراتيجيتنا الرئيسية هي توفير مراحيض لائقة ومرافق صرف صحي في جميع المناطق المتضررة في أسرع وقت ممكن"، مشيراً إلى أن القضاء على التغوط في العراء سيلعب دوراً رئيسياً في تحسن صحة السكان المتضررين.
وأفادت خطة الأمم المتحدة للاستجابة الاستراتيجية لإعصارر هايان - التي تتطلع إلى جمع 791 مليون دولار لتوفير المساعدة للمناطق المتضررة من الإعصار حتى نوفمبر 2014- أن فرص الحصول على المياه النظيفة والصرف الصحي الملائم في المناطق المتضررة قد تراجعت بشدة وهو ما زاد من خطر تفشي الأمراض المعدية.
وتهدف وكالات الإغاثة إلى توفير الفرص المستدامة للحصول على المياه الآمنة والصرف الصحي وخدمات النظافة لثلاثة ملايين شخص من الأكثر تضرراً من الإعصار. وسوف تركز البرامج أيضاً على أنشطة تعزيز النظافة، وخاصة للأطفال في المدارس.
ds/ds/he-hka/dvh