1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Philippines

مراقبة حالات سوء التغذية عقب إعصار هايان

Woman and child after Typhoon Haiyan (Yolanda) in Tacloban OCHA/Joey Reyna

يسعى خبراء الصحة، عقب مرور نحو شهر تقريباً على إعصار هايان، الذي ضرب الفلبين وأدى إلى تشريد أكثر من أربعة ملايين نسمة، إلى تقليص مخاطر سوء التغذية لقرابة 1.5 مليون طفل ممن هم دون سن الخامسة، ومساعدة مئات الآلاف من النساء على الاستمرار في تقديم الرضاعة الطبيعية لأطفالهن.

وفي هذا الصدد، قالت كاترين غوس، مسؤولة برامج التغذية لقطاع آسيا والمحيط الهادئ في برنامج الأغذية العالمي أن "الأمر الذي يمكن ملاحظته بسهولة عقب إعصار هايان هو الدمار الذي لحق بالمرافق والإصابات التي تتطلب رعاية... ولكن سوء التغذية تهديد صامت لأن الناس لا يدركون في الغالب أعراضه ومن ثم يُترك دون معالجة".

وقبل حدوث إعصار هايان، كان واحد من بين كل ثلاثة أطفال ممن هم دون سن الخامسة في مناطق تاكلوبان وفيساياس الوسطى وسيبو في وسط الفلبين، يعاني من سوء تغذية مزمن، و33.6 بالمائة من الأطفال مصابين بنقص النمو أو التقزم (حالة يكون فيها طول الطفل منخفضاً مقارنة بعمره)، و7.8 بالمائة بالهزال (حالة يكون فيها متوسط وزن الطفل منخفضاً مقارنة بطوله) وذلك وفقاً للمسح الوطني حول التغذية لعام 2011، كما ورد في للتقييم السريع والمتعدد القطاعات (MIRA) الصادر عن أكثر من 40 وكالة عبر تسعة أقاليم.

وفي أعقاب الإعصار، تعمل حتى الآن المجموعة الوطنية للتغذية– التي تضم 30 جهة شريكة، من بينها منظمات غير حكومية ووكالات تابعة للأمم المتحدة ووزارات حكومية- على علاج 14 حالة سوء تغذية حاد، التي تحدث "عندما يعاني الأطفال من هزال شديد [قد يكون] مصحوباً بتورم في الجسم بسبب احتباس السوائل"، و118 حالة سوء تغذية متوسط. وقد تم حتى 5 ديسمبر، فحص قرابة 21,000 طفل بهدف اكتشاف حالات سوء التغذية الحاد والشديد، حيث تم اكتشاف 172 طفلاً مصابين بسوء التغذية الحاد، و531 طفلاً يعانون من أعراض سوء التغذية الحاد المتوسط.

وقال أياديل ساباربيكوف، نائب منسق مجموعة التغذية العالمية، ومقرها جنيف، في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من العاصمة الفلبينية مانيلا: "ربما تكون الحالة التغذوية للأطفال الصغار والأمهات قد تدهورت بشكل كبير". وأضاف أن من بين العوامل التي تساهم في تدهور الحالة التغذوية تقلص سبل الحصول على الطعام المغذي، ومحدودية الوصول إلى المياه المأمونة ومرافق الصرف الصحي التي تؤدي إلى زيادة محتملة في الأمراض المنقولة عبر المياه، وانفصال الأطفال الصغار عن آبائهم، والظروف غير الملائمة للرضاعة الطبيعية.

ومن المقرر أن يتم استكمال فحص حالات سوء التغذية بواسطة مجموعات معونة متخصصة في غضون الأسابيع المقبلة، وعندها سوف تتوفر معدلات مستنيرة لحالات سوء التغذية في فترة ما بعد الكارثة. ويشير التقييم السريع والمتعدد القطاعات الذي صدر في شهر نوفمبر إلى أن عملية تقديم الخدمات الصحية تواجه عراقيل لأن ما بين 46 إلى 62 بالمائة من كافة العيادات الطبية المحلية والمستشفيات في مناطق تاكلوبان وفيساياس الوسطى وسيبو، قد دُمرّت بسبب الإعصار.

إضافة إلى ذلك، تضرر نحو نصف العاملين في المجال الطبي في المناطق المتضررة من الإعصار. وقال مارتن بارينو، منسق الصحة والتغذية في منظمة العمل ضد الجوع، وهي منظمة غير حكومية فرنسية: "لقد ترك بعض الأطباء مواقعهم نظراً لنقص المواد الغذائية والمياه في المناطق المتضررة".

وقالت غوس، من برنامج الأغذية العالمي، متحدثة من بانكوك في تايلاند: "من الناحية المثالية، سوف يتم الاستثمار [على الصعيد الإقليمي] في نظام الصحة الحكومي، والعاملين في مجال الصحة، والقيام بتدريب أوسع نطاقاً لتقديم الرعاية العلاجية المجتمعية. [لكن] يجب إعادة تأسيس الخدمات الصحية والبنية التحتية أولاً".

حشد الدعم للرضاعة الطبيعية

ومن المقرر أن يركز العاملون في مجال الصحة الآن على تعزيز التغذية التكميلية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و23 شهراً في 30 بلدية في جزر ليتي وسمر الشرقية وسمر الغربية.   

وحذرت غوس من أنه "إذا لم تعد الأمور في تلك المناطق إلى طبيعتها، فمن المتوقع أن تشهد زيادة في حالات سوء التغذية الحاد".

وهناك مخاوف أيضاً في أوساط الجهات الإنسانية بشأن التوزيع غير المنضبط للهبات التي تقدمها الجمعيات الخيرية والجماعات الكنسية في شكل حليب الرُضَّع ومسحوق الحليب، وهو أمر يحدث في كثير من الأحيان بعد الكوارث لدرجة أن الحكومة الفلبينية قد أصدرت في عام 1986 "قانون الحليب" الذي يحظر هبات منتجات حليب الرضع في حالات الكوارث.

وقال ساباربيكوف من مجموعة التغذية العالمية: "التبرع بمسحوق حليب الرضع يثني الأمهات عن الاستمرار في تقديم الرضاعة الطبيعية الكاملة لأطفالهن، وبالتالي يفاقم من خطر الإصابة بالأمراض وارتفاع معدل الوفيات بين الرضع، الأمر الذي يساهم بدوره في زيادة مستويات الإصابة بحالات سوء التغذية الحاد والأمراض المختلفة".

وفي سياق الجهود المبذولة لتشجيع الرضاعة الطبيعية، من المقرر أن تتم إقامة ثلاثين خيمة للرضاعة الطبيعية خلال هذا الشهر في مراكز الإجلاء في تاكلوبان ومنطقة تاناوان القريبة منها. وسوف تبث جماعات المعونة أيضاً رسائل متعلقة بالتغذية لمدة نصف ساعة في الإذاعة في الساعة الـ 10 صباحاً كل يوم، وفقاً للمجموعة الوطنية للتغذية.

مع ذلك، يرى العاملون المحليون في مجال الصحة أن تفاقم حالات سوء التغذية ما هو إلا أحد الجوانب لأثر الكارثة على صحة الأمهات والأطفال. وفي هذا الإطار، نقلت مجلة "ذي لانست" الطبية البريطانية في 30 نوفمبر، عن آنا شارمي كويزون، وهي طبيبة محلية في منطقة فيساياس الوسطى قولها: "لقد توفى مولود في [أحد المجتمعات التي يقيم فيها زميل لي] بعد ولادته مباشرة وذلك بسبب عدم توفر المرافق اللازمة لرعاية حالته".

وفي مؤتمر عقد في المنطقة في أواخر شهر نوفمبر حول الأمن الغذائي، أكد خبراء الصحة أن الألف يوم الأولى من حياة المولود تمثل مرحلة مهمة للتغذية المثلى.

وأشار بارينو من منظمة العمل ضد الجوع إلى أنه: "يجري ]في الوقت الحالي[ إصلاح المرافق الصحيّة المتضررة بسرعة وإعادتها للعمل لاستيعاب المزيد من المرضى".

dm/pt/he-kav/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join